الأربعاء، 8 فبراير 2012

العصيان المدنى .. ليه ؟!

رغم إختلاف الأراء حول العصيان المدنى ما بين مؤيد و معارض و تحريم الجماعات الاسلاميه للعصيان يوم 11فبراير 2012 إلا أن الواقع السياسي المصري يثبت أنه لا حلول سوى العصيان المدنى العام .. ذلك العصيان الذى سيعيد كل شيئ لأصله فيحقق مكتسبات الثورة و يضع أعدائها فى مكانهم الطبيعي



ليه عصيان مدنى عام ؟
عندما تشتد على المواطن الأوضاع السياسيه و الإقتصاديه فى بلاده يلجأ إلى التظاهرات ، وإذا لم يجد نتيجه يلجأ إلى الإضراب - عن العمل أو الطعام أو أى شيئ يؤثر فى الشخص المتحكم فيه – فإذا ضاقت به الحياه ولم يري تغييراً قد حدث و وجد أن الحكومه تساعد فى ظلمه و قهره يضطر إلى إعلان العصيان المدنى وهو احد وسائل الضغط الشعبي المشروع لتحقيق مطالب يجمع عليها الشعب (تلك المطالب التى لم ينفذ منها شيئ حتى الآن ) .. و هو ما فعلناه نحن المصريون فى ثورة 1919 السلميه .. وما سنفعله يوم 11 فبراير 2012 .

لسنا اول دوله تستخدم العصيان كوسيله للخلاص من الاوضاع السياسيه و الاقتصاديه الفاسده ، فسبق أن إستخدمه "غاندى" فى الهند ضد ظلم الامبراطوريه البريطانيه وإستطاع التخلص من الإستعمار ، و نجح إستخدامه فى مقاومه الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا ، كما لجأ إليه مارتن لوثر كنج فى الولايات المتحده فى الستينات و أثناء حرب فيتنام  ، وفى أوروبا كان العصيان سببا فى خلع رئيس صربيا و رئيس جورجيا و كذلك فى أوكرانيا ... و غيره الكثير من أمثله الدول التى إستطاعت أخذ حقها عن طريق العصيان المدنى سواء من حكومات محليه ظالمه أو دول إستعماريه  (ويكيبيديا)

مطالبنا من العصيان
-         تحقيق مطالب ثورة يناير 2011 بالكــــــــامل
-         إجراء الإصلاحات السياسيه و الإقتصاديه العاجله
-         إجبار المجلس العسكرى على التنحى
-         إنهاء المحاكمات لرموز النظام السابق سريعاً
-         سحب الثقه من الحكومه
-         تشكيل حكومه إنقاذ وطنى

العصيان المدنى لا يؤذى الإقتصاد
نعم .. الهدف الأساسي من العصيان المدنى هو التخلص من الأوضاع الإقتصاديه المزريه والتخلص أيضاً من الآوضاع السياسيه التى وصلت بالبلاد لهذا الوضع الإقتصادى المتدنى
اليوم كما الآمس .. لم يتغير شيئ ..
فلا تزال أسهم البورصه تتحكم بها القله الموضوعه بالسجن حالياً (صورياً) - لم ينفذ حتى اليوم الحكم الصادر بالحد الآدنى و الآعلى للأجور – كما أن أبسط الخدمات كالغاز و البنزين لم تعد متوفره وذلك بسبب سياسات حكوميه غير سويه – سيناريوهات الإنفلات الأمنى و التى نخسر أمولاً طائله بسببها - سيناريوهات الخصخصه لاتزال قائمه رغم وقف التنفيذ .. إلخ إلخ
الحجج القائله بأن الإقتصاد سينهار فى حاله العصيان المدنى هى حجج جبانه تخشي على نفسها فقط .. فالإقتصاد أصلاً فى حاله تراخى شديد .. والسبيل الوحيد لإعاده بناءه هو الإصلاح الجذرى وهذا الإصلاح الجذرى لن يحدث إلا بحل مشكلات المجتمع ، وهذا الحل لن يتوفر فى ظل حكومات مرتعشه و حاكم غير مسيطر على البلاد
إذن فالعصيان المدنى هو الحل الوحيد المتبقي أمام هذا الشعب من أجل تنفيذ مطالبه التى لم تنفذ حتى الآن .. العصيان هو الحل الوحيد للخروج من الآزمه الإقتصاديه

