الخميس، 30 أغسطس 2012

القرض الربوى فى الإقتصاد الإخوانى


لم أستطع وضع عنواناً مناسباً لهذه التدوينه ، تمنيت لو كتبت عنوانها "الإقتصاد المصري يجدد نفسه" ولكن للأسف ومنذ سنوات طويلة لم يعد إقتصادنا مصرياً ، فقدنا الإقتصاد المصري منذ أن فقدنا الزراعة والصناعة وأصبحت التجارة والإستيراد هما سبيلنا الوحيد للحياة ، واليوم بدلاً من أن نشجع العمل والإنتاج ونتقدم بإقتصادنا ذهب رئيسنا المنتخب يبحث عمن يقرضه ليضع اللبنة الأولى فى دولته الرأسمالية الجديده ، لكنها رأسمالية الذقون ، أنه ذلك الإقتصاد الهش الظالم المختبئ تحت عباءه وجلباب ..
لم أقتنع يوماً بأن الإقتصاد الإسلامى إقتصاد عادل كما يقولون ، فهو لا يختلف كثيراً عن الرأسمالية فى أبشع صورها سوى أمتلاكه للذقون ، لكن المثير للإشمئزاز هو تحويل قضايا الوطن إلى دار الإفتاء الإخوانية ..


لا أعلم ما هذا الكم من الجهل والتخلف الذى يحول قضيه خطيرة مثل الحصول على قرض من البنك الدولى
إلى قضيه حلال وحرام وهل هو ربا أم غير ذلك!!
بالأمس القريب كان هذا القرض سبباَ لطلب سحب الثقة من حكومة الجنزورى واليوم أصبح الكثير من الجماعات الإسلامية مؤيدة لهذا القرض ، و جعلو القضية متمثلة فى الحلال والحرام .. بدلاً من النظر بنظرة سياسية !
هل تؤخذ أمور الدول هكذاا؟؟ هل تنجح الدول وتتقدم بناء على فتوى من أحد الشيوخ الذين لا يرون سوى مصالحهم الخاصة؟
وكيف لا تؤخذ كذلك والإسلام فى مصر أصبح اللعبة الاولى المستخدمة فى السياسة الآن !

فى الحقيقة لا أعلم إذاً ما الفائده من دراسة التاريخ والإقتصاد والسياسة والعلوم شتى ! فمجرد سؤال هؤلاء الشباب ممن يجدون فى قرأءه الإقتصاد وتاريخه هواية لهم ، ستجد لديهم مجلدات تبرر أسباب رفضهم لهذا القرض "أسباب سياسية وإقتصادية بحته" ..
فصندوق النقد الدولى ما هو إلا أحد السياسات الممنهجة لإفقار الشعوب ، وكى لا نكن كمن يعمل بمقولة " من لايقرأ التاريخ محكوم عليه بإعادته"يجب أن ننظر ولو نظرة سريعه على تاريخ مصر مع هذا الصندوق..
 سنجد أنه فى عام 1975 كانت ديون مصر الخارجية 5 مليار بما يعادل حينها  ثلثى ميزانية الدولة و هى مستحقات الحرب، وبعد فشل السادات من الإقتراض من الدول العربيه لجأ لصندوق النقد الدولى ، فكانت النتيجة .. الانفتاح الاقتصادى والخصخصة اللذان دمّرا الاقتصاد المصرى ، وذكر فيما بعد أن رفض الدول العربية إقراض مصر ، لم يكن بعيداً عن توجيهات الولايات المتحدة الأمريكية وصندوق النقد الدولى حتى تخضع مصر لشروط الصندوق.
ورغم حدوث انتعاش شكلى كاذب وخادع فى الاقتصاد المصرى لمدة 10 سنوات ، انتهى ذلك بأزمة النفط التى حدثت عام 1985م فانكشف الاقتصاد المصرى الهش على حقيقته ..

والأمر ليس فى مصر فقط ، فبالنظر إلى دولة الإكوادور مثلا ..
نجد أنه فى اواخر عام 1960 اقرض البنك الدولى دولة الاكوادور قروضاً كبيرة وخلال ال 30 سنة التى تلتها نمت نسبة الفقر من 50 % الى 70 % نمت البطالة من 15% الى 70 % ارتفع الدين العام من 240 "مليون" دولار الى 16 "بليون" دولار...انخفضت حصة الموارد المخصصة للفقراء من 20 % الى 6 % فى حلول العام 2000 كان لابد من تخصيص 50% من الميزانيه العامة للاكوادور فقط لتسديد الديون ..!!
وغيرها الكثير من الدول التى تضررت من البنك الدولى والتى أقرت بأنه أحد سياسات تفقير الشعوب الممنهجه ...

سنستمع لأصوات تبرر الإقتراض وتندد بعجز الموازنه ووو .. وتطالب بوضع مقترحات بدلاً من الإقتراض  ..
دعنا نرى مستقبل مصر أولاً فى ظل الإقتراض ..
دعنا نتفق أن هذا القرض لن يجعل لمستقبل الميزانيه العامة فى مصر سوى أن تحدد نصفها لسد الديون والنصف الآخر لسد عجز الموازنة ، وبالطبع تولد هذه الإستدانه التبعيه الإقتصادية لدول أجنبية ، ويصبح الفقراء من المصريين هم من يتحملون تلك الأعباء الإضافية عن طريق المزيد من الضرائب على العمال والفلاحيين ، فلن نجد تقدماً ينهض بهؤلاء الفقراء، لان هذه القروض لا تستخدم فى بناء بنية تحتية حقيقية ويتم سدادها عن طريق المزيد من الخصخصة وتشريد عمال القطاع العام مما يعمل على تدمير المزيد من البنية التحتية للإقتصاد المصري بل ويملك الأجانب قطعاً من أراضينا ومصانعنا ، وبالطبع بعد حدوث المزيد من الخصخصة تجد كل مبنى حكومى تحول إلى مبنى خاص حتى المدارس والمستشفيات وغيرها ..

