الأربعاء، 8 أغسطس 2012

الأديان المصرية القديمة ..


أثبت التاريخ أن الشعب المصري خاصة والشعوب عامة لا تستطيع الحياة بدون سلطة أكبر منها متمثلة في إلهه وغيرها من المعتقدات التى تطورت عبر الزمن ..
لكن الحقيقة أن المصريون القدامى إستطاعو أن يبتدعو أديانهم بقمة البراعة فكانت لهم خصوصيتهم بعيدأ عن كل المعتقدات فى زمنهم ..
فإستطاعو خلق الآلھة المصریة الأصيلة ذات أسماء مصریة، ولم یذكر لنا التاریخ أن المصریین قد اعتنقوا دیناً وافداً إلى بلادھم من خارجھا ، وعلى قدر إعتزازهم بدينهم إلا أنهم لم یبشروا به خارج أراضیھم قط ، فلم یعرف التاریخ أن مصر–مھما بلغت من قوة ونفوذ دولي –قد أكرھت شعوباً على اتباع عقیدة مصریة أو الإیمان بإله مصري.
وقد أبدى المصریون دوماً تسامحاً دینیاً فیما بینھم في داخل مصر نفسھا، كما أبدوا ذلك التسامح مع آلھة البلدان "المقھورة".
وكان الدین المصري ھو الأساس الذي شُید علیه بنیان المجتمع المصري، فكان الإیمان بحیاة أبدیة [بعد الموت ] یرتبط بالإیمان بمبدأ الحساب بما یتبعه من ثواب وعقاب، ھو أیضاً إیمان بمبدأ العدل الذي یمثله میزان "ماعت"، أي الحق والعدل والنظام، مباديء ثلاثة عظیمة جمعھا المصري في ھذه الكلمة الواحدة : ماعت
الماعت نظام حق عادل شمل الحیاة كلھا، الأولى والثانیة، ولم یقتصر فقط على العالم الأخر، فمیزان الماعت كان یزن أعمال الناس في الدنیا، ومن خلال ذلك یتحدد مصیر الإنسان في الحیاة الأبدیة. فكان على المصري الساعي إلى نعیم الأبدیة أن یلتزم بقوانین الماعت في الحیاة الدنیا، كما جاء في النص المصري [القدیم ] الذي یحث المرء على أن یكون : "رقیق الطباع في معاملته للناس، مستیقم السلوك، قویم الأخلاق، یحب الماعت ویكره الشر".
وكانت قوانین الماعت ملزمة للجمیع، من المواطنین البسطاء الذین لایملكون مالاً ولا نفوذا ، إلى رأس السلطة في الدولة المصریة، فكان على أعتى ملوك مصر أن یتبرأ أمام میزان الماعت في محكمة الأخرة من آثام لم یرتكبھا من كذب، أو سرقة وقتل وزنا، أو إلحاق الأذى بأرملة لا أحد لها، أو رضیع ضعیف، أو حتى تلویث میاه النیل، ویتم ذلك في حضور مندوبین عن جمیع أرجاء مصر.
وكان قانون الماعت ھو أیضاً القانون الذي یحكم به قضاة مصر، الذین كانوا لایلتزمون فقط بنصوص القانون ؛ بل كان علیھم أیضاً حمایة الضعفاء من ظلم الظالمین.
وقد احتفظت لنا البردیات وجدران المقابر و الأھرام والتوابیت بنصوص دینیة رفیعة المستوى.
ولم تكن النصوص الأدبیة [الدنیویة ] تقل بحال من الأحوال عن النصوص الدینیة، فقد كانت الأعمال الأدبیة أیضاً وعاءً فكریاً شمل أسس الأخلاق العامة.
وقد "بُني معظم الأدب المصري سواءً كان مقدساً أو دنیویاً على الأخلاق وتعلیم الأخلاق"، كما جاء في معجم الحضارة المصریة القدیمة.

ومن هنا أصبحت الأديان المصرية القديمة رمزاً للعداله والنقاء والأخلاق والمساواة وغيرها من المفاهيم الإنسانية المثالية الرائعة التى تناقلتها الأجيال عبر الروايات والأدب والبرديات والمراسلات وغيرها ...

 واليوم من حقنا أن نفخر بهذه الحضارة العريقة التى مجدت نفسها بنفسها 
من حقنا أن نرفض هدم أثار جدودنا بحجة أنها ضد الإسلام أو غيره
فهؤلاء الجدود هم من إبتكرو معنى الأخلاق والعدالة والمساواة 
إبتكرو ما لم تستطيعو تقليده
 هم من إبتكروا ديناً يرفض العنف ، ورفضو أدياناً تولد العنف

من حقنا أن نرفض ونعادى كل من يعمل على هدم حضارتنا ،،


ليست هناك تعليقات:

Translate

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...