السبت، 27 أكتوبر 2018

بين النفاق الاجتماعي والذكاء الاجتماعي


من أشهر ما قالت العرب في المجاملة أبيات شعرية من قصيدة زهير ابن أبي سلمى يقول فيها :
ومن لم يصانع في أمورٍ كثيرةٍ --يُضَرّس بأنيابٍ ويوطأ بمنسم
لكي تنجح اليوم في علاقاتك الشخصية والمهنية لابد لك من رفع هذا الشعار ألا وهو المجاملة، التي تجعلك مقبولا لدى عدوك محبوبا عند صديقك، لذلك عدها البعض من أهم صفات الذكاء الاجتماعي الذي لا بد منه للنجاح والتميز، لكن خيطا رفيعا يفصل بينها وبين النفاق الاجتماعي
يخلط الكثير من الناس بين مهارة الذكاء الاجتماعي وآفة النفاق الاجتماعي، لدرجة اعتبارهما وجهين لعملة واحدة. وهذا خطأ شائع يحرم معتقديه من تطوير مهارة الذكاء الاجتماعي، وبالتالي الحرمان من التمكين النفساجتماعي.
ولعلنا أمام جملة من التحولات الاجتماعية والتغيرات البنيوية في تركيبة المجتمع العربي ومنظومته القيمية، حيث برزت ظواهر (الاستلاب الثقافي) و (الهوية المهجّنة) التي بدورها أنتجت مجموعة من التناقضات (السيكوسوسيولوجية)، وأشكال مختلفة من الأزمات النفسية في الشخصية العربية، فظهرت آفات نفسية اجتماعية أنهكت الجسد العربي وأرهقت عقله وعلى رأسها (النفاق الاجتماعي).

النفاق الاجتماعي يعني التلوّن، فيبدي الشخص رأيا خلافا لقناعاته، ويستخدم (الماسك) المناسب حسب الموقف لتحقيق منفعة ذاتية قصيرة المدى على حساب القيم والمبادئ والمعايير الأخلاقية، فهو يعكس بذلك مظهرا سلوكيا منحرفا عن شخصية الانسان العربي السوية. بمعنى آخر تغليب المصلحة الذاتية على المصلحة العامة. في حين يعني الذكاء الاجتماعي رفع مستوى (الحساسية الاجتماعية) قولا وفعلا، ويستند على جوهر القيم الإنسانية ومعايير القبول الاجتماعي، فيسهّل عملية التواصل مع الآخر ويخفّف حدة الاحتقان الاجتماعي على مستوى الفرد والجماعة على حد سواء، وبالتالي يزيد من التماسك والتضامن الاجتماعي بين الأفراد. أي تغليب المصلحة العامة بعيدة المدى على المصلحة الذاتية الآنية، وشتّان بين الاثنتين. 

تتفشّى آفة النفاق الاجتماعي بشكل مّطّرد عند الشعور (بالدونية)، فيعرّف الشخص نفسه من خلال الآخر (المهم)، للتخلص من عقدة التفوق ولإشباع منفعة شخصية، وفي حالات نادرة يستخدم النفاق الاجتماعي كنتيجة للحاجة النابعة من حالة الفقر أو قلة الحيلة في ظل غياب العدالة الاجتماعية والقانونية. ويؤدي تفشّي تلك الآفة الى العيش في (ماسوشية) فردية كنتيجة حتمية (لسادية) مجتمعية، الأمر الذي يجعل مسلسل التخلف هو الأبرز في فضاء المجتمع العربي، فيزلزل الاستقرار المجتمعي ويمزق النسيج الاجتماعي، فيقود الى سيادة العنف بجميع أشكاله، والى انتشار آفة البغض، والكراهية، والنميمة، واغتيال الشخصية، وغيرها من الآفات النفسية الاجتماعية التي تنخر الكيان المجتمعي حدّ التسوس. 
ومن أهم تجليات النفاق الاجتماعي هو السكوت عن الخطأ، والتملّق لنيل الرضى خوفا من الفقدان والخسارة لمن هم في مواقع السلطة وصنع القرار: سواءً في العائلة، أو في العمل، أو في الدولة. فيطغى المديح بصفات مغايرة للحقيقة على الرغم من تعدد الأخطاء والسلبيات. حيث يحيط بالمسؤول شرذمة من المنافقين يمطرونه بوابل من المديح الممجوج يوصله لدرجة من التجلّي فيتوهّم بأنه (سيد البلاد والعباد)، ومعبود الجماهير، وبأنه معصوم من الخطأ. الأمر الذي يورطه في سرداب التعالي والتكبر على مرؤوسيه ويسرف في سياساته الفاشلة، ويزيده تجبّرا وطمأنينة في الوقت نفسه بأن معارضيه هم الأقلية من المنافسين والحسّاد له على ما وهبه الله من تلك النعمة، وهو الدافع الرئيس لتقريب الأذناب من المناصب العالية لضمان صونها من شوائب الأقلية، على اعتبار أن الأكثرية هم الأحباب والمصفقين والمطأطئين رؤوسهم لأصحاب السلطة والقوة، فيودي هؤلاء بالمجتمع الى الهاوية. وهذه القاعدة الشاذة للارتقاء عبر النفاق الاجتماعي تنطبق على كل المجاميع صغيرها وكبيرها ابتداءً من مؤسسة العائلة، مرورا بمؤسسات المجتمع المختلفة، وصعودا الى مؤسسة الدولة مع العلم أن قاعدة الهرم تدبّ فيها هذه الآفة ربما أكثر من قمته.
وقد جاء الخطاب العربي الاسلامي الثقافي جليّا في شأن المنافق، فنبه الى خطورة هذه الآفة النفسية الاجتماعية عندما جاء النصّ القرآني صارماً في منزلة المنافق فجعل مرتبته في الدرك الأسفل من النار، وذلك لأن خطر المنافق أشدّ خطرا من العدو نفسه.
وقد صدق الغزالي عندما قال :"ذو اللسانين من يتردّد بين متعاديين، ويكلّم كلاً بما يوافقه، وقلّ من يتردّد بين متعاديين إلاّ وهو بهذه الصفة، وهذا عين النفاق".

والحذر الحذر من الخيط الرفيع ما بين النفاق والذكاء، فلا خير في ودّ امرئ متقلبٍ اذا الريح مالت مال حيث تميلُ، هذا هو الودّ الذي لا يجلب الفائدة وليس منه فضيلة زائدة.
دة. عصمت حوسو

السبت، 28 يوليو 2018

مصر هى امى

*صباح الخير، دي رسالة مزعجة ممكن متقراهاش، شكرًا.*

أنا بعاني من خوف حقيقي تجاه مصر، وبخاف من ان أي حد بحبه عايش فيها أو مرتبط اسمه بيها بأي شكل من الأشكال.
الحياة في مصر مؤذية وممكن تعرض حياتك، وحياة أي حد له علاقة بيك للخطر؛ لو فكرت للحظة تكون مختلف عن السائد أو تعبر عن اختلافك دا.
حتى خروجك لوحدك من مصر مش كافي لحمايتك وحماية دايرتك من الخطر، لأن قراراتك واختياراتك الشخصية بتتحمل مسؤوليتها انت وكل دايرتك حتى لو كنت برا مصر.