دعنا نتفق أن هذه القروض لابد وأن ن تكون مشروطة بمواضع صرفها والتى لابد وأن تكون مصارف إستهلاكية ، وليست مصارف للبناء الحقيقي ن وذلك لتحقيق هدف البنك فى توسيع نطاق التجارة العالمية ، فالبنك لا يهتم سوى بإستقرار سعر صرف العملات ، وبالطبع يقحم البنك نفسه فى السياسات الإقتصادية المتبعة فى الدول المستفيده بقروضة
وقبل ذلك دعنا نتفق على أن ديون مصر قد وصلت ل أكثر من 1254 مليار جنيه منهم 209 مليار جنيه من الولايات المتحدة و اوربا و صندوق النقد والبنك الدولى!!! ، كل تلك الديون لا تسدد سوى من الضرائب التى يدفعها الفقراء من الموظفين على رواتبهم والفلاحين على شكائرهم ويتهرب منها كبار رجال الإعمال!.

إذا فكيف يجب أن يكون البديل ؟
لا بديل للإقتراض سوى :
 التنميه الحقيقية و وقف الخصخصة وإعادة فتح وتجديد المصانع المغلقة والتى لا تعمل بكامل طاقتها
حتى وإن كان ذلك بإتباع سياسة تقشفية مريرة ، فأن نتبعها بإرادتنا خير لنا من أن نتبعها لسداد ديوننا
لابديل عن وضع تسعيرة جبرية تمنع كبار التجار من التلاعب فى الأسعار
لابديل عن وضع أمنى يعمل على تنفيذ الأحكام القضائية ضد كبار التجار والمتهربين من الضرائب والمتلاعبين بالسوق السوداء والمتحكمين بأمر الموظفين والمرتشين والمتهربين من التأمين على موظفين .. إلخ
لا بديل عن تطبيع الحد الأقصى للأجور قبل الحد الأدنى
لا بديل عن وقف الخ
لا بديل عن تطبيق الكثير من البديهيات التى ستعمل على النهوض بالإقتصاد بعيداً عن الرأسمالية الإخوانية

أخيرا ..
أعلن رفضى التام لأى قرض من أى جهه أجنبية ، وتأيدي التام لمشروعات إقتصادية وطنية تنهض بمصر فعلا وليس زيفاً ..
وأهديكم هذه الكتب
إهداء  من خالد
كتاب السطوة على العالم
http://www.mediafire.com/view/?hjq4cx5uq1h6dl0
كتاب الاغتيال الاقتصادي للأمم
http://www.mediafire.com/view/?en6gox1yoeeqyf6
كتاب الامبراطورية الأمريكية السرية
http://www.mediafire.com/view/?so60bs29b9exdxr
كتاب اقتصاديات الفساد في مصر
http://www.mediafire.com/view/?zzajvc93h364mwq

الأحد، 19 أغسطس 2012

التحرش في بلادى


يعتقد البعض أن الأعياد هى  موسم التحرش الرسمي فى بلادى ..
إلا أنه وللأسف أصبح التحرش هو الشيئ الوحيد الذى يتكرر يومياً بلا توقف وبلا حساب أو عقاب .. فحالات التحرش لم تترك مكاناً إلا و وصلت له (حتى المستشفبات والمصانع والمظاهرات .. وكل مكان تذهب له المرأة لهدف ما )  ..

