فى الميزان يوضع كل شيئ ليقاس مدى ثقله و مساواته لكتله الميزان و التى تمثل وجهه النظر الأخرى
فى هذه التدوينه سنضع " عقائد ما بعد الموت " فى الميزان لنشاهد مدى تطور الوعى البشري فى عقائد ما بعد الموت برؤي الاديان المختلفه ،،
بقلم / كامل على (أجزاء من مقالاته فى موقع الحوار المتمدن) لقرائه النص الأصلى من هنا
ثمّ يمثل عاريا امام اريشكيجال وبطانتها السبع، وهم كبار آلهة العالم الاسفل لتقرير مصيره ومكانه ووضعه العام في عالم الاموات.
مراحل تطوّر عقائد ما بعد الموت في التوراّة
المرحلة الاولى:
تميّزت هذه المرحلة بالسكوت المطبق عن عالم ما بعد الموت وبالتلميح البعيد عن العالم الاسفل لا تُعرف ماهيته ولا احوال العيش فيه، وقد كانت هذه المرحلة ضرورية اذا اخذنا بنظر الاعتبار انّ دين موسى في بدايته كان استمرارا للتوحيد الاخناتوني وردّة فعل على الديانة الامونية الرسمية التي محت ذكر (آتون) وأضطهدت عابديه وهدمت هياكل عبادته. ولمّا كانت الحياة الآخرة تلعب دورا كبيرا في الديانة ألآتونية، كان لابد من الغاء فكرة هذه الحياة الآخرة في الديانة الجديدة التي تصارع جاهدة للفوز بقلوب الناس وانتزاعهم من سيطرة اوزوريس اله العالم الاسفل(ألمصري) وافضل طريقة لتحقيق هذه الغاية هي الغاء العالم الاسفل من اساسه واقتلاع فكرته جذريا. وهكذا كان.
المرحلة الثانية:
مع محاولات الاستقرار في الارض الجديدة كادت الديانة الموسوية التوحيدية الاولى تُنسى مع زوال الجيل الاول الذي عاصر موسى وأخذ عنه قبس التوحيد. وتحوّل (آتون) بالتدريج الى (يهوه) الها وثنيا دونما وثن، وتسربت للدين معتقدات الفلسطينيين والكنعانيين والآراميين، وبدأت فكرة العالم الاسفل بالتوضح اكثر فاكثر لتأخذ شكلا قريبا من مغتقدات السوريين والبابليين.
المرحلة ألثالثة:
احتك المسبيون اليهود اثناء السبي الطويل في بابل على يد نبوخذنصّر بالديانة الزرداشتية- عند جيرانهم الفرس- التي تؤكّد على الحياة الآخرة تأكيدا مطلقا. يوضّح اللاهوت الزرداشتي بكل دقّة وتفصيل حياة العالم الآخر.
فبعد الانتصار النهائي (لاهورامزدا) الاله الممثل للقوى الخيّرة والضياء والنظام على( أهريمان) الاله الممثل لقوى الشر والظلام والفوضى. يتوّج أهورامزدا الها واحدا احدا مطلقا على الاكوان وتبعث الاموات من مرقدها الى يوم الحساب فيوضع امام كل انسان ميزانه الذي يوزن حسناته وسيئاته، فمن زادت حسناته فالى نعيم دائم ومن كثرت سيئاته فإلى جحيم مقيم.
وهكذا وبدافع التأثيرات الفارسية أخذت فكرة الثواب والعقاب بالظهور في التوراة ولكن بشكل غامض. وبقيت هذه الفكرة موضع اخذ ورد ومناقشات بين اللاهوتيين حتى مولد المسيح دون ان يتم التوّصل لرأي قاطع فيها.
العقائد الزرداشية
يوضّح اللاهوت الزرداشتي بكل دقّة وتفصيل حياة العالم الآخر.