انت ليك علاقة بمصر، تبقى مُستباح وملكش الحق تعبر عن قناعاتك / معتقداتك / ميولك / اختلافك واللي مهما كان الامر اللي هتعبر عنه شخصي ومالوش علاقة غير بنفسك، لكن في مصر هتقع تحت مقصلة الأحكام ومش هتسلم انت ولا دايرتك من التنكيل أو الإيذاء لمجرد انك عبرت عن حاجة زي اعتقادك الشخصي واللي لو خالف المألوف في مصر .. !!!!
لأ كل حاجة ممكن تعملها في مصر وبشكل خفي، لكن مجرد تعبيرك عن اختلافك دا بأي شكل، كفيل بأنه ينهي هدوء حياتك ويعيشك في جحيم

الأحكام في مصر بشعة وممكن تخليك تشوف ست عندها ٨٠ سنة معرياها قرية كاملة، وكمان بيصوروها عريانة لمجرد انها تنتمي لنفس الفئة -مسيحية- اللي بينتمي ليها شاب أخطأ خطأ شخصي، وكمان بيتلذذوا بأنهم يصوروها وينشروا الڤيديو كنوع من أنواع التنكيل والترهيب!

بنت بتعبر عن كويريتها، فيتم التنكيل بيها وبأسرتها وأصدقائها وأي حد له علاقة بيها بهدف انهم يتنصلوا منها لمجرد انها مش شبه السائد، وحتى لو اختلافها دا طبيعي ومش مُفتعل وجزء أصيل من تكوينها "الطبيعي"

بنت مش قادرة تخلع الحجاب -اللي هو قرار شخصي بحت- لمجرد انها مُذيعة وان الجمهور اتعود عليها بالحجاب وان الانتاج بتاع البرنامج هيفشخها لو عملت كدة، والناس هتفشخ أهلها وكل دايرتها لأنها شخصية مشهورة وعامة، فأصبحت حياتها الشخصية مُباحة للجميع وقراراتها الشخصية مش بتتحمل مسؤوليتها لوحدها، لا هي وكل اللي حواليها.

بنت مش عايشة في مصر وقررت انها تعبر عن مثليتها بشكل عام وانها سعيدة بأن أهلها اللي في مصر متقبلين الموضوع وبيدعموها.. تقوم الناس تنكل بأهلها ويتتبعوهم أونلاين ويتعمدوا اهانتهم وازاي يتقبلوا بنتهم؟! اللي هي بنتهم!

كل دا ليه بقى؟ علشان ### مصر!

انت ممكن تعيش طول حياتك بعُقدة ذنب انك عملت حاجة شخصية جدًا تأذى بيها حد بتحبه، وعقدة الذنب هتفضل تطاردك طول حياتك بأنك كنت السبب في دا.
انت ممكن تعيش طول حياتك بقناع إدعاء بيؤذيك نفسيًا كل لحظة لمجرد انك مش قادر تعبر عن قناعاتك "الشخصية" لأنك عارف انك هتتأذى واللي حواليك هيتأذى.
انت ممكن حتى تتأذى من اللي حواليك -اللي هي دايرتك- اللي انت خايف عليهم؛ لأنهم مش مُدركين ان انت ممكن تكون مُختلف، فحتى دايرتك اللي معتقد انها هتساعدك ممكن تقتلك.

ببساطة، مفهوم حياتك الشخصية وفرديتك منعدمين تمامًا، وطالما اتولدت في مصر أو ارتبط اسمك بيها هتفضل تعاني لحد أخر حياتك وهتعيش خوف دائم وغير مبرر تجاه كل شيء، وغير دا كله انت محكوم عليك تعيش تحت حكم استبدادي من السلطة هيجبرك على الفقر والعوز وتدمير منظومة التعليم وتحويلها لعملية تجهيل، فمش السلطة بس اللي هتقف في وشك لو كنت مختلف، لا كل المجتمع هيقف في وشك، وهتكون مُنتهك ومحاولاتك للهروب ملهاش معنى لأنك عارف ان حتى وانت بعيد فيه غيرك هيتعرض للتنكيل، وان أمانك الشخصي مش بيتوقف عليك لوحدك، لكن بيمتد لكل دوايرك .. وأصبح ارتباط اسمك بمصر لعنة!

وأخيرًا، يلعن دين مصر.

الاثنين، 18 ديسمبر 2017

Independent with a Part of Strong مستقلون وليسوا أقوياء

اللى قال strong independent woman كان بيخفى جزء من الحقيقه.. حقيقة إن :


المستقل مش قوى زى ما بيبان عليه
لكن بيقدر يتحرك بالشكل اللى يخليه مش محتاج اى حاجه مهما كانت من اى حد مهما كان 

المستقل مش بياخد قراراته من دماغه لوحدة
لكن بيشوف المواضيع من زوايا كتير الاساس فيها مش القلب بس او العقل بس 

المستقل حياته مش خناق وزحام كما المتوقع
لكن عايز يعيش فى سلام وامان بدون تحكم او سيطره اوفرض رأى او توجه من اى نوع 
المستقل مش بيدي المواضيع اقل من حجمها
لكن لثقته فى نفسه وامكانياته وطموحه مش بيسمح لاى حد يتدخل فى تفاصيله اللى مش هيفهمها حد غيره فبيختصر ويقول شكليات

المستقل مش غني ومش فقير 
لكن دايماً بيعرف يجيب فلوس منين ودايماً فلوسه ضايعه على أساسيات ف دايماً معاه فلوس ومفلس 
وبالتالى.. لما الشخص دا يطلب "أى حاجه- حتى لو نصيحه" إعرف انه جرب كل حاجه قبل ما يقرر يسألك او يطلب منك.. 
لما ياخد قرار اعرف انه درسه من كل زواياه ومش محتاج غير دعمك او نقدك المنطقى المُقنع..
لما يرفض نصيحتك او يطنش كلامك اعرف انك مش عارف توصل لدماغه بعدم منطقيتك او عدم تفهمك للوضع بشكله الكامل..


الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017

دائما أنتي فى المنتصف

دائما أنتي فى المنتصف .. كلمات كتبها أمل دنقل فى إحدى قصائدة ، قصائدة التى فقدت أجزاء متتاليه من معناها بعد كل هزيمة، لتصل الى صورة مغايره تماماً لما أراده..
..
صرت دائماً فى المنتصف .. فى المنتصف بين كل الأفكار ومضاداتها
-  فى المنتصف بين أصدقائي وأعدائي .. لا أكتفى بصديق ولا أعترف بعدو
-  فى المنتصف بين حب الروح وحب الجسد .. لا أكتفى بحب الروح ولا أشتهى حب الجسد
- فى المنتصف بين فكرة الحرية ومدعى الحرية .. لا أكتفى بالحرية كفكرة ولا أود الإقتراب من الأحرار
- فى المنتصف بين الايمان بالله والإيمان بالعلم .. لا تكتفى روحى بالعلم ولا يقترب عقلى من الله
- فى المنتصف بين العلم المتعمق والعمل المتملق  .. لا يكتفى عقلى بالعلم الذى اكتسبه ولا يشبعه العمل
- فى المنتصف بين الحب الأفلاطونى والزواج التقليدي .. لا يجد قلبي الحب ولا يعتقد عقلى فى الزواج
- فى المنتصف بين حب المغامرة وحب السكون .. لا أكتفى بالسكون والهزيمة ولا أجد فى المغامرة لذه
- فى المنتصف بين الحياه التقليدية والحياه المتمردة .. لاأرى ذاتى تقليدية ولا فى حياه التمرد راحة
- فى المنتصف بين الخروج للعمل والإنكماش بالمنزل .. لا أرى من المواجهه فائدة ولا انتمى الى المنزل
- فى المنتصف بين الراحة الجسدية والراحة الابدية.. لا يتحمل جسدى المرض ولا قادر على الهوان
- فى المنتصف بين التفتح الفكرى والانغلاق الروحى .. لا يتحمل فكرى الانغلاق ولا تتقبل روحى الانفتاح
- فى المنتصف بين اللامباه التامه والإهتمام المبالغ .. لا أرى شيئ يستحق الاهتمام ولا استطيع اللامبالاه
- فى المنتصف بين سوء الحظ وحسن الحظ .. لا حظى سيئ لدرجه البؤس ولا جيد لدرجه السعادة
- فى المنتصف بين النجاح المبدد والفشل المحقق .. لا أصل للفشل ولا اكتفى بالنجاح
- فى المنتصف بين الديمقراطيه المزعومة والديكتاتوريه المنشوده .. لا اصدق هذا او ذاك