أتذكر تلك الدقائق التى تلت تنحى مبارك ، وبعد 18 يوماً من الأمان ، ازدحم الميدان سريعاً وتعالت الهتافات وتعالت معها تيمة التحرش بهمجية شديدة لم أعهدها قبلاً ، حتى مسيرة مناهضه التحرش لم تسلم من التحرش ربما لأن التحرش يُستخدم فى بلادى سياسياً لضرب الحركة النسويه فى بلادنا العربية ، ولكن إن صح ذلك فهى جريمة شنعاء ، في حق بلادى وبنت بلادى ..
فالتحرش في بلادى  ليس بالميدان فقط ، التحرش فى كل مكان ، لا توجد فتاه فى مصر لم تتعرض للتحرش ولم تتأذى نفسياً بسببه ولم تكره خروجها للشارع يوماً إلا بسببه ..
ورغم محاولات الإصلاح المتعددة ، و مع تعاون بعض الشباب والمبادرات مع أجهزة الأمن وإدارة المترو وغيره ، وقيامهم بنشر ملصقات تناهض التحرش وتدعو الآخرين لمواجهه أى حاله تحرش فى الشوارع أو المواصلات إلا أنها قد بائت بالفشل مراراً (ولو جزئياً).. فاليوم (أول أيام العيد) وبالرغم من وجود مبادرة '' إمسك متحرش فى العيد'' و''بنات مصر خط أحمر" وغيرها ، وإنتشار أكثر من 40 متطوع بمحطات المترو المزدحمة إلا أن ذلك كله لم يعفى الفتايات من التحرش بهن ..
ورغم قيام المتطوعين بعملية حصر للأماكن التى ينتشر بها التحرش  والتى شملت مناطق كورنيش النيل خاصة المنطقة المواجهة لمبنى التليفزيون وحتى كوبري 15 مايو ، وسط البلد بشارع طلعت حرب و26 يوليو ، المهندسين ، مدينة نصر، مصر الجديدة ، والمقطم .. ورغم كثرة عدد بلاغات التحرش المقدمة في الاقسام التابع لها تلك المناطق إلا أنه لا يوجد أى تحرك من المسئولين ، ولا توجد أى إحصائيات رسمية تثبت نسب التحرش في بلادى ..
بإستثناء دراسة أعدها المركز المصري لحقوق المرأة لعالم 2008 اظهرت ان 83% من جمهور البحث من المصريات تعرضن للتحرش الجنسي بدءاً من التصفير والمعاكسات الكلامية (67.9%)، مروراً بالنظرة السيئة الفاحصة لأجسادهن (46.6%)، ثم اللمس غير اللائق لأجسادهن (40.0%)، والتلفظ بألفاظ ذات معني جنسي (30.2%)، والملاحقة والتتبع (22.8%)، المعاكسات التليفونية وصولاً إلي كشف المتحرش لبعض أعضاء جسده (10.9%) , الدراسة منذ حوالي 4 سنوات لذا النسبة تزداد .. وبشده..
وكيف لا تزداد ؟؟!!
فالتحرش في بلادى لا يلام عليه إلا الضحية ، بسبب عادات وتقاليد تضطهد المراه ، رسمت فى عقل الفتاه أنها مجرد "بنبونايه " مركونه على رف تنتظر من يأخذها ويفتحها ويتلذذ بها .. و صورت  للرجل أن الفتاه مجرد قطعه حلوى لا شيئ بيدها تستسلم لكل ذبابة تدور حولها ... لم تصور لهم أبداً أن هذا التحرش هو تعدى على حقوق الغير و إعتداء على إنسانية الفتاه ، لم تصور للفتاه حقها في الاعتراض  ..
التحرش في بلادى لا يجد من يوقفه ، لا يفرق بين محتشمه ومتبرجه ، غنيه و فقيره ،لايفرق بين أنثي وأنثي ، فلا تستطيع الآنثي الشكوى ولا الذكور من حولها مساندتها ، فيصبحون مجرد أداه بيد المتحرش للتستر على جريمته ..
التحرش في بلادى .. قضية تحتاج الكثير .. تحتاج قوانين صارمة ، وتنفيذ حاد ، و وعى مجتمعى ، و.. ثورة على المجتمع الذكورى ..
وعى يجعل ممن يطالب بحقوق المرأة شخصاً مؤمناً بالقضيه وليس .. بجسدها ..






الجمعة، 17 أغسطس 2012

رسالة لكل أصدقائي ..


صديقي العزيز / صديقتى العزيزة :
أود أن أحدثكم جميعاً و بما أن الحديث الموجهه لكم هو خديث واحد ، فسأرسله من هنا كى يصل لمن يهتم لأمرى منكم ويتابع مدونتى العزيزة  ، سأرسل كلماتى  لكلاً منكم على حده وبمنتهى الصراحة ..
فهذه الرساله موجهه لك يا صديقي .. لك فقط
انت يا من لا يعرفه أحد ولا حتى باقى أصدقائى ، لا يعرفك أكثر من 99.999% على هذا الكوكب ، لم تعد صديقي ، ببساطة لأنك لست صديقاً حقيقياً ..
وكيف تكون؟ فالأصدقاء الحقيقيون لا تفارق أرواحهم بعضها البعض ، لا تنسيهم مشاغلهم أهميتهم لدى بعض ، ولا تباعدهم التفاهات ..
الآصدقاء الحقيقيون يعيشون التجارب والمغامرات معاً ، يحمون أصدقائهم من المخاطر ، من خطر أنفسهم على أنفسهم ، ومن خطأ الآخريين أيضاً ..
يستمعون لبعضهم ، يفهمون بعضهن ، يتألمون من أجل بعض ، والآهم ..يخلصون للأبد .. يصبحون شريكين ليصيروا فكرأ وعملآ واحداً  ، دون انانيه أو طمع ، دون إحباط أو تسفيه ..
يكن دعمهم كجذور الشجرات الكامنة فى الآرض .. ذاك الدعم المتنوع ما بين القوة والضعف ، ما بين الأفكار والأسلحة و حتى الإله ..

للأسف يا صديقي .. أنت لا شيئ ..
لا تفعل شيئاً سوى الكلام فالشكوى ثم الشكوى فالنسيان ، لاتسمعنى .. لا تغامر معى ، ولا يكفيني مجرد خوفك علىَ ، لأنى أعلم أنه خوف مزعوم ..
ترفض أفكاري ، تعارضنى دوماً ، لا تشاركنى لهواً أو مرحاً ، لا تشاركنى جداً وعملاً .. لا فائدة لك ..