فبعد الانتصار النهائي (لاهورامزدا) الاله الممثل للقوى الخيّرة والضياء والنظام على( أهريمان) الاله الممثل لقوى الشر والظلام والفوضى. يتوّج أهورامزدا الها واحدا احدا مطلقا على الاكوان وتبعث الاموات من مرقدها الى يوم الحساب فيوضع امام كل انسان ميزانه الذي يوزن حسناته وسيئاته، فمن زادت حسناته فالى نعيم دائم ومن كثرت سيئاته فإلى جحيم مقيم.
فمن رجحت كفة خيره كان مآله الفردوس، ومن رجحت كفة شره كان مثواه هاوية الجحيم. بعد ذلك تتجه الروح لتعبر صراط المصير، وهو عبارة عن جسر يتسع أمام الروح الطيبة، فتسير الهوينى فوقه إلى الجهة الأخرى نحو بوابة الفردوس، ولكنه يضيق أمام الروح الخبيثة، فتتعثر وتسقط لتتلقَّفها نار جهنم. هناك أنغرا مانيو نفسه يسوم المذنبين سوء العذاب. أما من تساوت سيئاته وحسناته فيعبر الصراط إلى مكان وسط بين النعيم والجحيم،هذا وتقدِّم شروح اللاهوتيين الزرادشتيين مزيداً من التفاصيل حول هذه القيامة الفردية. فبعد أن يوارى الميتُ مثواه الأخير تمكث روحه عند رأسه ثلاث ليال تتأمل في حسناتها وسيئاتها. وخلال ذلك يزورها ملائكة الرحمة إن كانت من الصالحين، أو شياطين العذاب إن كانت من الكافرين، فيسومونها سوء العذاب ( في ألمعتقد الإسلامي يزور ألميّت في ألقبر ملكان هما منكر ونكير لإمتحان ألميّت). وفي اليوم الرابع تُساق الروح إلى جلسة الحساب(في ألمعتقد الإسلامي يكون ألحساب في يوم ألقيامة وليس بعد أربعة ايام من ألوفاة).
ففي العقيدة الاسلامية كما في الزرداشتية، تبعث الاموات من مرقدها الى يوم الحساب فيوضع امام كل انسان ميزانه الذي يوزن حسناته وسيئاته، فمن زادت حسناته فالى نعيم دائم ومن كثرت سيئاته الى جحيم مقيم.
نستطيع تقسيم المراحل التي يمر بها الميّت في العقيدة الاسلامية الى ثلاثة مراحل:
المرحلة الاولى:
تبدأ بعد دفن الميّت حيث يأتيه ملكان ويسألونه بلسان عربي فصيح من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ وما كتابك؟
إن استطاع الميّت الاجابة على جميع هذه الاسئلة بصورة صحيحة فيتّسع قبره ويصبح كروضة من رياض ألجنّة، وإن فشل في ألإجابة فيعذّب من قبل الملكين ( منكر ونكير) عذابا شديدا يشيب من هوله الولدان.
ألمرحلة ألثانية:
تبدأ بعد نفخ ألصور فتقوم ألقيامة وتبدأ المحاكمة فيشهد على ألإنسان أعضاء جسمه فمن أوتي كتابه بيمينه فقد أفلح ويجازى بألجنّة، ومن أوتي كتابه بشماله فيكون مصيره إلى جهنّم خالدا فيها
ألمرحلة ألثالثة:
وفيها يستقر فيها الفائزون في جنّة عرضها السموات والأرض، والخاسرون يُساقون ألى جهنم خالدين فيها ابدا.
