الأربعاء، 11 يونيو 2025

ربما لم أصل… ولكنني أقترب

أحيانًا، لا نحتاج إلى حدث كبير لنشعر أننا تغيّرنا.

يكفينا أن نستيقظ ذات صباح، وننظر في المرآة، فنشعر أننا لم نعد كما كنا.

لا لأن ملامحنا تغيّرت، ولكن لأن نظرتنا للحياة لم تعد كما هي.

ربما لا يلاحظ أحد هذا التغيّر… لكننا نعلم جيدًا أن هناك شيئًا تحرّك في العمق.

منذ عامٍ مضى، كنت أعيش حالة من القلق المستمر.

الخوف كان حاضرًا في كل التفاصيل:

كنت أخشى على عائلتي، على عملي، على نفسي، على الغد الذي لا أعرف ملامحه.

كل شيء بدا هشًا… حتى أنا.

ورغم أنني لم أكن وحدي، إلا أنني شعرت بوحدةٍ لا تُوصف.


ثم جاءت تلك السنة التي غيّرت كل شيء.

وجدت نفسي مدفوعة في مواجهةٍ مع ذاتي.

لا زحام، لا ضجيج، لا مُلهيات.

فقط أنا… وصوتي الداخلي، الذي ظلّ صامتًا لسنوات، بدأ يتكلم.


تغيّرت الكثير من المفاهيم.

لم أعد أركض خلف كل شيء كما كنت.

لم أعد أقاوم التغيّرات كما لو كانت عدوًا.

أدركت أن الحياة لا تسير كما نريد،

وأن هذا ليس بالضرورة أمرًا سيئًا.


اليوم، لا أزال أشعر بالخوف أحيانًا.

أخاف من المجهول، من القادم، من الأبواب التي لم تُفتح بعد.

لكن هذا الخوف لم يعد يشلّني كما كان.

صار جزءًا من الرحلة، لا عائقًا فيها.


هناك ضغط… نعم.

ومسؤوليات تتزايد… نعم.

وأيام أمرّ فيها بلا إنجاز يُذكر… نعم.

لكن، وسط كل هذا، هناك إحساس عام بالرضا، لا أعرف مصدره تحديدًا،

لكنني ممتنّة له.


ربما لأنني بدأت أتصالح مع فكرة أن الحياة لا يجب أن تكون مثالية،

وأن النجاح لا يعني أن يحدث كل شيء وفق خطتي الدقيقة،

وأن السلام لا يأتي من السيطرة، بل من القبول.


الحمد لله…

على كل اللحظات التي شعرت فيها أنني أضعف من أن أكمل… وأكملت.

على كل الأوقات التي لم أفهم فيها لماذا يحدث هذا… ثم فهمت لاحقًا.

على كل ما لم أَبلغه بعد… لكنني أؤمن أنني في الطريق إليه.


أنا لست في المكان الذي أريده تمامًا،

لكنني بالتأكيد، لست في المكان الذي كنتُ فيه.

وهذا وحده، يكفي اليوم.


الأحد، 8 يونيو 2025

إلى احدهم .. و نفسي

 رسالة إلى من هو بالقلب يحيا 

إليكَ أكتب… لا لأنكَ هنا، بل لأن غيابكَ أصبح أكثر حضورًا من وجود الآخرين.


أكتبُ إليكَ من بين جدران صمتي، من قلبٍ امتلأ بالكلام ولم يجد من يصغي، من روحٍ تئن شوقًا للأمان، للحب، للطمأنينة، لا للعتاب.

لطالما قلت ؛ اخاف الحب كثيرا لكن القليل منه لا يرضينى

اما الآن .. بصوت عالي . أنا احتاجك


أحتاجك…

أحتاج وجودك، لا كمجرد حضور، بل كطمأنينة حقيقية، كظلٍ أستند إليه حين تميل الحياة بي.

أحتاج مشاعرك التي كنت تمنحني إياها دون طلب…

كلمة “معلش” التي كانت تعني لي أكثر من ألف خطة حل.