أتذكر ذلك اليوم الذى جمعنا لأول مره .. كان يوماً مختلفاً ومميزاً للغاية ، جمعتنا بعض الأشياء .. بعض الأفكار ، المقترحات ، الهوايات ، الآراء و أشياء أخرى ..
ربما أختلف ما إجتمعت عليه معك عن دونك من الأصدقاء ، لكن النهايه تثبت أننا إجتمعنا على شيئ ما .. شيئ جميل ذو مذاق مختلف عن العالمين ..
ولكنك أثبتت أن هذا الشيئ لا يكفي ، يتغير مع الآيام ، تختلف أشياء ويختلف معها أشياء أخرى ..
وتبقي النهاية واحده .. فراقك يا صديقي ..
ليس لشيئ .. سوى ..
أنك لم تفهمنى ، لم تسمعنى ، لم تشعر بي ، إحتجت إليك كثيراً ولم أجدك ، تمنيت أن أتحدث دوما ولم أستطع منعك عن الحديث ،إنتظرت سؤالك الملئ باللهفه والشوق لمعرفة أخبارى ولم أجده ، إنتظرت إشتياقك للحديث معى ، للخروج معى ، أردت الإستمتاع معك ، الحزن معك ، وحتى البكاء معك .. لكننى .. لم أجدك دوماً ..
كانت انانيتك أقوى منك ، جعلت منى صديقة ونسيت إحتياجى لصداقتك .. أنانيتك تنوعت من آن للآخر لكننى لم أعد أحتملها ..
لم أعد أحتمل تمردك على ما جمعنا ، تمردك على إختلافى .. لم أعد أحتمل أنانيتك وحبك لمن يدعمك وفقط ، دون أن تدعمنى وانا فى حاجه ماسة إليك ..
لم أعد أحتملك وأنت تؤلمنى بعد أن كنت تزيل ألمى ،لم أعد أحتمل حديثك وأنت لا تعرف شيئاً في الآصل عن ألمنى ، فلا أتحدث ولا تسألنى ..

فى الحقيقة .. أعلم أنى متقلبة المزاج ، ولكنك لم تحترم ذلك ، لم تحترم أى شيئ ..
الآن فقط قد تعلمت من أنانيتك ، أخذت الجرعة الكافية من تمردى عليك ، أصبحت أنا أنا ، ورغم إحتياجى الشديد إليك إلا أن حياتى بالتأكيد ستكون أفضل بدونك ..
فأنت لا أحد ، وأنا أيضاً لا أحد ، كلانا نتمنى أن نصير أحداً ما .. أى احد .. أليس كذلك؟
إذاً يا من كنت صديقي .. أعتقدك تعلم أنى أقوى منك ومن إحتياجى لك ومن صداقتك "أو على الآقل أحاول فعل ذلك" ، فلن يكن أبدأ إنعدام تلك الصداقة هو العائق أمام طوحى اللا محدود
دعنى أحيا حرة طليقة ، وحيدة بين الدروب الملونة أمامى ، كى أظل خفيفة ، ورائعة كالفراشة ..
..

ان أظل وحدى أفضل بكثير من أسير مع من لا يشعرون بي
ولتعلم أنى أحببتك يوماً ، وستظل ذكرى رائعه بخيالى دوماً
لذلك .. سأنتظرك ،،
أنتظر عودتك كصديق مقرب ، ولكن هذه المره دون تنازل عن كامل حقي فى صداقتك.......



أما أصدقائي الجدد ..
فأعلم جيداً أنكم لن تستمرو طويلا في حياتى ، لكن إعلمو أنى سأحافظ على كل ما أستطيع الحفاظ عليه ..
وللحديث بقيه ....

الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

أخونة الدولة


مصر ، بما تحويه شوارعها من روح الفراعنه المميزة ، بما يحويه ماضيها من تعدديه وقوة وحضارة ، بما يحويه أهلها من ثقافة مختلفه ، ثقافة تعددية ..
إنها مصر التى حافظت على كيانها المستقل عبر السنين ، حافظت على وحدة شعبها رغم محاولات الإقصاء الممنهجه ، حافظت على ماضيها الرائع وحاضرها المختلف وتحارب من أجل المستقبل المتطور دوماً ..

حالياً .. فى مصر ذاتها .. وبعد أن أصبح محمد مرسي " ذراع الإخوان فى الحكم " رئيساً لمصر ، تخلت مصر عن تلك الكينونه المميزة وأصبحت ضمن القطيع الذى تجمعة طموحات جماعة الإخوان المسلمين العالمية ..
تلك الجماعة التى أقرت فى أكثر من تصريح إعلامى أن كل ما تفعلة ما هو إلا خطوات من أجل السيطرة على أكبر عدد من الدول تحت شعار الإسلام !! ليكون الإخوانى الماليزي أقرب لهم من المصري الغير إخوانى!

فى الحقيقة نحن لم نتخلص من نظام حاكم مطلق الصلاحيات لنبدله بنظام أخر مطلق الصلاحيات !!

فقرارات مرسي بإلغاء الإعلان المكمل أثبت أن الرئيس من سلطاته أن يفعل أى شيئ بغض النظر على جدل الفقهاء الدستوريين حول إمكانيه إلغائه من عدمه ، وبالتالى .. فإنتظار مرسي لـ 40 يوماً دون قرار فعلى كهذا رغم طلب الثوار له من اليوم الآول هو خطأ فادح يجب أن يحاسب عليه..

وبغض النظر .. فإصطحاب هذا القرار بقرار اخر مثل إستبدال منصب طنطاوى من مشير إلى مستشار لرئيس الجمهوريه ، بل وتسليمه قلاده النيل " أعلى قلاده بالجمهوريه"  يعد جريمة فى حق 12 ألف مدنى فى سجون عسكريه والآلآف الشهداء خلال العامين الماضيين  ، فكيف لمشارك في جريمه قتل وسحل وضرب وإتصاب ألا يحاسب ؟؟ ...