ففي ألجنّة حدائق وفاكهة من جمييع الأنواع ولحم طير، وأنهار من خمر ولبن وعسل وحوريات أثداءهن كواعب وتكون الحوريات في ألجنة متماثلة في ألاعمار كما يوعَد ألمؤمِن بألخدمة مِنْ قِبل غلمان ذو حُسن وجمال فائق و أنّ ألطعام لاينفذ وألظلال دائمة في ألجنّة
وفى الجحيم فإنَّ ألعذاب وألرعب في جهنّم ألموصوف في ألقرآن يرتجف من هوله ألقلوب هلعا
بعد هذا ألإستعراض لعقائد ما بعد ألموت لحاضارات وادي ألرافدين ( السومرية والبابلية والآشورية)، وعقائد ألدين ألزرداشتي وألأديان ألإبراهيمية ألثلاث ( اليهودية والمسيحية وألإسلام ) نجد بأنّ هناك تطوّر متسلسل في عقائد ما بعد ألموت ونظرة ألإنسان إلى ألعالم ألعلوي وألعالم ألأسفل. هنالك تشابه ملحوظ بين الحضارات ألرافدينية ألثلاث في هذا المجال، فألرافدينيون لم يؤمنوا بوجود ألثواب والعقاب في ألعالم ألأسفل فهناك يتساوى ألصالح والطالح ولكن مع وجود بعض ألفروقات في ألموقع والمعاملة حسب موقع ألميّت في ألحياة فألملوك مثلا لهم أماكن خاصة في ألجحيم ألرافديني، ولكنّ ألجميع في ألعالم ألأسفل يكونون في حالة شبحية.
لا يوجد في عقائد ما بعد الموت ألرافديني ثنائية ألجنّة وألجحيم، ولا ثنائية ألثواب وألعقاب،
عقائد ما بعد الموت والعالم الاخر في التوراة هي امتداد لعقائد السومريين والبابليين. فعالم الموتى هو عالم سفلي تذهب اليه ارواح الموتى جميعا دون تمييز.فنجد فيه القديسين والناس العاديين معا. وليست عملية الموت الّا مرحلة تقود الفرد من حالة الى اخرى من احوال الوجود، عن طريق مفارقة الروح للجسد.
في مسيرة المسيحية الاولى في القرون الثلاث بعد الميلاد، حيث ارتبطت بكونها فرقة يهودية جديدة، تخبّط الفكر اللاهوتي قبل ان يتوصل لقرار حاسم في البعث وخلود الروح وشمولية الثواب والعقاب، فكانت فكرة خلود الروح تقتصر على المؤمنين الذين اتّحدوا بالمسيح فأعطيت لهم به الحياة، شأنها في ذلك شأن ديانات الاسرار التي كانت شائعة في الامبراطورية الرومانية في تلك الآونة كالاورفية وغيرها، حيث كان الالتصاق بمخلّص هو (ديونيسيوس أوغيره) شرط للخلاص وللحياة الجديدة.
وأخيرا فإنّ عقائد ما بعد الموت في الدين الاسلامي وصلت إلى مرحلة ألنضج بتأثير العقائد الزرداشتية و التاثيرات المسيحية فظهرت العقائد بصورة أوضح وبتفاصيل مضافة عجيبة عليها، كعقيدة عذاب ألقبر ومرحلة البرزخ، وكذلك عقيدة الثواب الذي ينتظر المؤمنين الصالحين في الجنّة والعقاب الذي ينتظر الكفار الطالحين في الجحيم.
فى هذه التدوينه سنضع " عقائد ما بعد الموت " فى الميزان لنشاهد مدى تطور الوعى البشري فى عقائد ما بعد الموت برؤي الاديان المختلفه ،،
بقلم / كامل على (أجزاء من مقالاته فى موقع الحوار المتمدن) لقرائه النص الأصلى من هنا
الاساطير السومريه :-
عالم الموتى حسب الاساطير السومرية عالم حصين خلف سبعة جدران عالية وسبع بوابات حصينة عليها حراس شداد غلاظ، وعندما يقترب القادم من البوابة الاولى، يعلن البواب اسمه ليسمعه اريشكيجال( إله العالم السفلي )، ثم يقاد عبر البوابات السبع، وعند كل بوابة يتخلى عن شيء من متاعه وملبسه وزينته وفق القوانين الموضوعة لذلك العالم.ثمّ يمثل عاريا امام اريشكيجال وبطانتها السبع، وهم كبار آلهة العالم الاسفل لتقرير مصيره ومكانه ووضعه العام في عالم الاموات.
