يعتقد البعض أن الأعياد
هى موسم التحرش الرسمي فى بلادى ..
إلا أنه وللأسف
أصبح التحرش هو الشيئ الوحيد الذى يتكرر يومياً بلا توقف وبلا حساب أو عقاب ..
فحالات التحرش لم تترك مكاناً إلا و وصلت له (حتى المستشفبات والمصانع والمظاهرات
.. وكل مكان تذهب له المرأة لهدف ما ) ..
أتذكر تلك الدقائق
التى تلت تنحى مبارك ، وبعد 18 يوماً من الأمان ، ازدحم الميدان سريعاً وتعالت
الهتافات وتعالت معها تيمة التحرش بهمجية شديدة لم أعهدها قبلاً ، حتى مسيرة
مناهضه التحرش لم تسلم من التحرش ربما لأن التحرش يُستخدم فى بلادى سياسياً لضرب
الحركة النسويه فى بلادنا العربية ، ولكن إن صح ذلك فهى جريمة شنعاء ، في حق بلادى
وبنت بلادى ..
فالتحرش في بلادى ليس بالميدان فقط ، التحرش فى كل مكان ، لا توجد
فتاه فى مصر لم تتعرض للتحرش ولم تتأذى نفسياً بسببه ولم تكره خروجها للشارع يوماً
إلا بسببه ..
ورغم محاولات
الإصلاح المتعددة ، و مع تعاون بعض الشباب والمبادرات مع أجهزة الأمن وإدارة
المترو وغيره ، وقيامهم بنشر ملصقات تناهض التحرش وتدعو الآخرين لمواجهه أى حاله
تحرش فى الشوارع أو المواصلات إلا أنها قد بائت بالفشل مراراً (ولو جزئياً)..
فاليوم (أول أيام العيد) وبالرغم من وجود مبادرة ''
إمسك متحرش فى العيد'' و''بنات مصر خط أحمر" وغيرها ، وإنتشار أكثر من 40
متطوع بمحطات المترو المزدحمة إلا أن ذلك كله لم يعفى الفتايات من التحرش بهن ..
ورغم قيام
المتطوعين بعملية حصر للأماكن التى ينتشر بها التحرش والتى شملت مناطق كورنيش النيل خاصة المنطقة المواجهة لمبنى
التليفزيون وحتى كوبري 15 مايو ، وسط البلد بشارع طلعت حرب و26 يوليو ، المهندسين
، مدينة نصر، مصر الجديدة ، والمقطم .. ورغم كثرة عدد بلاغات التحرش المقدمة في
الاقسام التابع لها تلك المناطق إلا أنه لا يوجد أى تحرك من المسئولين ، ولا توجد
أى إحصائيات رسمية تثبت نسب التحرش في بلادى ..
بإستثناء دراسة أعدها المركز المصري لحقوق المرأة لعالم
2008 اظهرت ان 83% من جمهور البحث من المصريات تعرضن للتحرش الجنسي بدءاً من
التصفير والمعاكسات الكلامية (67.9%)، مروراً بالنظرة السيئة الفاحصة لأجسادهن
(46.6%)، ثم اللمس غير اللائق لأجسادهن (40.0%)، والتلفظ بألفاظ ذات معني جنسي
(30.2%)، والملاحقة والتتبع (22.8%)، المعاكسات التليفونية وصولاً إلي كشف المتحرش
لبعض أعضاء جسده (10.9%) , الدراسة منذ حوالي 4 سنوات لذا النسبة تزداد ..
وبشده..
وكيف لا تزداد ؟؟!!
فالتحرش في بلادى لا يلام عليه إلا
الضحية ، بسبب عادات وتقاليد تضطهد المراه ، رسمت فى عقل الفتاه أنها مجرد
"بنبونايه " مركونه على رف تنتظر من يأخذها ويفتحها ويتلذذ بها .. و
صورت للرجل أن الفتاه مجرد قطعه حلوى لا
شيئ بيدها تستسلم لكل ذبابة تدور حولها ... لم تصور لهم أبداً أن هذا التحرش هو
تعدى على حقوق الغير و إعتداء على إنسانية الفتاه ، لم تصور للفتاه حقها في
الاعتراض ..