والمقلق فى الآمر ,, عدم إعتراض طنطاوى ومعاونيه على هذه القرارات .. أى أننا الآن أصبحنا بين مطرقة الإخوان وسندان العسكر ! .. وكيف يعترض ، و وزير الدفاع الآن هو السيسي "أحد أعضاء المجلس العسكري و المسئول الآول عن كشوف العذرية وإهانه الفتايات .. أى أحد حلفاء العسكري ومعاوني النظام السابق لكن فى شكل جديد !!  كيف لا وإختيار القيادات الجديده يكون بالولاء لا الكفاءه ؟؟

 ولكن الأزمه الحقيقيه تكمن الآن فى إنفراد مرسي وحزبه وجماعته بالسلطه التشريعيه والتنفيذيه دون حسيب ولا رقيب .. فتبدأ عمليه أخونه الدوله الفعليه!!


وبالفعل .. فالواقع يثبت أن جماعة الإخوان وشبابهم يعملون على أخونه الدولة بطريقه ممنهجه جداً .. فقد بدأو بالإعلام عن طريق تشويه شباب الإخوان للمناضلين سواء من الشباب أو القيادات وهجومهم على المعارضين لأرائهم ، و إسكات الإعلام المعارض سواء كان فى شكل عكاشه أو إبراهيم عيسي ، والتهجم على القنوات التليفزيونيه التى تنتقد أدائهم ، وتحطيم سيارات الكتاب والمذيعين الذين يسلطون الضوء عليهم  والتخلص من رؤساء تحرير الصحف الحكومية ليتم إستبدالهم برؤساء موالين للحدث ، كل ذلك يشير لبدء أخونه الإعلام و الإنفراد بأنفسهم فيه !!! .. فبغض النظر عن كوننا نستقي الأخبار المفيده "مثلما حدث فى أحداث سيناء" من إعلام العدو .. إلا أنهم لم يقدمو سوى مثالا لدكتاتوريه الإخوان وغبائهم ...


أما أخونه ميدان التحرير فبدأت منذ ذلك الهجوم الوحشي على معارضيهم أمام قصر الإتحادية ، وقبلها عند رفض التظاهرات والإعتصامات والإكتفاء بتقديم الشكاوى على الهاتف الذى يكلف 3 جنيهات للدقيقة الواحدة ، واليوم بدعواهم لتحويل ميدان التحرير ليصبح مكاناً للصلاة والتهجد وختم القرأن فى رمضان بدلآ من الثورة ضد الظلم والفساد ؟؟!!

ومن قبل جلوس مرسي على كرسي الرئاسه .. فـ أخونة النقابات والمصالح الحكومية قد تمت على أكمل وجه ، فى إنتخابات تسمى ديمقراطيه ولا تمت للديمقراطيه بصله ! ..

فلا تجد فارقاً يذكر بين وظيفه عامة يتم شغلها فى مؤسسات الدولة و سلطة حاكمه بيدها صناعه تغيير جذرى فى المجتمع عن طريق إصلاحات حقيقيه كمثل تلك التى فعلها "أولاند" رئيس فرنسا .. فـ "أولاند" إستطاع خلال المائه يوم الأولى تحقيق 9 إنجازات أهمها ضبط الميزانية ورفع الدخل و تخفيض الأسعار .. تلك هى الإنجازات وهذا هو التغيير ..


أى دولة مدنيه تلك التى لا تحترم معارضتها ، تلك التى تنفرد بوضع الدستور ، تلك التى لا تأخذ خطوات جدية للتخلص من الجهل والفقر ، أو على الأقل الإإفراج عن المعتقلين الثوريين بالكامل والإبقاء على الإرهابيين المختفين تحت عباءه الاسلام ...
لا اعلم كيف تكون دوله مدنيه ولا أعلم أى إسلام ذلك الذى يتم نشره أو حتى ينمى من مجتمعه عن طريق السيطرة عليه ؟ وأى جماعة تلك التى تتحدث عن عدل أو تمويل للثوار أو علاقات خارجيه أو أو ..؟

 أليسو انفسهم "قادات الجماعة" هم من يمثلون الطبقة الرأسماليه التى تلعب بمصالح الشعب لصالح نفوذها وقوتها وجشعها ؟ أليسو هم من يملكون المال الكافى للإنفاق على إنتخابات مليئه بالأموال والرشاوى و أليسو من يصدرون خيرات مصر و يبيعون أراضيها لقطر وغيرها رغم إحتياج مصر لها وو ..؟

أليسو أنفسهم من يُدعمون من الخارج بأكثر من وسيلة ؟ ينشرون فكره دعم الثوار وهم أول من يتم دعمهم !!
يَدعون بأن الثوار على علاقة وثيقة بأمريكا ومطبعين مع إسرائيل فى حين أنهم يثبتون بتصريحاتهم يوماً بعد يوم إستعدادهم للتطبيع وعلاقتهم الوثيقه بأمريكا التى تجعل منها شريكاً فى قرارات مصر المصيريه !!

مصر كبيره عليكم يا تجار الدين .. وتجار الدول .. 