الاساطير البابلية والاشورية:-
إنّ تصوّر البابليين والاشوريين للعالم السفلي هو امتداد للتصوّر السومري، يتصرون فيها الالهه مرعبه ومخيفه واشهر اساطيرهم هى اسطورة ابليس البابلي أو (نرجاال) و (اريشكيجال)والتى تشابه في القرآن ّ قصة تمرد ابليس على الله ورفضه السجود لآدم بحجة افضليته عليه لانّه مخلوق من نار الذي هو اسمى من الطين الذي خُلق منه آدم حسب ادّعاء ابليس.
العقائد التوراتيه :-
عقائد الموت والعالم الاخر في التوراة هى امتداد لعقائد السومريين والبابليين. فعالم الموتى هو عالم سفلي تذهب اليه ارواح الموتى جميعا دون تمييز. فنجد فيه القديسين والناس العاديين معا. وليست عملية الموت الّا مرحلة تقود الفرد من حالة الى اخرى من احوال الوجود، عن طريق مفارقة الروح للجسد.
انّ الارواح تكون متساوية في مصيرها كما هو الامر في ثقافة وادي الرافدين: فلا بعث هناك ولا حساب ولا ثواب ولا عقاب، وجزاء الصلاح في العقيدة اليهودية ليس في الدار الآخرة بل فى الحياة. والرب يمد في عمر الصالح ويزهق روح الطالح، تماما كما هو الامر في الفكر الديني البابلي ، أي أنّ موت الاتقياء المبكّر هو تخليص لهم من الكوارث وشرور قادمة قد تصيبهم،
التوراة تصوّر الدار الآخرة كما تصوّرها اساطير حضارة الرافدين فهي عالم اسفل يقع تحت عالمنا هذا.مراحل تطوّر عقائد ما بعد الموت في التوراّة
المرحلة الاولى:
تميّزت هذه المرحلة بالسكوت المطبق عن عالم ما بعد الموت وبالتلميح البعيد عن العالم الاسفل لا تُعرف ماهيته ولا احوال العيش فيه، وقد كانت هذه المرحلة ضرورية اذا اخذنا بنظر الاعتبار انّ دين موسى في بدايته كان استمرارا للتوحيد الاخناتوني وردّة فعل على الديانة الامونية الرسمية التي محت ذكر (آتون) وأضطهدت عابديه وهدمت هياكل عبادته. ولمّا كانت الحياة الآخرة تلعب دورا كبيرا في الديانة ألآتونية، كان لابد من الغاء فكرة هذه الحياة الآخرة في الديانة الجديدة التي تصارع جاهدة للفوز بقلوب الناس وانتزاعهم من سيطرة اوزوريس اله العالم الاسفل(ألمصري) وافضل طريقة لتحقيق هذه الغاية هي الغاء العالم الاسفل من اساسه واقتلاع فكرته جذريا. وهكذا كان.
المرحلة الثانية:
مع محاولات الاستقرار في الارض الجديدة كادت الديانة الموسوية التوحيدية الاولى تُنسى مع زوال الجيل الاول الذي عاصر موسى وأخذ عنه قبس التوحيد. وتحوّل (آتون) بالتدريج الى (يهوه) الها وثنيا دونما وثن، وتسربت للدين معتقدات الفلسطينيين والكنعانيين والآراميين، وبدأت فكرة العالم الاسفل بالتوضح اكثر فاكثر لتأخذ شكلا قريبا من مغتقدات السوريين والبابليين.