... فى المنتصف بين كل شيئ ونقيده بكل ماتحمله الكلمة من معنى ...
أنا فى المنتصف لدرجة التشتت والضياع، لدرجه عدم وجود اصدقاء او شركاء أفكار وأفعال ، لدرجه التمرد المشوب بالخوف والهزيمة، أنا المؤمنة بالحرية ولست أؤمن بالأحرار .. المتحدثة بالحماقات ولا أتقبلها كأفعال ..  المؤمنة بالله ولست مؤمنه بالمؤمنون .. أنا كل معنى ونقيضة

أنا فى المنتصف لدرجه تجعلنى اكره كل من اخرجنى عن المسار .. أى مسار لابد وانه سيكون أكثر راحه من كل هذا الكم من التشتت :(


الأحد، 14 مايو 2017

أسئلة مشروعة

س1 : إحنا عايشين ليه؟

ليه عايشين و بنعافر وتعبانين فى حياتنا والنهايه محتومه؟
1-    "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
·        وليه يخلقهم عشان يعبدوه ؟ (هو ربنا عنده نقص ثقه بالنفس فـ مستنى شويه بشر يعبدوه؟ هل محتاج عبادتنا فى شيئ؟ )
·        من كمال ربوبيتة وألوهيته وأسمائه وصفاته أن يُــعبد ويُوحد ويُمجد سبحانه وتعالى .. يبقي ليه يخلق إنسان عاصى؟ عشان يتعذب بالنار؟
·        وليه نخاف من عذاب النار؟ (مش هو اللى خلق فينا العقل اللى هو عارف انه هيودينا للإتجاه دا )
2-   أمر الله
·        وليه ربنا يؤمر بشيئ يمس بشر خلق له عقل يقول أه ولا ؟ ليه ماخلقش كل عبده ملايكه؟
·        هو ربنا محتاج عبيد بالسخره
·        وليه التفرقه فى خلق ملايكه بدون شهوة و حيوان بدون عقل و انسان بعقل و شهوة وصراعات بيهم؟
3-    ما الحياة إلا كبِدُ و شقاء
·        وليه تبقي شقاء لما ممكن ماتبقاش أصلاً؟ ( هو ربنا سادى عشان يخلق بشر ضعيف فى شقاء؟ ، الانسان لما بيربي حيوان ضعيف بيشفق عليه)
·        ليه المؤمن مبتلى؟ ليه الكافر مش مبتلى؟ مش ربنا هو الرحيم ولا مجرد صفه؟
4-    خُلقنا لنعمل
·        وليه نعمل فى ظروف حياتيه ليس لنا شأن بها ( مش من الظلم انى احط انسان فى بيئه بدون إرادته أيا كانت البيئه دى ايه؟ )
5-    خُلقنا لنخوض معركة الحق والباطل
·        وليه نخوضها لو مش عايزين نخوضها ؟
·        ليه فى معركه اصلاً ؟ وليه أدخل معركه كلها الآم ومأسي؟
6-    خُلقنا لنعترض ونغير نظام الكون
·        وإحنا مين عشان نغير نظام الكون؟
·        هنستفيد ايه لما نغير نظام الكون؟
·        هندير الكون بالشكل الجديد على أساس مزاجنا؟ ومزاج الأضعف والأحق ؟
·        هنفصل نصدق إسطورة شعب الله المختار على نفسنا ونكرها على غيرنا لإمتى؟
7-    خُلقنا لنُحب
·        فين الحب فى عصور كلها حروب ودمار ، فين الحب والإنسان بطبعة فيه جزء مش قليل بائس ومُدمر وظالم وو
8-    خُلقنا لنحقق ذاتنا فى كل المجالات
·        وماذا بعد تحقيق الذات؟ أليس المصير واحد؟
·        ايه الفائده المباشره من تحقيق الذات؟ إرضاء غرور وقتى زائل؟
·        هل الفائده العايده عليك مساويه للكراهيه الواقعه عليك؟
9-    خُلقنا للوصول إلى سر الحياة الذى يكمن فى التخلى و اللا شعور وعدم المبالاة..الخ
·        أحيا لكى أصل للا حياة ؟ فين المنطق؟
·        ايه الفايده من الوصول لسر الحياه (إن كان هناك سر أصلاً) وإيه العائد لما أعرف ؟
·        عدم المبالاه هدف ؟ أخيراً وصلنا له ؟ ماذا بعد؟
10-      خُلقنا لتذوق المتعة المؤقتة
·        متع زائله ، أغلبها مُحرمة فى معظم الاديان السماويه و الغير سماوية فتتركك فى عذاب!
·        مُتع مؤقته تنتهى بإنتهاء فتره و تتركنا فى حيره للبحث عما يليها !
·        مُتع من الصعب إيجادها بالأساس
لية الإنسان بيدور على إجابة وبيحاول يفهم هو ليه هنا وبيعمل ايه!

حقيقي مش عارفه إحنا عايشين ليه .. إيه فايدة الحياة.. إيه فايده وجودنا إحنا سكان العالم التالت .. إيه فايده كل حاجه بنعملها خير او شر .. ليه ما اتخلقناش حيوانات بدون عقل مُجهد .. ليه ما اتخلقناشكلنا زى بعض من غير فروق مؤذية .. ليه مش عارفه أؤمن و أصدق من غير نقاش .. ليه مفيش حاجه فى ايدينا وكل حياتنا اوهام .. ليه بنقنع نفسنا بأفكار هى غالبا غير الواقع ، وليه مش عارفه اقنع نفسي بأفكار جديده .. ليه ماحناش أحرار .. وليه هنتلام لو إنتحرنا .. وليه ما نعيش الحياه ممتعه ..


الأحد، 19 فبراير 2017

أين المفر؟!