ردا على دار الإفتاء .. العصيان المدنى ليس حراما
العصيان ليس حراماً كما قالت دار الفتوى المصريه ، وردا على بيانها ، الغايه من التظاهر والإعتصام هو إنهاء الازمات لا إفتعالها ، وطلب المطالب التى سبق وأشارت دار الإفتاء بمشروعيتها ، الدعوة للإضراب خارجه من مواطنين يسعون لمصلحه بلادهم و بالتالى فهم غير مخربون ولا خوف منهم على الممتلكات بل كل الخوف من البلطجيه الذين يعيثون فى الآرض فساداً بسبب إستكانتنا و عدم خروجنا فى مثل هذه الإضرابات وهو عكس ما أمرا به الإسلام حين قال " من رأى منكم منكرا فليغيره " ها نحن نغيره ،  الدعوة للإضراب لن تخل بالمصالح مثل المستشفيات لكنها لابد وأن تخل بمصالح إخرى فاسده مثل المدارس و الجامعات و التليفزيون .. كما لابد وأن تخل بالمصانع و الشركات التى تمتلك إدارات فاسده تعمل على سرقة أموالنا حتى الآن .. إنه قمه العدل أن يسقط إقتصاد منهوب .. قمه العدل أن نخل بإقتصاد فاسد لنستيطع بناءه من جديد ، وبالنسبه لتفكيك الدوله فقد أمرنا الإسلام بعدم توليه حاكم ظالم على المؤمنين ومع كل تجاوزات المجلس العسكرى أثبت أنه حاكم ظالم لابد و أن نثور عليه و بالتالى فتفكيك الدوله العسكريه أمر واجب سيدي المفتى .
وبخصوص الأحكام المشروطه عند التظاهر و الإضراب فنعدك نحن جميع الثوار المصريون بتنفيذها (لن تكون غايه التظاهر أمراً محرماً – لن يتضمن ألفاظاً يحرمها الشرع .. إلخ )

ردا على الحجج الخمس لرفض العصيان -هذا الجزء منقول من مجهول -

الإتهام الأول: يقول البعض أن الإضراب و الإمتناع عن سداد الفواتير سيؤدي إلي عدم دفع الرواتب حيث أنه لا يوجد دخل للمؤسسة أو الشركة
الرد : أعتي و أطول العصيانات المدنية كان في بولندا عام 1989 ضد الحكم العسكري و إستمر فقط 11 يوم و هو العصيان الأطول في التاريخ ضد أكثر الأنظمة ديكتاتورية….و هذا يوضح أنه لا حكومة في العالم تستطيع تحمل العصيان المدني أكثر من أسبوع و أكثر بقليل …و لن يستمر بأي حال من الأحوال إلي شهر أو يؤدي إلي عدم دفع للرواتب…كما إن الثورة المصرية إستمرت 18 يوم كان أكثر نصف الك المده في حالة كساد تجاري كبير و مع ذلك لم يؤدي الأمر إلي الإمتناع عن دفع الرواتب
لذا فهذه الحجة هي غالبا حجة معشر أعداء الثورة الذين أصلا كانوا يرون أن الثورة خرابا…فأمتنع عن نقاش أي شخص منهم