المرحلة ألثالثة:
احتك المسبيون اليهود اثناء السبي الطويل في بابل على يد نبوخذنصّر بالديانة الزرداشتية- عند جيرانهم الفرس- التي تؤكّد على الحياة الآخرة تأكيدا مطلقا. يوضّح اللاهوت الزرداشتي بكل دقّة وتفصيل حياة العالم الآخر.
فبعد الانتصار النهائي (لاهورامزدا) الاله الممثل للقوى الخيّرة والضياء والنظام على( أهريمان) الاله الممثل لقوى الشر والظلام والفوضى. يتوّج أهورامزدا الها واحدا احدا مطلقا على الاكوان وتبعث الاموات من مرقدها الى يوم الحساب فيوضع امام كل انسان ميزانه الذي يوزن حسناته وسيئاته، فمن زادت حسناته فالى نعيم دائم ومن كثرت سيئاته فإلى جحيم مقيم.
وهكذا وبدافع التأثيرات الفارسية أخذت فكرة الثواب والعقاب بالظهور في التوراة ولكن بشكل غامض. وبقيت هذه الفكرة موضع اخذ ورد ومناقشات بين اللاهوتيين حتى مولد المسيح دون ان يتم التوّصل لرأي قاطع فيها.
العقائد الزرداشية
عقائد ما بعد الموت الزرداشتية احدثت انقلابا فكريا في المعتقدات الدينية ونلاحظ تأثيراته في الديانات الابراهيمية (اليهودية والمسيحية والاسلام)، فلأول مرة يتعرّف الفكر الانساني على مبدأ الثواب والعقاب في ألآخرة، ويُمكن تقسيم عقائد ما بعد الموت الى ما قبل الزرداشتية والى ما بعد الزرداشتية.
يوضّح اللاهوت الزرداشتي بكل دقّة وتفصيل حياة العالم الآخر.فبعد الانتصار النهائي (لاهورامزدا) الاله الممثل للقوى الخيّرة والضياء والنظام على( أهريمان) الاله الممثل لقوى الشر والظلام والفوضى. يتوّج أهورامزدا الها واحدا احدا مطلقا على الاكوان وتبعث الاموات من مرقدها الى يوم الحساب فيوضع امام كل انسان ميزانه الذي يوزن حسناته وسيئاته، فمن زادت حسناته فالى نعيم دائم ومن كثرت سيئاته فإلى جحيم مقيم.
فمن رجحت كفة خيره كان مآله الفردوس، ومن رجحت كفة شره كان مثواه هاوية الجحيم. بعد ذلك تتجه الروح لتعبر صراط المصير، وهو عبارة عن جسر يتسع أمام الروح الطيبة، فتسير الهوينى فوقه إلى الجهة الأخرى نحو بوابة الفردوس، ولكنه يضيق أمام الروح الخبيثة، فتتعثر وتسقط لتتلقَّفها نار جهنم. هناك أنغرا مانيو نفسه يسوم المذنبين سوء العذاب. أما من تساوت سيئاته وحسناته فيعبر الصراط إلى مكان وسط بين النعيم والجحيم،هذا وتقدِّم شروح اللاهوتيين الزرادشتيين مزيداً من التفاصيل حول هذه القيامة الفردية. فبعد أن يوارى الميتُ مثواه الأخير تمكث روحه عند رأسه ثلاث ليال تتأمل في حسناتها وسيئاتها. وخلال ذلك يزورها ملائكة الرحمة إن كانت من الصالحين، أو شياطين العذاب إن كانت من الكافرين، فيسومونها سوء العذاب ( في ألمعتقد الإسلامي يزور ألميّت في ألقبر ملكان هما منكر ونكير لإمتحان ألميّت). وفي اليوم الرابع تُساق الروح إلى جلسة الحساب(في ألمعتقد الإسلامي يكون ألحساب في يوم ألقيامة وليس بعد أربعة ايام من ألوفاة).