وقال فى لحظات ضعفه وهوانه ...
...
لا أؤمن بهذا الإله
أجل ، لن أؤمن أبداً... بإله يباغت الإنسان في خطيئة ضعف...
إله يشجب المادة... إله يعييه الجواب عن المشاكل الخطيرة التي يواجهها إنسان مخلص مستقيم يقول له باكياً: " لا أستطيع"... إله يحب الألم...
إله يعترض على أفراح البشر... إله يعقم عقل الإنسان...
إله منجم مشعوذ ... إله يفرض رعبه في القلوب... إله يرفض أن نخاطبه بالـ " كاف "... إله عجوز قابل للخداع... إله تحتكره كنيسة ، أو عنصر، أو ثقافة، أو فئة معينة... إله لا يحتاج إلى الإنسان... إله " يانصيب" لا يمكن الحصول عليه إلا مصادفة...
إله حكم لا يلعب إلا وفي يده النظام...
إله متوحد...
إله لا يحسن الابتسام أمام حيل البشر وخداعهم...
إله " يرسل" الناس إلى جهنم...
إله لا يحسن الرجاء...
إله يطلب دوماً العلامة القصوى في الامتحانات...
إله تستطيع الفلسفة تفسيره...
إله يعبده الذين يقدرون على إدانة إنسان...
إله لا يستطيع حب ما يزدريه الكثيرون...
إله لا يستطيع مسامحة ما يدينه الكثيرون...
إله لا يستطيع افتداء البؤساء...
إله لا يفهم أن "الأطفال" لا بد أن يتوسخوا... وأنهم معرضون للنسيان...
إله يمنع الإنسان من النمو، والفتح، والتطور... وتجاوز حدوده إلى أن يجعل من نفسه " شبه إله "...
إله يفرض على الإنسان، إن أبتغي الإيمان ...أن يتنازل عما يجعل منه إنساناً ...
إله لا يقبل الجلوس والمشاركة في أعيادنا البشرية...
إله لا يفهمه إلا الراشدون، والحكماء، وأصحاب المناصب ...
إله لا يخشاه الأثرياء، ممن يقوم على أبوابهم البؤساء والجياع...
إله يمكن أن يقبله ويفهمه أولئك الذين لا يحبون ...
إله يعبده الذين يذهبون إلى القداس، ولا ينفكون يسرقون ويغتابون ...
إله معـقم، يصوغه علماء اللاهوت والقانون داخل مكاتبهم ...
إله لا يقوى على اكتشاف بعـض الخير، بحكم الطبيعة نفسها... حيثما يخفـق الحب، مهما زاغ عن الطريق...
إله يرتضي تقدمة من لا يعمل بالعدل ...
إله يساوي بين خطيئة من يسر برؤية ساقين جميلتين ومن يغتاب قريبه أو يسرقه، أو من يستغل سلطانه ليزدهر أو ينتقم ...
إله يشجب الجنس ...
إله يستطيع أن يقول : " سوف تدفع لي الثمن " ...
إله يتندم على أنه أعطى الحرية للإنسان ...
إله يؤثر الظلم على الفوضى ...
إله يرضى عن المرء الذي يسجد ولا يعمل ...
إله أخرس لا شعور له أمام المشاكل الخانقة التي تؤلم البشرية ...
إله همه النفوس لا الأناس ...
إله يؤمن به تلاميذ يهربون من أعمال هذه الدنيا ولا يأبهون بشؤون إخوتهم ...
إله الذين يظنون أنهم يحبون الله لأنهم لا يحبون أحداً ...
إله يدافع عنه من لا يوسخون أيديهم قط ... ولا يطلون من شبابيكهم قط ... ولا يرمون بأنفسهم في الماء على الإطلاق ...
إله يعجب الذي دأبهم القول: " كل شيء على ما " يرام ...
إله مواعظ الكهنة الذين يظنون أن جهنم مكتظة والسماء تكاد تكون فارغة...
إله الكهنة الذين يزعمون أنه من الحلال نقـد جميع الأشياء والناس باستثنائهم...
إله الكهنة المتبرجزين...
إله يحب الحرب... إله يجعل الشريعة فوق الضمير...
إله يؤسس كنيسة جامدة، تدعو إلى الجمود ... لا تقوى على التطهر والتحسن والتطور...
إله الكهنة الذين تزدحم جعـبتهم بالأجوبة الجاهزة عن جميع المشكلات...
إله يرفض للإنسان حرية الوقـوع في الخطيئة...
إله يمتنع عن السخرية من الفريسيين الجـدد...
إله ينقصه الغـفران لأية خطيئة...
إله يفضل الأغـنياء والأقوياء
إله " يتسبب" بالسرطان أو " يجعل" المرأة عاقراً...
إله لا يمكن مخاطبته إلا ركوعاً ، ولا يوجد إلا في الكنيسة...
إله يقبل ويستحسن كل ما يقول عـنه الكهنة...
إله لا يخلص الذين لم يجـدوه، بل الذين تاقوا إليه وبحثوا عـنه...
إله " يرسل" الولد إلى جهنم بعـد خطـيئته الأولى...
إله لا يمنح الإنسان إمكانية القضاء على نفسه بالهلاك...
إله لا يكون الإنسان في نظـره مقياس كل المخلوقات...
إله لا يسرع لملاقاة من تولى عـنه...
إله لا يستطيع أن يجعـل كل الأشياء جديدة...
إله لا يوجه كلمة مميزة، شخصية، خاصة، إلى كل فرد...
إله لم يعـرف السبيل إلى البكاء بسبب الناس...
إله لا يكون النور...
إله يفـضل الطهارة على الحب... إله لا تهيج مشاعره أمام الوردة...
إله لا تستشفه في عـيني الطفل، أو في الفتاة الجميلة ، أو الأم الباكية... إله لا يكون موجودا حيث يحب الناس بعـضهم بعـضًا...
إله يقترن بالسياسة...
إله يوحي بنفسه مرة واحدة لمن يتوق إليه بإخلاص... إله يهدم الأرض، والأشياء التي يحبها الإنسان، بدل أن يطورها ...
إله يكون بلا سر، ولا يكون الأكبر...
إله يريد لنا سعادة غـريبة عـن طبيعـتنا البشرية...
إله يزيل جسدنا إلى الأبد بدل أن يقيمه من الأموات...
إله يعـتبر قيمة الناس لا في ما هم، بل في ما لهم أو ما يمثلون... إله يقبل صديقا له من يجور في الأرض ولا يسعـد أحداً... إله لا يكون سخاؤه كسخاء الشمس... فهي تقبل كل ما تلمس، الزهرة وخثي البقـر، عـلى حـد سواء...
إله لا قبل له بتأليه الإنسان... ولا يستطيع أن يجلسه إلى مائدته ولا أن يوليه نصيبا في ميراثه...
إله لا يحسن تقديم فردوس نكون فيه جميعاً أخوة حقًـا... ولا يكون مصدر النور فيه من الشمس والكواكب فحسب... بل من الناس الذين يحبون... إله لا يكون فيه محبة ولا يحسن تحويل كل ما يمسه إلى محبة...
إله لا يمكنه أن يتولع بالإنسان...
إله لا يصبح إنسانـًا حقـًا مع كل ما يترتب على ذلك من تبعـات... إله لم يولد ولادة عجيبة من أحشاء امرأة...
إله لم يعـط البشر أمه بالذات...
إله لا يسعني أن أرجوه فوق كل رجاء... أجل ، إن إلهي هو الإله الآخر...
...
صمتت ولم تجد من الكلمات ما يمنع غضبه أو يشفي غليل قلبه .. صمت فلم يرى ان للكلمات حينها قيمه ، لم يرى للحياة قيمة 
هي لا تعلم لماذا وجِدَت على الأرض دون رغبه منها ولماذا ستحاسَب على وجودها طالما لم يكن الأمر برغبتها من الاساس .. من سمح لله أن يتخذ قراره بعقابنا على أفعال هو من أمر بفعلها حين وضع لنا هذا العقل اللعين ، أين رحمته فى ذلك؟!
صمتت أمام كلماته التي لم ينطقها فقد علمت جيداً أن أصحاب العقول فى أرق وتوتر وقله حيلة وليسوا فى راحة كما يظن الأخرون

الأربعاء، 11 يناير 2017

المحاربون الأقوياء .. في الجنه

نادراً ما يربطنا القدر بمجموعات من البشر تترك أثرها العميق فى قلوبنا..
أن يربطك القدر هذه المره بمجموعة من المحاربين الشُجعان - محاربي السرطان الملعون- أمر كفيل بإنتقالك ما بين الفرح الشديد لشفاء أحدهم والحزن الشديد لفقد أخر، ما بين قوة لا تنتهى مستمدة من مقاومتهم وضعف لا ينتهى حين لا نجد العلاج الكافى لأحدهم

كثيراً ما أستمد قوتى من شجاعة أصدقائي المقاتلين الذين يواجهون الحياه وحدهم دون دعم فعال، كلاً منهم يعانى الآلآم بصمود وقوة لا تراها فى سواهم، إنهم يقاومون فى صمت مستمتعين بدورهم فى دعم بعضهم البعض
من قلوبهم يمكنك تعلُم كيف تُحب الحياه
من أفكارِهم نتعلم الصمود 
من أفعالهم ترغب بالمواجهه دون خوف
من نجاتهم تستمد الآمل 
من دعمهم للأخر ترغب بدوام المساعده دون مقابل
 المقاتلون هم الأبطال الذين يحاربون شراسه المرض ونظرة المجتمع وسوء الإدارة الحكومية فقط بالأمل و دون كلل