نظرتك حين كنت تُخبرني بصمتك أني قادرة، أني قوية، أني ما زلت أستطيع.

صوتك حين كنت تقول: “ما تخافيش… أنا معاكي.”

أنا اليوم لا أحتاج كلمات كبيرة… أحتاج صوتًا دافئًا يهمس لي بأني على الطريق، حتى وإن تعثّرت.


أحتاج رجلًا، في حياه بلا رجال ، بلا أب او أخ او زوج او شريك. 

احتاج رجلا، لا أبًا يُحاكم، ولا أخًا يغيب.

أحتاج من يقول: “أنا هنا… ولن أرحل.”

أحتاج بيتًا، ودفئًا، وونسًا… لا جدرانًا أخرى أهرب إليها.

أشتاق لكلمة “أشاقك إليك”، دون خوف او عتاب او أن يكون الرد صمتًا أو تجاهلًا.

 أشتاق أن أعيش مشاعر صادقة، لا جداول مواعيد، ولا ملفات عمل، ولا محادثات مُنهكة لا تشبهني. ولا حديث آخر ما الذكاء الاصطناعي اللعين.

اشتاق لاحتضان طفلي الاول و الأخير منك 


هل تعرف كم أتعبني العمل؟

لم أكن أريده ليمنحني قيمة، بل لأني فقدت كل وسيلة أُشعر بها نفسي أني لازلت موجودة. لان لا شيء غيره يرد لي مرار تعبي خيرا، لا المشاعر ولا البشر. 

أعمل كثيرًا، وأعطي كثيرًا، لكن لا أحد يشعر… لا أحد يقول “أحسنتِ” حتى حين أُصبح على وشك الانهيار.


أنا مُجهدة من لعب أدوار ليست لي.

مُجهدة من جلد الذات.

مُرهقة من أن أكون دائمًا القوية، العاقلة، المُخطِطة، المنفذة… ولا أحد يسألني ببساطة: “هل أنتي بخير؟”


أشتاق لرفيق يقول لي:

“هيا ننهض… هيا نُنجز… هيا نخرج… هيا نضحك… هيا نعيش.”

أشتاق لأن يقول لي أحدهم “أنا ظهرك وإن أخطأت.”

“أنا في صفك، دون شروط.”

أشتاق لأن أُطبطب على نفسي، لكني أضعف من أن أصدقها وحدها.


أريد رجلًا، لا سلطة، بل أمان .

لا وعود، بل تواجد.

لا مثالية، بل دفء.

لا من يطلب أن أكون جميلة دائمًا، بل من يراني في أسوأ حالاتي ويحتضنني أكثر.


أحيانًا أشعر أني يتيمة… ليس فقط من الناس، بل من المعنى.

من الحب، من الونس، من الشراكة، من الأمان.


أحتاجك…

أحتاج تلك النسخة من الحياة التي شعرت فيها أن لي من يسندني حين أضعف، لا من يسألني فقط حين أُنجز.

أحتاج أن أشعر بأنني مرغوبة منك انت وحدك، لا لأنجز، بل لأنني “أنا”.

أحتاج أن أكون “الأولى في قلب أحد”، لا “التي يُعتمد عليها في الطوارئ”.

أحتاج من يقول لي:

“كفاية… ويلا نعيش. يلا نسافر ، يلا نخرج، يلا نشتغل، يلا نلعب، يلااا”




هل تسمعني الآن؟

هل يُمكن لصدى هذه الكلمات أن يصل إليك… حتى ولو لم تكن هنا؟


أما أنا، فسأستمر في قول الحقيقة:

أنا أفتقدك…

أنا أفتقد نفسي معك…

وافتقد نفسي معي…

وأفتقد الحياة التي كنت أحلم أن أعيشها، بجانبك، أو حتى في ظل حب يشبهك.

افتقد احلامى البريئة ومشاعري الحالمة 

وافتقد نفسي 

Translate

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...