العقائد المسيحية:
في مسيرة المسيحية الاولى في القرون الثلاث بعد الميلادارتبطت بكونها فرقة يهودية جديدة، تخبّط الفكر اللاهوتي قبل ان يتوصل لقرار حاسم في البعث وخلود الروح وشمولية الثواب والعقاب، فكانت فكرة خلود الروح تقتصر على المؤمنين الذين اتّحدوا بالمسيح فأعطيت لهم به الحياة، شأنها في ذلك شأن ديانات الاسرار التي كانت شائعة في الامبراطورية الرومانية في تلك الآونة كالاورفية وغيرها، حيث كان الالتصاق بمخلّص هو (ديونيسيوس أوغيره) شرط للخلاص وللحياة الجديدة . التقت المسيحية ايضا في كثير من طقوسها بطقوس الديانات البعلية السابقة عليها كطقس المعمودية بالماء الشائع لدى معظم ديانات الاسرار والذي كان يقصد الى تجديد الفرد وغسل ماضيه لادخاله في النحلة الجديدة، وطقس القربان المقدّس الذي يقصد الى الاتحاد بالاله عن طريق اكل جسده وشرب دمه رمزيا المشابهة لطقوس الديانة الديونوسيسية.العقائد الاسلاميه
فعند دراستنا لعقائد ما بعد الموت في الدين الاسلامي نجد بأنّها تأثرت بشكل أساسي بالعقائد الزرداشتية كعقيدة عذاب ألقبر ومرحلة البرزخ التي هي مرحلة وسطى بين القبر ويوم القيامة، وكذلك عقيدة الثواب الذي ينتظر المؤمنين الصالحين في الجنّة والعقاب الذي ينتظر الكفار الطالحين في الجحيم، كما لا يُنكر التاثيرات المسيحية على عقائد ما بعد الموت الاسلامية فيما يتعلق بالجنّة والجحيم والتي بدورها كانت متأثرة بالمعتقدات الزرداشتية.ففي العقيدة الاسلامية كما في الزرداشتية، تبعث الاموات من مرقدها الى يوم الحساب فيوضع امام كل انسان ميزانه الذي يوزن حسناته وسيئاته، فمن زادت حسناته فالى نعيم دائم ومن كثرت سيئاته الى جحيم مقيم.
نستطيع تقسيم المراحل التي يمر بها الميّت في العقيدة الاسلامية الى ثلاثة مراحل:
المرحلة الاولى:
تبدأ بعد دفن الميّت حيث يأتيه ملكان ويسألونه بلسان عربي فصيح من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ وما كتابك؟
إن استطاع الميّت الاجابة على جميع هذه الاسئلة بصورة صحيحة فيتّسع قبره ويصبح كروضة من رياض ألجنّة، وإن فشل في ألإجابة فيعذّب من قبل الملكين ( منكر ونكير) عذابا شديدا يشيب من هوله الولدان.
ألمرحلة ألثانية:
تبدأ بعد نفخ ألصور فتقوم ألقيامة وتبدأ المحاكمة فيشهد على ألإنسان أعضاء جسمه فمن أوتي كتابه بيمينه فقد أفلح ويجازى بألجنّة، ومن أوتي كتابه بشماله فيكون مصيره إلى جهنّم خالدا فيها
ألمرحلة ألثالثة:
وفيها يستقر فيها الفائزون في جنّة عرضها السموات والأرض، والخاسرون يُساقون ألى جهنم خالدين فيها ابدا.