لكنه موسم الشتاء، حيث تُضاف الى قسوة المرض والحياه قسوة البرد وضعف المناعة، فنفقد من المحاربين ما يكفي لإضعاف الروح المعنوية لكل المقاتلين
حين نفقد أحد الأصدقاء يشعر كل مقاتل أن دورة قادم لا محاله وبسرعة لم يتخيلها، يزداد الألم وتتردد فى أذنه كلمات الأغبياء التى تنبؤه بنهايته ، يشعر وكأن العدو الخفى قد إنتصر على روح صديقة الطاهره وقريباُ سينال منه فيزداد خوفة، يتذكر خوفة من الموت فهو الإنسان الضعيف الذى يُكابر ليستطيع الحياه، يري نفسه وحيداً كسولاً غير قادر على المواجهه، وتبدأ إضطرابات النوم و نوبات الفزع فى تهديد حياته البائسة لتصبح أكثر بؤساً


لكوننا فى بلاد الإستغلال
لأننا فى بلاد لا تحترم مواطنيها ولا تقدر إنسانيتهم، تقدم وزاره الصحة (التى قلصوا ميزانيتها) حلاً من بين ثلاث حلول لا غير:
1- تقدم العلاج فى مستشفيات التابعه للتأمين الصحى لفتره بسيطة أو مبلغ لا يكفى للعلاج التام
(مثال: حاله فايزة التى قامت بعمليه زرع نخاع بسبب سرطان النخاع على نفقه الدولة للمرة الأولى و لم يسمح لها بتكرار العمليه رغم وجوب ذلك لان الدولة تمنح نفقات العمليه لمره واحده فقط ولم تستطع تكرار العمليه او تناول العلاج الذى يكلفها 4 الاف جنيه للجرعه الواحده)
2- لا تقدم الخدمة/ العلاج اللازم
(مثال : توقف صرف ال herceptin  الذى يقوم بشفاء مرضى سرطان الثدى بنسبه 70% وغيره الكثيـــــــــر من الأدوية التى يبحث عنها كل مريض لشهور دون جدوى)
3- التأجيل الى ان يقضى الله أمره
(مثال: رفض استقبال حالات جديده بسبب ضعف الطاقة الاستيعابيه للمستشفيات مما يجعل قوائم الانتظار تصل الى 6 شهور ومن ثم الوفاه)


ما ذنبهم يا الله 
الإنسان هو أحد مخلوقات الله التى صممها بذكاء شديد على حد قولهم، كانوا يقولون أن التصميم الذكى هو السبب فى وجودنا  وانه لولا هذا الذكاء المستخدم فى تصميمنا ما كانت الحياه .. حتى الآن لم أفهم أو أدرى اين هو التصميم الذكى رغم أنه ملئ بالعيوب والمشكلات فى التكوين ، بدءاً من الطفل الذى يولد غير مكتمل النمو فيموت الى العجوز الذى لا يستطيع جسده الضعيف مواجهه الحياه مرورا بالشاب المصاب بخلل ما فيفقد لذه الحياة

مايحتاجه محارب السرطان
لا أعلم بأى حق أتحدث عن رفاقى، إلا انى أعلم أنى سأجد من يتحدث عنى حين لا أستطيع الحديث

 أصدقائي يبحثون عن: الحب والدعم والدعاء .. 
إدعموهم ولو بكلمات.. بشرط أن تكون حقيقية




السبت، 10 ديسمبر 2016

أبناء المطلقين...

أبناء المطلقين ، وصم العار الذى يصف أطفال أبرياء ،أبرياء من سبب وجودهم، من قرار أبائهم بالإنجاب، من قرارهم بالإنفصال، أبرياء من كافة قرارات والديهم...
قرابة الـ 200 ألف حاله طلاق سنوياً لا يدفع ثمنها إلا الأبناء...
بخطوة واحدة للخلف تجد أن كل أب و أم قد إتخذا قرار الزواج بكامل إرادتهما وبكل الحب و الأريحية، وكذلك قرار الطلاق يتم إتخاذه بعد صراعات بين كلاً منهما و نفسه وكلاً منهما و الآخر والمجتمع و أشياء أخرى، لكن يظل قرار الإنفصال الحل الأنسب من وجه نظر الطرفين و بالتالى يتم تنفيذه بأريحيه دون إعتبار لمشاعر الآبناء، فمع كل طلاق يتخلص كلا الطرفين من بعض المسئوليات التى تُشعره براحه ما ولا يدرى أن عناء تلك المسئوليات ينتقل لا إرادياً للأبناء

مشاعر أبناء المطلقين

دائماً ما تتضارب المشاعر لدى هذا الطفل ، و تستمر تلك المشاعر المتضاربة إلى أن يشيخ، فتؤثر دون إرادة منه على حياته وكافة علاقاته

  • هذا الوليد لا يشعُر بالأمان مطلقاً، وإن سنحت له الفرصة ليجد شريك صالح لحياته (صديق او زوج) يظل خائفاً متوتراً لا يري الأمان الكامل فى أياً من علاقاته، لا يشعر بالأمان الكافى للإستمراريه أو حتى ما يكفي لتهدئه روحة المُضطربة
  • إبن المُطلقين لا يشعر بالثقه الكاملة تجاه أى شخص أو شيئ، فالثقه فى قاموسه لا تعنى أكثر من الإستسلام لواقع مجهول، أو أنها وسيلة الأخر لإستغلاله والسيطرة عليه
  • دائما ما يشعر أبناء المُطلقون بالتشتت العاطفى، فهم ضحيه الفراغ العاطفى فى ظل صراع الأباء ، ولايعلق بذاكرتهم إلا المشكلات العنيفة وأحاديث كل طرف عن سوءات الآخر، فيبحث الإبن عن حنان الأبوين دون أن يجده داخل أسرته فيضطر لاإرادياً بالبحث عنه خارجها، ولأنه يفتقد للثقه و الأمان فى تعاملاته يقع ضحيه التشتت العاطفى
  • التذبذب الفكرى من أكثر المشكلات التى يُعانى منها أبناء المطلقين، فالوحدة الدائمه التى يشعرون بها رغم تواجدهم بين أفراد العائلة تجعلهم يتخذون الكثير من القرارات الفرديه وكثيراً منها خاطئة نظراً لقله الخبرات، وعليه يُصبح مشتتاً بشده
  • من سوء حظ أبناء المطلقين أنهم يكونون ضحية أباء غير مسئولين، مما يؤثر عليهم سلبياً فى الدراسة والعمل وما الى ذلك، فإنعدام مسئولية الآباء تولد فى الآبناء إنعدام مسئولية من نوع أخر 
  • أبناء المُطلقين يحتفظون بداخلهم بالكثيـــر من المشاعر السلبيه تجاه الجميع، لقد نشأوا فى ظل ظروف تعرض مساوئ الوالدين (أقرب الأقربين) فماذا نعتقد من باقى البشر فى ظل أن نفس الظروف تعرض بعض مساوئ الاخرين؟
  • الوحدة بين الآلآف البشر هى الصديق الوفى الوحيد لأبناء المطلقين، هم لا يؤمنون بشيئ بقدر ما يؤمنون بالعزل، غالباً ما يحاولون تحديها بخلق الكثير من المعارف، لكنهم يقدرون الوحدة بشدة لأنهم يعلمون جيداً أنها المصير المنتظر مهما كانت الأحداث الحاليه
  • الفشل هو الشعور الملازم لأبناء المطلقين ، ف فشل ذويهم فى الحفاظ على الاسرة و هى ابسط الاشياء يجعلهم يرون أن الانسان كائن فاشل بغض النظر عن ما حققة من إنجازات، كما أن فشل المحيطين فى تشجيعه والاهتمام به يجعله لا يري الا الفشل مصيراً محتوماً
  • اللامبالاه هى مصير كل أبناء المطلقين ، حيث لا شيئ ذو أهمية بالنسبة لهم بعد فقدان والديهم أحياء ، وخاصة فى العلاقات الإجتماعية ، فجيمعهم لا يبالى إن فقد صديق أو زوج أو عمل أو درجات دراسيه أو أو ...