الأربعاء، 8 أغسطس 2012

صراع المجتمعات المغلقة


غالباً ما تنجذب الأطراف المتشابهة من بنى البشر لبعضها البعض مكونة مجتمعاتها الصغيرة ذات المشتركات المتعددة ..
فنجد أن العالم مهما تقدم وتأثر بالعولمة لايزال يتميز بمجتمعاته الصغيرة المغلقة ، وكل مجتمع منهم يشترك مع مجتمعات مختلفة مكونأ أشكالأ أخرى من المجتمعات ..
لكن دائما ما تتصارع هذه المجتمعات مع بعضها البعض لتثبت كلآ منهما للاخرى صحتها ..
وبداخل مصرنا العزيزة نجد الكثير من المجتمعات التى تتشابه فى بعض الصفات المصرية العامة بحكم الوطن الواحد وتتميز بخواصها التى تميزها عن غيرها ، منها مجتمعات : "الإسلاميون ، العربان ، المثقفون ، النشطاء السياسيون ، الملحدون ، الأناركيون ،  .. إلــــخ "وغيرهم الكثيرووون .." المقصود كل فئه تجمعها عده صفات وتنصل عن غيرها فكريا وثقافياً"
فكل منهم على قدر كونه أحد المكونات الأصيلة فى المجتمع المصري إلا أنه يمثل مجتمع مستقل بذاته ومختلف عن غيره ، يملك أفكار ومعتقدات متشابهه ، يرفض النقاش فيها ، ويري أنه الأصح ....
فمثلاً : الإسلاميون فى مصر يمثلون أحد المجتمعات المغلقة على ذاتها لكنها تملك القدرة على جذب عدد من المواطنين من حين لأخر نظراً لإستخدامها للعقائد الدينية المتأصلة فى المجتمع المصري ، ورغم تنوع و تعدد التيارات الفكرية الإسلامية إلا أنهم يجتمعون من حين لأخر تحت عده رايات ويرفضون أى تمييز ضدهم رغم تمييزهم لأنفسهم عن غيرهم من الطوائف أو الأديان أو أى فئه أخرى ، يرون أنهم خلفاء الرسل ويد الله فى الارض ، تتميز مجتمعات الإسلاميون بالشعور بالأمان بحكم العدد والمعتقد ، كذلك تتميز بسهولة الإنتماء إليها ، إنتمائهم لتيارات سياسية تحمل شعار الإسلام عاده ما يكون من فرط الغرور وحب السيطره ..
وفى مقابلهم تجد : الملحدون فى مصر تجدهم مجتمعين ومترابطين مهما إتسعت المساحة المكانية بينهم ، تقاربهم وتوافقهم الفكرى هو ما صنع مجتمعهم الذى يراه الكثيرون معقداً رغم أنهم يرونه أبسط بكثير وأكثر علماً وتقدماً  من المجتمعات التقليدية ، إرتباطهم الشبه وثيق ولو لفترات وجيزة هو ناتج من رفض المجتمع لأفكارهم وعلمهم ، تلك الأفكار التى تتنوع ما بين سياسية وإقتصادية وإجتماعية وعلمية ، لكن الأساس الذى يجمعهم هو مبدأ "الشك أساس المعرفة "فيجدون فى الشك ملاذاً من الإعتقادات الغير مقنعة أو غير مثبته علمياً بالنسبة لهم ، إنتمائهم لتيار سياسي ليبرالي أو يساري يمثل إعتقادهم فى حق المرء فى الحرية أو تأثرهم بالفلسفات المادية
كذلــك :
المثقفون : تجمعهم الأفكار والأراء والتحليلات والنقاشات و الندوات ، يفضلون النقاش مع بعضهم البعض ولو كانو ذوى أفكار متعارضة ومختلفة تماماً لكنهم يفضلونه عن نقاش العامة لأنه يطور من أفكارهم ويدعم أرائهم عن ذلك الجدال الذى لايجدون منه فائده ، عادة ما يميزهم وسع الأفق والقدرة على التحليل بالعقل والمنطق و وضع عده إحتمالات ، وما يعيبهم أنهم لايستطيعون إيصال أفكارهم للعامه فتتكون الفجوة بين الطرفين مما يجعلهم ينغلقون على أنفسهم مكونين مجتمعهم المغلق والغير قابل للإتساع سوى بالكثير من الجهد والقراءه والإطلاع ووو ، تختلف إنتمائاتهم السياسية لإختلاف أفكارهم ومعتقداتهم لكنهم فى النهاية يتميزون بإمكانيه الإستماع للطرف الآخر وإحترام أفكاره
وفى مقابلهم الإرهابيون : تجمعهم أفكار جهاديه واحده ، يؤمنون بان الحق أحق أن يتبع و يرون أن الحق دائماً متمثل فى نظرتهم للحياة ، تجمعهم كراهيه المجتمع المحيط و السعى لتغييره ، يشترون وبشده فى عدم تقبل أى رأى أخر سواء إن كان ناقداً أو حليفاً لهم ، يفرضون سيطرتهم على الأخر بقوة السلاح كلما أمكن ذلك ، إنتمائاتهم السياسيه غالباً ما تكون بناءاً على أوامر من قيادات عليا وليست نابعة من عقول مفكرة ، رفض المجتمعات لهم هو سبب لتقوية حبهم لذاتهم وإعتقادهم فى صحة معتقداتهم ..