ففي ألجنّة حدائق وفاكهة من جمييع الأنواع ولحم طير، وأنهار من خمر ولبن وعسل وحوريات أثداءهن كواعب وتكون الحوريات في ألجنة متماثلة في ألاعمار كما يوعَد ألمؤمِن بألخدمة مِنْ قِبل غلمان ذو حُسن وجمال فائق و أنّ ألطعام لاينفذ وألظلال دائمة في ألجنّة
وفى الجحيم فإنَّ ألعذاب وألرعب في جهنّم ألموصوف في ألقرآن يرتجف من هوله ألقلوب هلعا
ملخص الامر
بعد هذا ألإستعراض لعقائد ما بعد ألموت لحاضارات وادي ألرافدين ( السومرية والبابلية والآشورية)، وعقائد ألدين ألزرداشتي وألأديان ألإبراهيمية ألثلاث ( اليهودية والمسيحية وألإسلام ) نجد بأنّ هناك تطوّر متسلسل في عقائد ما بعد ألموت ونظرة ألإنسان إلى ألعالم ألعلوي وألعالم ألأسفل. هنالك تشابه ملحوظ بين الحضارات ألرافدينية ألثلاث في هذا المجال، فألرافدينيون لم يؤمنوا بوجود ألثواب والعقاب في ألعالم ألأسفل فهناك يتساوى ألصالح والطالح ولكن مع وجود بعض ألفروقات في ألموقع والمعاملة حسب موقع ألميّت في ألحياة فألملوك مثلا لهم أماكن خاصة في ألجحيم ألرافديني، ولكنّ ألجميع في ألعالم ألأسفل يكونون في حالة شبحية.
لا يوجد في عقائد ما بعد الموت ألرافديني ثنائية ألجنّة وألجحيم، ولا ثنائية ألثواب وألعقاب،
عقائد ما بعد الموت والعالم الاخر في التوراة هي امتداد لعقائد السومريين والبابليين. فعالم الموتى هو عالم سفلي تذهب اليه ارواح الموتى جميعا دون تمييز.فنجد فيه القديسين والناس العاديين معا. وليست عملية الموت الّا مرحلة تقود الفرد من حالة الى اخرى من احوال الوجود، عن طريق مفارقة الروح للجسد.
في مسيرة المسيحية الاولى في القرون الثلاث بعد الميلاد، حيث ارتبطت بكونها فرقة يهودية جديدة، تخبّط الفكر اللاهوتي قبل ان يتوصل لقرار حاسم في البعث وخلود الروح وشمولية الثواب والعقاب، فكانت فكرة خلود الروح تقتصر على المؤمنين الذين اتّحدوا بالمسيح فأعطيت لهم به الحياة، شأنها في ذلك شأن ديانات الاسرار التي كانت شائعة في الامبراطورية الرومانية في تلك الآونة كالاورفية وغيرها، حيث كان الالتصاق بمخلّص هو (ديونيسيوس أوغيره) شرط للخلاص وللحياة الجديدة.
وأخيرا فإنّ عقائد ما بعد الموت في الدين الاسلامي وصلت إلى مرحلة ألنضج بتأثير العقائد الزرداشتية و التاثيرات المسيحية فظهرت العقائد بصورة أوضح وبتفاصيل مضافة عجيبة عليها، كعقيدة عذاب ألقبر ومرحلة البرزخ، وكذلك عقيدة الثواب الذي ينتظر المؤمنين الصالحين في الجنّة والعقاب الذي ينتظر الكفار الطالحين في الجحيم.
إن دين ألإنسان بدأ بعبادة ألأنثى (ألأم ألكبرى) في ألعصر ألبيالوتي( قبل ميلاد المسيح بعشرة آلاف سنة) فكانت هي رمز ألخصب وألعطاء وألذي أرتبط في خيال الإنسان ألقديم بعطاء ألأرض بعد أكتشاف ألإنسان الزراعة وإنشائه ألقرى ألزراعية، ولكن بعد أنشائه ألمدن ألحضرية وألدولة وحكم ألمجتمعات ألحضرية من قبل ألملوك قام ألذكور بإنقلاب على ألأديان ألأمومية، فظهرت إلى ألوجود الآلهة ألذكور وألأديان ألذكورية كأليهودية وربيبتها ألإسلام.