طلاق أبناء المطلقين

يري الزوجين أن الطلاق صفقه يجب أن يخرج كلاهما منها بأكثر ربحية مادية ومعنوية ممكن، و لا يخسر فى ذلك سوى الابناء، فعندما يحدث ذلك يكون أشبه بطلاق الزوجان للإبن، ويصبح الضحية وقود لمحرقة الأحداث، فـ إما أن: 
  • يبحث الأبوين عن سُبل التخلص من مسئولية الآبناء تماماً بالشكل الذى يوفر لهما حياه مستقبليه خاليه من المشكلات والمسئوليات لينشغل كلاهما بزواج جديد بعيداً عن الآبناء
  • أو أن يتصارع الطرفين على الآبناء ويتخذهم كل طرف كوسيلة  لعقاب الطرف الأخر
  • أو أن يظل الآبناء فى صراع بين شد وجذب ، إهمال شديد أو قسوة شديدة
أيا كان شكل الصراع يشعر الإبن أنه قد تعرض للطلاق من أمه وأبيه سوياً، يحمل فى قلبه بعض الضغينة ويتسائل ألالاف الأسئلة دون إجابة، و يعلم إجابات الالاف الأسئلة دون أن يسألها أحدهم و دون أن يتخيل أحدهم أن كل ذاك قد دار برأسة الصغير 
ويفضل الأبوين فى استقطاب الصغير لانه يري كلاهما مخطئاً رغم تبريرات كل طرف و إظهار نفسه على أنه ضحية الآخر 
ذلك الضغط المبالغ فيه يُشعِر الإبن مهما كان عمرة أنه قد فقط الدفء والامان والسكينه والاستقرار والراحة والحب الى الابد ، بالفعل لقد فقدا إمكانيه رؤية أبواهما سوياً للأبد ..
ومع هذا الفقد المبالغ فيه كثيراً ما يرفض الإبن إعادة زواج أبويه، لأنه على صغر سنه لا يُصدق كيف يمكن لطرفي صراع إعادة التجربة، و يرفض تماماً أن يعيش كواليسها وحده من جديد

أبناء المطلقين والمجتمع

دائما ما ينظر الأخرون للأبناء نظرة شفقة تجعلهم يتمنون لو إنشقت الأرض و إبتلعتهم، وبالطبع لا ننتظر الكثير من أبناء هم فى عيون المجتمع مجرد ضحايا 
وينقسم المجتمع المحيط إلى فئتين، واحده تدعم الآب و الآخرى تدعم الام، ولا يُشترط أن تكون الجهه الداعمه هى العائله، بل تتدخل أطراف كثيرة جدا ليس لها علاقة بالآمر ويظل هذا الامر غير مفهوم للابناء 
و تنهال الأسئلة على الابناء من نوعيه (أيهما تُحب أكثر بابا أم ماما) كأنه قد فُرض علي الابن أن يتخذ أول قراراته المصيرية بإختيار أحد الطرفين لإستكمال الحياة معه فقط وإهمال الأخر، فلا يكفى أن يري الابن أبواه يسيران فى إتجاهات متناقضه، بل لا بد أن يتخذ أحدهم عدواً
و من لم يفعل ذلك -يا ويله- ينظر أبناء المجتمع للإبن وكأنه قد إقترف جريمة عند إختياره أياً من الطرفين، ويظل يحاسبه دائماً و أبداً على إختياراته
أما عن نظرة المجتمع للأم المطلقة فهى نظرة كفيله بإحتقار أى إبن لأمه مهما كانت الأسباب و الدوافع و النتائج و هو ما يؤثر عليه فى كل أفعاله فيما بعد 

مصير أبناء المطلقين

يختلف تأثر كل إبن حسب ظروف الإنفصال والاكثر تأثراً فى ذلك هم الابناء فى مرحله المراهقه، وعلى كل حال كل الأحداث المحيطة تؤثر فى الابناء أياً كانت أعمارهم دون شعورمنهم و دون إنتباه الأباه، تؤثر تأثيراً عميقاً يتعدى ما يظهر على السطح
وتكن الكارثة فى حاله أن هذا الإبن لا يُعتد برأيه، أو يتم ظلمه ظُلم مباشر بشكل من الأشكال، فيبدأ بالتعبير عن غضبه بصورمختلفه مثل: 
  • مشكلات الانتماء: يري الابن أن لا مكان له بين أفراد هذه الأسرة، لا أحد يهتم به أو يستمع إليه، وبعد فتره يشعر أنه لا ينتمى إلى أى مكان ولا يريد ان ينتمنى لتلك الاسره، بل و يحملهم سبب وجوده ويلومهم على ذلك
  • الانطوائية والعدائيه : انهما الصفات الأكثر ملازمه لأبناء المطلقين، يتحول الابن الى إنطوائي كارهاً لوجود اخرين يشاركونه حياته لانه لا يري فائده منهم، و تكن العدائية سلاحة الامثل لكى لا يقترب منه أحد أو يأذيه
  • إضرابات النوم اللعينة: حيث تُسيطر الأحلام الكبيسة على نومهم لدرجة أن تمر أيام دون أن يغفلوا لكى لا يُشاهدون الكوابيس فى أحلامهم
  • الخوف المرضى والقلق و الاكتئاب والفُصام والتوحد والوساوس بأنواعها: غالباً ما يُصاب الابن بواحد أو أكثر من تلك الأمراض ويتم إكتشافها فىالكثير من الحالات، ولآن العلاج دائما ما يرتبط بالبيئه المحيطة فلا يحصلون على العلاج المناسب فى أغلب الاحيان
  • بعض الأبناء يتعرضون لمشكلات نفسيه تظهر فى أشكال عده مثل : الافراط فى تناول الطعام، التبول اللاإرادى
  • البحث عن اللذات : أبناء المطلقين يفتقدون سبل المتعه فى الغالب فيبدأون بالبحث عن اللذات خارج المنزل الكئيب حتى لو كانت لذات وقتيه مما يُعرضهم للمشكلات
  • تعاطى المخدرات: الكثير من الابناء يبحث عن المخدرات و يتعاطاها بدافع الهرب من الواقع و بكامل إرادته الى أن يصير مدمناً لها، فيعتبرها ملجأه الوحيد من قسوة الحياة
  • الزواج العرفي: إذا كان الابن كبيرا بما يكفي يقوم بالزواج بحثاً عن الحب والدفء و الإحتواء و رغبه منه فى عدم الالتزام بمسئوليات الزواج التقليدي
  • رغبة الهروب: كثيراً ما يبحث الابن عن الوسيلة التى يهرب بها من كل شيئ محيط به ، كأن يتهرب من الدراسة، يتهرب من المنزل و يبحث عن سكن منفصل .. دائماً ما تُطارده رغبه الهروب طوال الوقت 

وأخيراً

ألام الطلاق أشد قسوة على الابناء من الاباء وتستمر معهم طوال مده حياتهم،،، أتمنى من كل من يقراً هذا المقال أن يشعُر بكل كلمة لكونها ناتجة عن مرارة التجربة على ارض الواقع، ولو أن الواقع دائما ما يكون أكثر مرارة مما يمكن التعبير عنه بالكتابة أو غيرها .. 
رجاءاً، كونوا أقل قسوة على هؤلاء الابناء، تفهموا مواقفهم المبينيه على ماضى مختف عن الماضى الذى تبنى عليه قراراتك، قوموا بتعويضهم عن ما مروا به وأثر فيهم دون إراده منهم، سامحوهم فهم لا يُعَبِرون سوى عن مرارة ما بداخلهم 

