غالباً ما تنجذب الأطراف المتشابهة من بنى
البشر لبعضها البعض مكونة مجتمعاتها الصغيرة ذات المشتركات المتعددة ..
فنجد أن العالم مهما تقدم وتأثر بالعولمة
لايزال يتميز بمجتمعاته الصغيرة المغلقة ، وكل مجتمع منهم يشترك مع مجتمعات مختلفة
مكونأ أشكالأ أخرى من المجتمعات ..
لكن دائما ما تتصارع هذه المجتمعات مع بعضها البعض لتثبت كلآ منهما للاخرى صحتها ..
وبداخل مصرنا العزيزة نجد الكثير من المجتمعات
التى تتشابه فى بعض الصفات المصرية العامة بحكم الوطن الواحد وتتميز بخواصها التى
تميزها عن غيرها ، منها مجتمعات : "الإسلاميون ، العربان ، المثقفون ،
النشطاء السياسيون ، الملحدون ، الأناركيون ، .. إلــــخ "وغيرهم الكثيرووون .."
المقصود كل فئه تجمعها عده صفات وتنصل عن غيرها فكريا وثقافياً"
فكل منهم على قدر كونه أحد المكونات الأصيلة
فى المجتمع المصري إلا أنه يمثل مجتمع مستقل بذاته ومختلف عن غيره ، يملك أفكار
ومعتقدات متشابهه ، يرفض النقاش فيها ، ويري أنه الأصح ....
فمثلاً : الإسلاميون فى مصر يمثلون أحد
المجتمعات المغلقة على ذاتها لكنها تملك القدرة على جذب عدد من المواطنين من حين
لأخر نظراً لإستخدامها للعقائد الدينية المتأصلة فى المجتمع المصري ، ورغم تنوع و
تعدد التيارات الفكرية الإسلامية إلا أنهم يجتمعون من حين لأخر تحت عده رايات
ويرفضون أى تمييز ضدهم رغم تمييزهم لأنفسهم عن غيرهم من الطوائف أو الأديان أو أى
فئه أخرى ، يرون أنهم خلفاء الرسل ويد الله فى الارض ، تتميز مجتمعات الإسلاميون
بالشعور بالأمان بحكم العدد والمعتقد ، كذلك تتميز بسهولة الإنتماء إليها ،
إنتمائهم لتيارات سياسية تحمل شعار الإسلام عاده ما يكون من فرط الغرور وحب
السيطره ..
وفى مقابلهم تجد : الملحدون فى مصر تجدهم
مجتمعين ومترابطين مهما إتسعت المساحة المكانية بينهم ، تقاربهم وتوافقهم الفكرى
هو ما صنع مجتمعهم الذى يراه الكثيرون معقداً رغم أنهم يرونه أبسط بكثير وأكثر
علماً وتقدماً من المجتمعات التقليدية ،
إرتباطهم الشبه وثيق ولو لفترات وجيزة هو ناتج من رفض المجتمع لأفكارهم وعلمهم ،
تلك الأفكار التى تتنوع ما بين سياسية وإقتصادية وإجتماعية وعلمية ، لكن الأساس
الذى يجمعهم هو مبدأ "الشك أساس المعرفة "فيجدون فى الشك ملاذاً من
الإعتقادات الغير مقنعة أو غير مثبته علمياً بالنسبة لهم ، إنتمائهم لتيار سياسي
ليبرالي أو يساري يمثل إعتقادهم فى حق المرء فى الحرية أو تأثرهم بالفلسفات
المادية
كذلــك :
المثقفون : تجمعهم الأفكار والأراء
والتحليلات والنقاشات و الندوات ، يفضلون النقاش مع بعضهم البعض ولو كانو ذوى
أفكار متعارضة ومختلفة تماماً لكنهم يفضلونه عن نقاش العامة لأنه يطور من أفكارهم
ويدعم أرائهم عن ذلك الجدال الذى لايجدون منه فائده ، عادة ما يميزهم وسع الأفق
والقدرة على التحليل بالعقل والمنطق و وضع عده إحتمالات ، وما يعيبهم أنهم
لايستطيعون إيصال أفكارهم للعامه فتتكون الفجوة بين الطرفين مما يجعلهم ينغلقون
على أنفسهم مكونين مجتمعهم المغلق والغير قابل للإتساع سوى بالكثير من الجهد
والقراءه والإطلاع ووو ، تختلف إنتمائاتهم السياسية لإختلاف أفكارهم ومعتقداتهم
لكنهم فى النهاية يتميزون بإمكانيه الإستماع للطرف الآخر وإحترام أفكاره
وفى مقابلهم الإرهابيون : تجمعهم أفكار
جهاديه واحده ، يؤمنون بان الحق أحق أن يتبع و يرون أن الحق دائماً متمثل فى
نظرتهم للحياة ، تجمعهم كراهيه المجتمع المحيط و السعى لتغييره ، يشترون وبشده فى
عدم تقبل أى رأى أخر سواء إن كان ناقداً أو حليفاً لهم ، يفرضون سيطرتهم على الأخر
بقوة السلاح كلما أمكن ذلك ، إنتمائاتهم السياسيه غالباً ما تكون بناءاً على أوامر
من قيادات عليا وليست نابعة من عقول مفكرة ، رفض المجتمعات لهم هو سبب لتقوية حبهم
لذاتهم وإعتقادهم فى صحة معتقداتهم ..