الإتهام الثاني : لو إنت شغال في قطاع خاص مش حتلاقي مواصلات تروح بيها الشغل
الرد: حدث في مصر في الأونة الأخيرة بعد الثورة العديد من الإضرابات العمالية و الإعتصامات أشهرها إضراب عمال النقل العام عن الأتوبيسات الذي إمتد في جميع أنحاء الجمهورية و تبعه توقف تام في حركة أتوبيسات النقل العام التي تعد من أهم وسائل النقل في مصر…لذلك فهي لن تكون أول مرة تتوقف فيها المواصلات و لكنها هذه المرة للصالح العام
كما إنه لو مفيش مواصلات تروح بيها شغلك في القطاع الخاص فهذا لا ينطبق علي شخص واحد فقط بل علي جميع العاملين معاك في الشركة و لن يستطيع أبدا المدير خصم أو فصل جميع العاملين بالشركة بالإضافة أنه حيكون مش بإيدهم

الإتهام الثالث :لو إنت شغال باليومية مش حتعرف تروح شغلك
الرد: قلناها مئات المرات العصيان المدني هو الإمتناع عن العمل أو أي وسيلة إتصال مع الشركات الحكومية و ليست الخاصة أو الأعمال الخاصة و الحرفية…لذلك أصحاب اليوميات سيكونوا أقل فئة تأثرا بهذا العصيان….في الواقع سيكونون هم الفئة الوحيدة في هذا الوقت التي تجني مالا :)

الإتهام الرابع : لو مريض مش حتلاقي مستشفي أو دكتور و لو عاوز دواء مش حتلاقي صيدلية
الرد: إنت بقي كمل كلامه و قول له لو في حريقة مش حتلاقي مطافي …..ثم رد عليه أنه للمرة المليون نقولها العصيان المدني لا يشمل الوظائف الحرجة الضرورية مثل الأطباء و المستشفيات و الصيدليات و الإسعاف و المطافي

الإتهام الخامس : لو مش معاك فلوس مش حتعرف تسحب فلوس من البنك علشات قافل
الرد: غالبا صاحب الحجة دي مش عايش أصلا في مصر ولا عارف حالنا عامل إزاي…قول له إن نسبة المصريين اللي معاهم فلوس في البنك و بيسحبوا منها أقل من 5% ….ده أصلا أكثر من 60% من الكصريين عمرهم ما دخلوا بنك…إتهام ساذج للطبقة العليا المرفهة في مصر و التي لا تريد أن تشقي يومين لصالح البلد


11 فبراير 2012
الثورة مستمرة

الأديان .. فى الميزان

 
فى الميزان يوضع كل شيئ ليقاس مدى ثقله و مساواته لكتله الميزان و التى تمثل وجهه النظر الأخرى
نضع كل شيئ فى الميزان الإجتماعى ، السياسي ، التاريخي ,العلمى ، الإقتصادى ،, و نقارن أيهما أقرب لنـا , لعقولنا لقلوبنا .. لحياتنـا بأكملها , لنرى إن كانت تناسبنا حالياً .. أم لا!
   فى هذه التدوينه سنضع " الأديان " فى الميزان و نبحث فيها لنكسر القواعد المتجمده و نحرر عقولنا من سيطره رجال الدين عليها ، نضع الأديان لنعرف تاريخها و إستخدامها ،،

  لا يمكن لأمه أن تحيا بدون دين ، بدون رقيب يخضعها إخضاعاً قهرياً مطلقاً لفعل الصواب ودائما ما يرتبط بقدرات خارقه للطبيعه الانسانيه ، فأصبح الدين عاده تميز البشر عن غيرهم من المخلوقات ، لذا كان معنى الدين لغوياً أنه حال المرء كما يعنى الذل و الاستعباد أو الجزاء و سميت الشريعه بالدين لأنها تطاع و يوم القيامه بيوم الدين لأنه يوم الحساب .
إستطاعت الأديان الحفاظ على بقائها وسط كل هذا التقدم العلمى و التكنولوجى نظرا لأنها تقدم إجابات تفسر علاقه البشر بالكون ، الانسان من وإلى أين ، حقيقه العالم والوجود .. وغيرها الكثير مما لا يستطيع الإجابه عليه العقل العادى .