الخميس، 6 أكتوبر 2016

ومات أبي

5-9-2016 الواحدة ظهراً "أبويا مات .. مجدى مات"
قالت كلماتها بصوت مُحشرج لا تشوبة أى دموع، هرولت إلى المشفى تاركة مشاعرها فى المنزل ، ظلت مرتدية ملابسها المُلونة مكحلة العينين و إرتدت قناعاً جامداً لا تعلم مصدرة لكنها أجادت إستخدامه فى مواجهه نفاق مصطنع من الجميع
قبل سبعة وثلاثون يوماً قامت إدارة المشفى بحجزنا سوياً على أمل أن يستمد كلانا الحياة من الآخر، سعدتُ وكأن القدر أراد أن يُصالحنا و يُنهى فُراق أرواحنا الذى دام لأعوام كثيرة، يوم كامل مر ببطء شديد ليقرأ فيها سبعه أجزاء كاملة من القرآن، وليلة جمعتنا فى غرفة واحدة لأول مرة منذ أن كنت طفلة لم نتحدث فيها كثيراً، كان السكون والترقُب فيها سيد الموقف، ونغزات الإبر وموقف ضاحك هما كل ما تحدثنا عنه
قبل سته وثلاثون يوماً إستعد كلانا وإتبعنا الإجراءات بصرامة شديدة، قاموا بتعقيمنا بمواد مُطهرة وإرتدينا ما يرتديه الأناس قبل دخول غرف العمليات الجراحية الكبرى، سبقنى وأخذوه دون أن أودعه سوى بقبلة واحده على جبينه، قبلة عاجلة لم يُريدها هو بقدر ما أراد الذهاب فى عجلة من أمره الى غرفة العمليات اللعينة، ظللت أنتظر دورى ومرت الدقائق بطئية لتُكمل ثلاث ساعات كاملة من الإنتظار القلِق، وجاء خبر عدم استكمال ما بدأ، كانت الكلمات الظاهره "مفيش عملية، يلا هنخرج" أما باطنها "إستعدى لوفاته قريباً" إنه القدر ينظر إلىً عابثاً قائلاً لن تنولى أمنياتك أبداً
خمسة وثلاثون يوماً مرت فى المشفي، كنت أعلم فيها أنها مجرد أيام وينتهى الآمر، فكرَت كيف ستكون الحياة بدون سند فى مجتمع لا يعتمد سنداً للمرأة غير أبيها وإن كان أباً على ورق، وإن كان ضعيفاً أو مريضاً أو مسافراً، كيف سأصطدم بكل ما أكره وأمنع ما يضر إن لم أجد سنداً لى حين أخطئ، كم سيزيد بؤس روحى دون أب، كم سنسير فى الحياة وحدنا، متى سينتهى هذا العبث ويخيب ظنى
أربعة وثلاثون يوماً بكيت فيها كما لم أبكى من قبل، رق قلبي كما لو أنه لم يسبق وأن دق، ظللت ألتمس كلماتى كما لو كنت أنطق بكلماتى الآخيرة، سخرت نفسي وعملى وضبطت مواقيتي لرؤيتة كل يوم
ثلاثة وثلاثون يوما مارست فيها نظام غذائي شديد للحفاظ على جسدى و ضبط مؤشراتى الفسيولوجية على أمل أن نعود لغرفة العمليات يوماً ما، مارست الرياضة يومياً لأحافظ على لياقتى حين أحتاجها لأشفي سريعاً وأعتنى به، إقتربت ممن أحب كما لو لم يتذوق قلبي الحب يوماً
إثنين وثلاثون يوماً قال فيها أحبك ألالاف المرات للكثير ممن قاموا بزيارته، لم أسمعها منه سوى مرة أو إثنين، أكان يُحبنى حق حبي له! لماذا يمنعنا القدر عن إظهار الحب بقدر ما يُجبرنا على إظهار الكراهية للجميع؟
ثلاثون يوما حاولت استجماع قواى النفسية والجسدية ليمر هذا اليوم الموعود بسلام
قبل ثلاثة أيام كانت إفاقته الجيدة قبل غيبوبته الأخيرة، إجتمع كل أحبابه ليلتها على غير المعتاد، لقد مات أبي دون أن أراه فى أخر يوم أفاق فيه ، كنت فى أكثر أيامى إكتئاباً، أكانت هى الأقدار اللعينة؟
قبل يومين لم يتخيل أحدهم أنها النهاية، ظنوا جميعاً أن إفاقته بدايه لأيام جديدة مليئة بالخير، كنت أعلم كما كان يعلم أنها النهاية لا محاله
قبل يوم وعيناه سارحتان فى ملكوت لا علم لنا به، جلست بجواره وأمسكت بيده، تحدثت معه وأمسكت بدموعى كما يمسك المرء بأسد هارب فى غابة كبيرة، أخبرته أنى أعلم ما يخفى عن الكثيرين، أخبرته أنى لن أنسي ما ألمنى يوماً لكنى سأحاول، طلبت منه أن يسامحنى وأن يُرسل لى ملائكته الطاهره إن كانوا حوله حقاً
يوم الإثنين اللعين، حين أغلقت عيناه خِفت أن أراه، لم أدخل غرفته، لا أعلم لماذا لم بُجبرونى على رؤياه! ماذا منعنى رغم إرادتى الشديدة لتقبيله على جبينه كما يفعل الآبناء مع أبائهم دوماً، هل تمنع ملائكته الطيبة الأشرار أمثالى!
مات أبي ظهراً .. غسل وكفن عصراً ، قامت صلاه جنازة وتم الدفن بعد صلاه المغرب، لم أمر بالمقابر فى حياتى سوى مرة واحده معه، أشار لى وقتها أن هذه مقبرته و هذه مقبرتى اللذان يندفن فيهما، لم تفارقنى إبتسامته، كان النعش طائراً كما يذكرون فى روايات الأجداد التى لا يُصدقها العقل، لم أرى يوماُ جنازة بهذا الشكل المُرعب الرائع، لم أشعر بالخوف أو الألم
أشعر بالذنب كثيراً، لم أراه ليلته الآخيره، لم أقبله، لم أساعده ليستكمل حياته،،، الشعور بالذنب لا يستمر كثيراَ ... أعوام كثيرة لم أشعر فيها بوجود أبي، أيام كثيرة عانيت فيها لأسباب كثيرة، لقد غفر الله له بأن وهب الإنسان نعمة النسيان فـ مات دون أعداء أو مشكلات .. سامحنى يا أبي.. لم أكتفى بك يوماً وقد تمنيت كثيراً ألا أفارقك لحظة..
اليوم الاول مر ببطء وكأن عاما كاملا قد مر، البكاء والنحيب المصطنع فى كل مكان، الجميع حزين أو يُظهِر حزناً على رجل مشهود له بكل الخير والصلاح، مفاهيم كثيرة أعادت ترتيب ذاتها فى عقلى الصغير، كيف يبكون أمام الآخرين ويتهامسون ضاحيكن فيما بينهم، لما كل هذا النفاق المبالغ فيه، لا أشعر بشيئ حقيقي حولى
ثلاث أيام مضت تليقت العزاء من الكثير من المنافقين والآفاقين والمُستغلين ومدعين الواجب، تلقيت عزاءات من أناس مُقربون منه أو من العائلة وأخرون يرون أنهم مقربون منى، لم أشعر بقرابة أحد، شعرت وكأن العالم كله ضدى، جميعهم بأقنعة سوداء كاذبة، سيطرت علىً فكرة أن لا أحد صادق، أشخاص معدودون هم من تأثرت بوجودهم، وكثيرون تمنيت لو سمعت كلمه عزاء واحدة منهم، أصدقاء لم أرى منهم ما يُثبت ذلك وأقارب لم يصدقوا فى مشاعرهم...
خمسة أيام مرت .. أول أيام عيد الأضحى، جنازة جديدة بدأت اليوم ، لم يستطع عقلى إدراك ما يحدث، لا يشعر قلبي بشئ، أنظر للجميع فى صمت دون جدوى، أتأمل الأحداث محاولة إستيعابها دون فائدة ... سرت فى المقابر وحدى للمرة الأولى، قرأت الفاتحة للمرة الأولى، لم أشعر بشيئ وكأن شعورى أصبح متأخراً ألف عام ، عقلي لازال رافضاً وقلبي متعلقاً ونفسي مندهشه ...
ثلاثون يوماً مضت على وفاته أحاول جاهده جعلها أياماً إعتيادية .. لكنى اليوم حزينة مشتاقة، يعتصر الألم قلبي، إحتاج عقلي شهراً كاملاً لإستيعاب الآمر ولازلت لا أصدق، أشعر وكأنه فى سفر كالمعتاد لا أكثر .. أنا حزينة بما يكفى لقبول إحتضان العالم ..