التحرش في بلادى لا يجد من يوقفه ،
لا يفرق بين محتشمه ومتبرجه ، غنيه و فقيره ،لايفرق بين أنثي وأنثي ، فلا تستطيع
الآنثي الشكوى ولا الذكور من حولها مساندتها ، فيصبحون مجرد أداه بيد المتحرش
للتستر على جريمته ..
التحرش في بلادى .. قضية تحتاج
الكثير .. تحتاج قوانين صارمة ، وتنفيذ حاد ، و وعى مجتمعى ، و.. ثورة على المجتمع
الذكورى ..
وعى يجعل ممن يطالب بحقوق المرأة
شخصاً مؤمناً بالقضيه وليس .. بجسدها ..
هناك 8 تعليقات:
لكي الله يامصر
ولكم الله يابنات مصر
ده مرض مجتمعى لن يشفىالا بشفاء المجتمع كله من الجهل والكبت
ولو حتى عملنا قرود المشكلة ما هتتحل
واحد جاهل متوقعة ان ادواته تبقى ايه اذا خحب يفرفش شوية او حتى يحتج او يعترض؟
ولو حتى عملنا قرود المشكلة ما هتتحل
واحد جاهل متوقعة ان ادواته تبقى ايه اذا خحب يفرفش شوية او حتى يحتج او يعترض؟
مرض اجتماعي جديد بينضاف لأمراضنا الاجتماعية الكتيرة..
بداية التحرش وأسباب ظهوره وانتشاره محتاج دراسة فعلا
متفق معاكي في استخدام التحرش سياسيا لإرهاب المرأة وتهديدها بعدم المشاركة والنزول في المظاهرات والمسيرات وغيره
الموضوع مغقد و اكبر من انه مشكلة عادات خاطئة موروثة ، لان التحرش مكنش موجود زمان زى دلوقتى بالرغم من ان الناس زمان مكنتش نظرتهم للمرأة بتختلف كتير عن دلوقتى ,,,
اعتقد ان الظاهرة دى زادت لما اصبحت حياة جزء كبير جدا من المصريين غير كريمة من عشوائيات و فقر و جوع و مرض و تشرد و جهل و ... و .... فالظروف دى مش ملائمة لحياة انسان و بالتالى منهم اللى فقد انسانيته و فى الاخر المجتمع شافه فى صورة متحرش او بلطجى او ... او ...
التحرش في مصر أهم أسباب أنتشاره زي ما ذكرها المعلقين قبلي الجهل و أنتشار الفقر ، زمان ماكنش الحجاب منتشر زي النهارده و مع ذلك ما كنش فيه ظاهرة تحرش لان المجتمع كان مستقر و عنده أحساس بالأمان ، النهارده سماته الاساسية اتغيرت و بقى أكثر حدة و عنف بسبب الأزمات الاقتصادية المستمرة ...
الحل مش التوعية فقط ، لكن أساس الحل بيكمن في كلمة واحدة ... "الأمان"
حلم بيعافر : عندك حق ، مشكلتنا فى جهلنا وفقرنا .. وطول ما سياسات التفقير موجوده مشكلات مجتمعنا عمرها ما هتتحل
ضياء : هو للاسف مرض مش جديد ، فى جمعيات غير حكوميه عامله دراسات كتير ، لكن المشكله انه لا يعتد بيها ، ولا توجد خطة من الحكومة لحل المشكله
عمرو : نفسي زيك اشوف بلدى فيها الحد الآدنى من الحياه الكريمه والإنسان يفهم إنه إنسان
عمرو عمر : الأمان لوحده مشكله عويصه محتاجه عوامل كتير جدا ، وطبعا منها الدوله ..
مش عارفه فى إيدنا إيه نعمله أكتر من إظهار المشكلات وعمل الدراسات اللازمه ، لكن أتمنى إن حكومتنا تشوف شغلها فعلاً ..
شكرا لتعليقكم
إرسال تعليق