الكثير من المجتمعات المغلقة يمكننا الحديث
عنها .. مثل تلك المجتمعات المعادية لحقوق المرأه فواحده تفرض الزواج المبكر على
بناته ، وذلك الذى يجبرهن على الختان ، و أخر يري فيهن سلعة يمكن بيعها لرجال
الأعمال العرب فيزوج بناته أكثر من عشرون مره حتى تتزوج ذلك الأخير ، وأخر وأخر
وأخر..
وتلك المجتمعات المعادية لحقوق الإنسان عامة
فتفرض على الرجل مهنه محدده يمنع من الخروج منها ، وأخرى تفرض عليه زوجه محدده ،
وأخرى ..
وتلك المجتمعات التى تكونت بغير إرادتها فقد
كونها المرض مثل مستعمرات الجزام بالخانكه وغيرها أو كونتها البئية المحيطة مثل
حدود وظروفها المختلفة عن باقى الدول وغيرها.....
إلى أخررة من المجتمعات التى تجد فى الإنغلاق
على نفسها ملاذاً من الجدل و ترتبط ببعضها لدرجه تجعلها قوة كامنه فى ذاتها يمكن
أن تنفجر فى أى لحظة
فهذا الإرتباط الذى جعلها مجتمعات مغلقة لابد
ان يؤخذ بالإعتبار ، فهم قوة وعدد لايستهان به ، وإتصالهم الدائم يمثل بؤره لقوة
مستقبلية مجهولة (مثلما حدث مع جماعة الإخوان المسلمين) خاصة إذا ما إجتمعو فى
منطقة جغرافية واحده أو إزدادت أعدادهم داخل المناطق المختلفة ..
عادة ما يكون رد فعل المجتمع على المجتمعات
المغلقة إما بالرفض والعداء الشديد و رفع راية الحرب عليه أو الإندماج الشديد
وتبنى قضيتهم أشد التبنى ورفض الأراء المناهضة ، أو ما بين هذا وذاك فيكون التعاطف
ومحاولة التغيير البسيط هما السمة الأساسية..
لكن
فى النهاية .. ملخص رسالتى التى أود توثيقها
هنا
أن مصر مليئة بالمجتمعات المغلقه .. تلك
المجتمعات من حقها أن تحصل على حقوقها كامله فى أرضها ، من حقها أن يتم التعامل
معها بصورة أفضل ، وذلك لأنها إن لم تجد لنفسها مكاناً فى وطنها فسيأتى اليوم الذى
ستنفجر فيه وتسبب للأجمعين أشد أنواع القلق والذعر ..
الصراع المتبادل بين تلك المجتمعات لابد أن يكون صراعاً مفيدأ حتى لا يولد إنفجاراً فكريا أو طائفياً أو إجتماعياً أو أيا كان ، فلا بد من أن نحافظ على مجتمعاتنا المغلقة ونطور منها وقبل ذلك نحترمها كى لا نصل لتلك المرحلة..
هناك 4 تعليقات:
التدوينة رائعة جدا و دسمة في الأفكار و التحليل، ربما لن أناقش رؤيتك لبعض التقسيمات أو المجتمعات،و لكني سأصل معك لنقطة النهاية و أطرح معك السؤال،كيف تحصل تلك المجتمعات على حقوقها؟
بداية لا نستطيع أن ندعي أن كل تلك المجتمعات متساوية في النبذ أو التحبيذ،فبعضها ستجديه منبوذ من أغلب المجتمعات المغلقة في المجتمع،وبعضها يقف الأغلبية منه على الحياد،و بعضها يُحبذ البعض وجوده وظهوره،و السؤال هنا يجب أن يكون كيف نوفق بين هذه المجتمعات خاصة أن كلا منها منغلق على نفسه فلا هو في حالة نقاش مع مجتمع ذو توجه فكري اخر و لا هو على إنقتاح و نقاش مع المجتمع الكلي المفتوح للدولة الذي هو ساحة له و لغيره !!
كيف نحول هذا الصراع- كما قلتي- إلى صراع مفيد، او حالة من التكامل بينما لا توجد أهم نقطة ربط تربط بين أي متضادين و هي الإحترام ؟!
أنا كشخص عادي أنتمي للمجتمع الكلي المفتوح قد احترم كل تلك المجتمعات المغلقة،و لكن قد أحتقرهم جميعا لأن الإحترام و التفاهم فيما بينهم معدوم !!
حلوة جدا التدوينة يا مها ومتفق معاكي أوي خصوصا في نهاية المقال
فيه ملحوظة واحدة بس هقولك عليها هناك ^_^
شكرا ع الموضوع
احمد صالح : أشكر تحليلك
التقسيمات كثيره ومعقده جدا ، فتخيل أن فى جنوب الصحراء الشرقيه قبيله مصريه تعتقد بأن جدها الاكبر قد تحول لصخره تتسبب فى موجات الحراره المستمره و لديها لغتها الخاصة بهم والتى لا يفهمها غيرهم وبالطبع لغه غير مكتوبه .. إلخ
أما عن حصول تلك المجموعات على حقوقها ، فلن يحدث إلا حين نعرف هذه التقسيمات أصلا ونؤمن بوجودها وأنها جزء من مجتمعنا
نستطيع تحويل الصراع إلى تكامل عن طريق الإيمان بأحقيه كل من هذه المجتمعات فى مصر ونيلها وترابها
أتفق معك أن الإحترام أهم نقطه لحل مشكله المجتمعات ، والخطوة الأولى لإنفاتحا وحصولها على حقوقها ..
بدأت بنفسي ، وبك فى إحترام جميع المجتمعات المغلقه واتنمى أن ارى احترام معتقدات الغير السمه الاساسيه فى مجتمعاتنا ..
ضياء : شكرا :)
إرسال تعليق