لقد وقعت فى فخ النفاق، نفاق عكسي، أظهرت جموداً مبالغ فيه فور وفاته على غير مافى قلبي، وضعفاً مبالغ فيه مغلف بجمود وخروج عن المألوف بأفعال غريبة الآن .. أشعر وأنى قد جُننت .. ها أنا أتحدث عنه دون إذن، أتحدث وأنا لا أميل للحديث، أتحدث و أعلم أنك لن تسمع، أرسل لك الرسائل عبر المدونه كما كنت أفعل دوماً .. أنا حزينة يا أبي

لقد جُننت، أقوم بأفعال غريبة وأقوال بائسة، لا أجد من يملأ فراغ قلبي وروحى، لم أكُ أعلم أنك مهم لهذه الدرجة فى حياتى البائسة، تمنيت لو كان حضنك أقرب لى من كل الأحضان المُستغلة الأخرى، تمنيت لو كنت أقرب أثناء حياتك لأستطيع اظهار الحزن عليك بما يكفى حزنى بعد وفاتك، تمنيت لو نسيت حقاً ما فعلته وما مررت به بسببك وبدونك، لا أعلم ماذا أفعل فى نفسي الآن هل أعاقبها أم أعاديها هل أنا حزينة أم فقدت موازين عقلى البائس .. لقد جُننت، و سيبقي الحزن بداخلى، ليس حزناً على وفاتك، بل حزنا على ذاتى التى لم تستمد قوتها منك كما أرادت، لقد جُننت وأصبحت غريبة الأطوار، وأصبح مطلوباً منى إعادة ترتيب حياتى وأفكارى ومعتقداتى الغريبة و الغير متكاملة.. وحدى كالمعتاد

التفهُم، التعاطف والشفقة

فى مجتمعاتٍ نشأت على تبادل الحكايات ونَسج الخيالات كثيراً ما تتشابه التعريفات، وتتبدل المفاهيم، وتختلط المشاعر بالأفكار، ويرتبط الحاضر بالأساطير، وتُستباح الخصوصية بالآراء... فى تلك المجتمعات لا فرق بين التفهُم والتعاطف والشفقة .. لا شيئ سوى ردود أفعال سطحية مبالغ فيها، وخلل تعريفي لإثبات معتقدات أو فرض أراء أو تأكيد ذات كاذبة..

بكل بساطة يتم الدمج بين المفاهيم الثلاثة فيصيح أحدهم بتكبُر وتعالى "أنا فاهمك وحاسس بيك" وربما يرفع محفظته ليُخرج بعض الجنيهات معتقداً أن ما قاله وفعله هو التعاطف السحرى والحل الأبدى لكل مشكلات الآخر النفسية والجسدية والروحية غير مبالى بما قد يسببه كذبه أو تعاطفه الزائف بمشاعِر الآخر
وبمقابل  هذا التعاطف الظاهرى الغير حقيقي، يختفى التعاطف الذى نحتاجه بحق ويندثر فى غياهب روتينيه ساحقه، وتختفي معه كل المشاعر الطيبه التى يحيا عليها الانسان
التعاطف غريزة ومشاعر عفوية صادرة عن إنسان مُحب بشكل حقيقي يشارك الآخر مشاعره دون قصد أو تعمد لإثبات المشاركة، قد يمنع التعاطف الحقيقي حالات اكتئاب وإنتحار وطلاق وهروب... التعاطف قد يخلق منتجات جديدة بالأسواق أكثر قرباً من العملاء، قد يبدأ حروباً وقد ينهيها، قد يفعل أكثر مما يتخيله الانسان

الشفقه هى مشاعر متخفية فى شكل التعاطف وماهى إلا تعالى وإصدار لأحكام أو حلول لا فائدة منها قد تؤدى بحياة إنسان، أفعال تصدر من شخص يري نفسه قوياً كـ عطف على أخر ضعيف وغير قادر، عندما يشعر الآخر بشفقتك يود لو إنقسمت الأرض شقين وإبتلعته بلعاً، وربما لا يود سوى أن يقتُلك، فى حين أن المُشفق لايري أو يعرف ماهية مشاعر الطرف الآخر

التفهُم هو كل ما يطلبه الانسان من المحيطين، هو إنصات للأخر و جزء من شعور بما يمر به دون مبالغة أو محاولة لوضع حلول حمقاء لا فائدة منها، التفهم هو أمر يجيده الجميع تجاه الجميع وليس بحاجه الى إقتراب مبالغ فيه وإقتحام لدائرة الآخر، ليس بحاجه لحُب حقيقي، هو تفهُم للحالة العامة التى يمر بها لآخر، لذا يحتاج مجهود لتدرك ما يخالفك الرأى وتقبله دون غضاضة، التفهم لا يتطلب رأى قاطع ثابت، وليس له علاقة بالقرارات المصيرية ولا يترتب عليه إنهاء أى علاقة شخصية نتيجه سوء تفاهم

لتُصبح متفهماً : يفضل أن تلوذ بالصمت أغلب الوقت ، أن تتفهم لماذا حدث ما حدث وليس فقط ماذا حدث، أن لا تتخذ موقفاً لطرف ضد الآخر ، أن تُقدر مواقف الآخرين حتى إن لم تفهم لماذا إتخذوا مواقفهم الغريبة، أن تكن أكثر مرونة وإحتواءاً ورفقاً بالآخر، أن تُدافع عن حق الآخر فى إبداء رأية وتنفيذ أفكارة وإن كانت مخالفة لمعتقداتك، أن تفصل بين المواقف والقرارات الشخصية .. التفهم هو أن نتجاوز عن زلات الآخر، أن تصبح الخلافات بلا معنى، والخسارة غير محتملة والقلب لا يتألم بالفقد

كن متفهماً: لا تستهين أو تتجاهل مشاعر الآخر حتى لا يتجاهلك تماماً، ولا تبدى تعاطفاً مبالغ فيه يؤدى لنفس التجاهل، لا تطلب الابتسامة من شخص حزين ولا العبوس من أخر مبتسم، لا لا تطلب من الآخر أن يري العالم بعيونك أو يشعر بالأحداث بمشاعرك، لا تعطى نفسك حق الحكم على أى شيئ لا يؤثر عليك بشكل شخصى


لتصبح أقرب للآخر، كن متفهماً وليس متعاطفاً أو مشفقاً عليه
تفهمك سيمنحه الإستقرار العاطفى دون التعدى على حقه فى الشعور والوجود والإستقلال 
كن متفهماً دون شرط الفهم التام  


Translate

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...