الكثير من المجتمعات المغلقة يمكننا الحديث عنها .. مثل تلك المجتمعات المعادية لحقوق المرأه فواحده تفرض الزواج المبكر على بناته ، وذلك الذى يجبرهن على الختان ، و أخر يري فيهن سلعة يمكن بيعها لرجال الأعمال العرب فيزوج بناته أكثر من عشرون مره حتى تتزوج ذلك الأخير ، وأخر وأخر وأخر..
وتلك المجتمعات المعادية لحقوق الإنسان عامة فتفرض على الرجل مهنه محدده يمنع من الخروج منها ، وأخرى تفرض عليه زوجه محدده ، وأخرى ..
وتلك المجتمعات التى تكونت بغير إرادتها فقد كونها المرض مثل مستعمرات الجزام بالخانكه وغيرها أو كونتها البئية المحيطة مثل حدود وظروفها المختلفة عن باقى الدول وغيرها.....

إلى أخررة من المجتمعات التى تجد فى الإنغلاق على نفسها ملاذاً من الجدل و ترتبط ببعضها لدرجه تجعلها قوة كامنه فى ذاتها يمكن أن تنفجر فى أى لحظة
فهذا الإرتباط الذى جعلها مجتمعات مغلقة لابد ان يؤخذ بالإعتبار ، فهم قوة وعدد لايستهان به ، وإتصالهم الدائم يمثل بؤره لقوة مستقبلية مجهولة (مثلما حدث مع جماعة الإخوان المسلمين) خاصة إذا ما إجتمعو فى منطقة جغرافية واحده أو إزدادت أعدادهم داخل المناطق المختلفة ..

عادة ما يكون رد فعل المجتمع على المجتمعات المغلقة إما بالرفض والعداء الشديد و رفع راية الحرب عليه أو الإندماج الشديد وتبنى قضيتهم أشد التبنى ورفض الأراء المناهضة ، أو ما بين هذا وذاك فيكون التعاطف ومحاولة التغيير البسيط هما السمة الأساسية..

لكن
فى النهاية .. ملخص رسالتى التى أود توثيقها هنا
أن مصر مليئة بالمجتمعات المغلقه .. تلك المجتمعات من حقها أن تحصل على حقوقها كامله فى أرضها ، من حقها أن يتم التعامل معها بصورة أفضل ، وذلك لأنها إن لم تجد لنفسها مكاناً فى وطنها فسيأتى اليوم الذى ستنفجر فيه وتسبب للأجمعين أشد أنواع القلق والذعر ..
الصراع المتبادل بين تلك المجتمعات لابد أن يكون صراعاً مفيدأ حتى لا يولد إنفجاراً فكريا أو طائفياً أو إجتماعياً أو أيا كان ، فلا بد من أن نحافظ على مجتمعاتنا المغلقة ونطور منها وقبل ذلك نحترمها كى لا نصل لتلك المرحلة..

المستقبل ليس كما تظنون ..



عندما ينحصر مستقبل شاب أنهى دراسته أياً كانت فى وظيفة ثم زوجه وأسرة واطفال ثم يموت و يكمل أبنائه نفس الدورة التى لا تنتهى
وليس بغريب أن يكون هذا المعتقد هو السائد ، فقد تربي كلأ مننا على أن يكون تحصيل أبسط الحقوق الإنسانية من مأكل وملبس ومكان للمبيت وعلاقة جنسية هو كل ما يشغل بالنا ، فيفنى الشاب أو الفتاه عمرهم كله فى تحصيل هذه الحقوق بل ويأتى أبنائه ليكملو الدورة الحياتيه وكأنها دورة حياة دودة القز التى لابد وأن تتكرر !!
فلا تجد شاب مصري أو عربي إستطاع أن يخرج من هذا الإطار الضيق ويشق طريقة نحو الإبتكار والإبداع إلا لأنه قد تلقى تعليمه بالخارج فإستطاع أن يجد لإبداعه مكاناً ويجد من يرفع من قدراته وينمى مواهبه ، أو أنه سافر للخارج فإستطاع أن يستقل بحياته بعيدأ عن مجتمع يقف كعقبة صلبة أمام كل من يستقل بحياته
وكيف لا .. فقد حكمت علينا بلادنا بكل ما فيها من حكومات ومؤسسات بالإعدام الفكرى قبل أن يولد بسبب الفساد بكل أنواعه ، كما حكم علينا المجتمع بكل عاداته وتقاليده البالية بالفشل قبل البدء ، فمن لا يتبع خطوات أبائه ومجتمعه الفاشل يكن هو الفاشل فى نظرهم !!

..

إعذرونى يا سادة .. فالمستقبل ليس كما تظنون

 خطواتكم قد أثبتت فشلها ، وماضيكم أصبح بالياً فى ظل عولمة الدول التى شكلت وعياً وفكراً وحضارة وثقافة مختلفة ..
فالمستقبل الآن لم يعد ينحصر فى وظيفة ومكتب ، ولم تعد الشقة المطلة على النيل والسيارة الفارهه هى أهداف الشعوب..
فاليوم تضع الدول المتقدمة أولى خطواتها نحو إكتشاف الأكوان المتوازية ، ونحو صناعة حياة على الكواكب الأخرى وأنتم لازلتم تتصارعون فى كيفية تطبيق المبادئ الإنسانيه !
المستقبل يناديكم والغد يبحث عنكم ..
 فى المستقبل القريب ستصبح الحروب بين الدول بسبب إحتلال إحداهم لكوكب الأخر ، وأنتم لازلتم تحاربون من أجل حماية حدود دولكم الصغيرة

إعذرونى يا ساده ..