   الأديان فى الميزان الإجتماعى
الاديان جزء أصيل من المجتمعات سواء إن كانت أديان طبيعيه أو تشبيهيه أو متعاليه . فلابد ان تجد بداخل كل مجتمع -قديم كان أو حديث- منظومه من العقائد و الممارسات المقدسه تجبر معتنقيها على مجموعه قيم أخلاقيه ، ودئما ما تجدها موضوعه فى موضع متميز عن سائر الاشياء فهى موضع رهبه ومن المحرم المساس بها ، ومن يخرج عن هذا الإطار لابد وأن يتعرض لأحد أشكال القهر المجتمعى.
فالمجتمع يعتبر الدين قيمه مطلقه لايمكن وضع شيئ أخر فى كفه ميزانه و هو إعتقاد يهدف المجتمع لحفظه و يتوارثه عبر الاجيال ليصبح هو الأساس الراسخ ولو كان خاطئاً فى مضمونه وغالباً ما يكون غير قائم على أساس علمى ، لكنه يعمل على التصالح بين الفرد و نفسه عن طريق السمو الروحى الذى ينطلق بالانسان الى الله عند تنفيذه أوامر و نواهي إلهيه محدده ويجعل الفرد فى حاله تصالح دائم مع نفسه مما يعطيه إحساسا بالأمان و الطمأنينه النفسيه ، كما يعمل على تقويه الروابط بين أفراد المجتمع و بعضه عن طريق الشعائر و الممارسات بإختلاف أشكالها.
لكن التعليم الديني فى المجتمعات الدينيه يوجه الافراد ليعيشو فى هاجس الجنه والنار والملاحقه لكل تفاصيل حياتهم ويرصد جوانب الضعف فقط مما يشعرهم بذنوبهم دوماً فـيؤدى إلى عواقب وخيمه فى حق أطفال أبرياء و أفراد كبروا تحت هذا المنطق فأصبحو يرون فى الأديان دون غيرها سبباً لسعادتهم أو تعاستهم فى الحياه  !
أما رجال الدين فهؤلاء هم الأزمه الكبري وخاصه فى مجتمع أصبح التواصل فيه سريعا ً وتأثير رجال الدين الغير دارسين لأمور دينهم حق الدراسه أمرا أدى لإنتشار الجماعات المتطرفه و الأفراد الغير مسئولين ، فإستخدام الآيات و الأحاديث يتلون بحسب ما يريدون ، مما أدى لإنشغال البشرية بإمور تافهه عن الأمور المؤثرة كإنشغالهم بالمظاهر عن الجوهر .
بخلاف أن هؤلاء الرجال غالبا ما يكونو أداه فى يد السلطات الحاكمه ولو كانت ظالمه وتعمل على تكفير كل من يخالف التقليدي –دينياً أو علمياً أو إجتماعياً- كما حدث مع الفيلسوف أنكساجوراس الذى رفض الدين اليونانى لعدم معقوليته وتم الحكم بتكفيره مما إضطره للهرب ، وكما أتهمت أسبازيا بالخروج عن تعاليم الدين و عدم إحترام الألهه فتعرضت هذه المرأه المثقفه لأبشع التهم التى تمس العرض نتيجه حسها النقدى و أرائها الحره و غيرهم الكثيرين ممن حكم عليهم بمصادره أموالهم و ممتلكاتهم و إعدامهم لمجرد خروجهم عن المألوف حينها!
  فالدين فى جانبه الإجتماعى يُحمل الفرد مسئوليه المجتمع و يعمل على تحقيق الأمان النفسي ، رغم أن التعليم الديني يمثل خطأ فادحا فى حق الطفوله البرئيه ، لكن الويل لمن يخالف الدين القائم فقد يتعرض لأسوأ أشكال التنكيل به ،خاصه من أؤلئك الغير دارسين والمُستَخدمِين غالباً من قِبل الحكومات الظالمة.. فالميزان الإجتماعى يقف منصفاً للأديان فى النقاط الأخلاقيه و غير منصف لها فى أشكال التربية والتعليم الديني وإضطهاد الخارجين عن الدين لأى سبب.

الأربعاء، 1 فبراير 2012

Translate

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...