فانتم موتى داخل أجسادكم ، وتريدون قتلنا لنصبح أتباعكم ، ونحن نبحث عن حياتنا لا موتكم !!
فى الحقيقة نحن فى أمس الحاجه لإنفجار كونى يخلص العالم من بقاياها الملوثة ويترك فقط من خرجو عن معتقداتكم البالية وإستطاعو تكوين حياة على كواكب اخرى ، فـ أولئك فقط هم المفكرون الذين يستحقون الحياة ..



المستقبل ليس كما تظنون .. المستقبل أفضل بأفكارى .. ليس بأفكاركم

الأديان المصرية القديمة ..


أثبت التاريخ أن الشعب المصري خاصة والشعوب عامة لا تستطيع الحياة بدون سلطة أكبر منها متمثلة في إلهه وغيرها من المعتقدات التى تطورت عبر الزمن ..
لكن الحقيقة أن المصريون القدامى إستطاعو أن يبتدعو أديانهم بقمة البراعة فكانت لهم خصوصيتهم بعيدأ عن كل المعتقدات فى زمنهم ..
فإستطاعو خلق الآلھة المصریة الأصيلة ذات أسماء مصریة، ولم یذكر لنا التاریخ أن المصریین قد اعتنقوا دیناً وافداً إلى بلادھم من خارجھا ، وعلى قدر إعتزازهم بدينهم إلا أنهم لم یبشروا به خارج أراضیھم قط ، فلم یعرف التاریخ أن مصر–مھما بلغت من قوة ونفوذ دولي –قد أكرھت شعوباً على اتباع عقیدة مصریة أو الإیمان بإله مصري.
وقد أبدى المصریون دوماً تسامحاً دینیاً فیما بینھم في داخل مصر نفسھا، كما أبدوا ذلك التسامح مع آلھة البلدان "المقھورة".
وكان الدین المصري ھو الأساس الذي شُید علیه بنیان المجتمع المصري، فكان الإیمان بحیاة أبدیة [بعد الموت ] یرتبط بالإیمان بمبدأ الحساب بما یتبعه من ثواب وعقاب، ھو أیضاً إیمان بمبدأ العدل الذي یمثله میزان "ماعت"، أي الحق والعدل والنظام، مباديء ثلاثة عظیمة جمعھا المصري في ھذه الكلمة الواحدة : ماعت
الماعت نظام حق عادل شمل الحیاة كلھا، الأولى والثانیة، ولم یقتصر فقط على العالم الأخر، فمیزان الماعت كان یزن أعمال الناس في الدنیا، ومن خلال ذلك یتحدد مصیر الإنسان في الحیاة الأبدیة. فكان على المصري الساعي إلى نعیم الأبدیة أن یلتزم بقوانین الماعت في الحیاة الدنیا، كما جاء في النص المصري [القدیم ] الذي یحث المرء على أن یكون : "رقیق الطباع في معاملته للناس، مستیقم السلوك، قویم الأخلاق، یحب الماعت ویكره الشر".
وكانت قوانین الماعت ملزمة للجمیع، من المواطنین البسطاء الذین لایملكون مالاً ولا نفوذا ، إلى رأس السلطة في الدولة المصریة، فكان على أعتى ملوك مصر أن یتبرأ أمام میزان الماعت في محكمة الأخرة من آثام لم یرتكبھا من كذب، أو سرقة وقتل وزنا، أو إلحاق الأذى بأرملة لا أحد لها، أو رضیع ضعیف، أو حتى تلویث میاه النیل، ویتم ذلك في حضور مندوبین عن جمیع أرجاء مصر.
وكان قانون الماعت ھو أیضاً القانون الذي یحكم به قضاة مصر، الذین كانوا لایلتزمون فقط بنصوص القانون ؛ بل كان علیھم أیضاً حمایة الضعفاء من ظلم الظالمین.
وقد احتفظت لنا البردیات وجدران المقابر و الأھرام والتوابیت بنصوص دینیة رفیعة المستوى.
ولم تكن النصوص الأدبیة [الدنیویة ] تقل بحال من الأحوال عن النصوص الدینیة، فقد كانت الأعمال الأدبیة أیضاً وعاءً فكریاً شمل أسس الأخلاق العامة.
وقد "بُني معظم الأدب المصري سواءً كان مقدساً أو دنیویاً على الأخلاق وتعلیم الأخلاق"، كما جاء في معجم الحضارة المصریة القدیمة.

ومن هنا أصبحت الأديان المصرية القديمة رمزاً للعداله والنقاء والأخلاق والمساواة وغيرها من المفاهيم الإنسانية المثالية الرائعة التى تناقلتها الأجيال عبر الروايات والأدب والبرديات والمراسلات وغيرها ...

 واليوم من حقنا أن نفخر بهذه الحضارة العريقة التى مجدت نفسها بنفسها 
من حقنا أن نرفض هدم أثار جدودنا بحجة أنها ضد الإسلام أو غيره
فهؤلاء الجدود هم من إبتكرو معنى الأخلاق والعدالة والمساواة 
إبتكرو ما لم تستطيعو تقليده
 هم من إبتكروا ديناً يرفض العنف ، ورفضو أدياناً تولد العنف

من حقنا أن نرفض ونعادى كل من يعمل على هدم حضارتنا ،،


Translate

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...