لماذا العودة للميدان مجدداً ؟
هل حققت الثورة المصرية التي تحدث العالم كله عنها مطالبها العادلة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ؟
هل شعر المواطن المصري البسيط بفوائد الثورة وتأثيرها عليه وعلي أسرته أم انه يراها في التليفزيون فقط وفي الأغنية الوطنية المختلفة ؟
هل استطاعت القوي الوطنية في مصر استيعاب الأغلبية الصامتة واحتواءها داخلها علي مختلف توجهاتها وأيدلوجياتها السياسية أم أنها اكتفت بالصراعات الداخلية والخارجية بالنسبة للأحزاب القديمة او الاكتفاء بعملية جمع التوكيلات بالنسبة للأحزاب تحت التأسيس؟
هل استطاع المجلس العسكري وحكومة شرف قيادة مصر الثورة لبر الأمان والاستقرار أم أنها أغرقت البلاد في حالة من الفوضى والارتباك والضبابية للمجهول المستقبلي؟
هل تم القضاء بشكل كامل ونهائي علي أركان النظام السابق لكي يتثني للشعب أن يتفرغ لبناء دولته الجديدة ام أن الحال يظل علي ما هو عليه دون جديد؟
وسؤال أخر قد يبدو عبثيا ولكنه حاضرا بقوة : هل قامت ثورة في مصر حقا؟
أسئلة كثيرة تتبادر إلي الذهن حينما نلتفت إلي المشهد المصري هذه الأيام في كل المجالات سواء السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية ... الخ ولكن قبل الإجابة عن هذه التساؤلات لابد لنا من العودة مجددا إلي مجموعة من الملاحظات الهامة التي تلامسنا معها في الشهور القليلة الماضية التي أعقبت الثورة المصرية
أولا : طريقة التعامل مع الرئيس السابق لا تليق أبدا بمطالب ثورة عظيمة طالبت بحقها في ثلاثين عاما من الذل والمهانة والقمع والفقر والبطالة والفساد لأنه ما الذي استفاده المصريون من بقاءه مكرما بشرم الشيخ وكأنه في رحلة علاج سياحية فاخرة علي نفقة الدولة المصرية !! ماذا ينتظر المجلس العسكري ؟ هل ينتظر وفاته حتى تكون خلاصا سماويا يعفيه من الحرج تجاه احد رجاله وقادته السابقين ؟ ام ينتظر انشغال الشعب في الانتخابات ومشاغل الحياة حتى يتناسى الجميع أمره مع طول فترة المحاكمة ؟ ام انه لا يعرف ماذا يفعل ؟وتلك مصيبة أعظم !!.
ثانيا : البطء والتأخير في محاكمة رموز النظام السابق الأمر الذي قد يكون ساعدهم في تهريب كافة أموالهم خارج البلاد خلال هذه الفترة وجاءت المحاكمات تحت ضغط شديد من الميدان وليس عن رغبة حقيقية سريعة من السلطات التنفيذية الحالية الأمر الذي جعل الشارع المصري يتساءل في قلق هل المجلس العسكري وحكومة شرف المنتخبة شعبيا من التحرير مع مطالب الثورة وتعمل علي حمايتها وتحقيق مكتسباتها ؟ أم أنها أتت لإعادة أنتاج النظام السابق بصور وشخصيات مختلفة؟
ثالثا : حركة المحافظين الأخيرة التي شهدت نفس تعامل النظام السابق معنا من حيث التعامل مع كل القضايا من منظور امني فقط فجاءت كل القيادات من لواءات الجيش والشرطة كالمعتاد واغلبهم من رموز النظام السابق وإنتاجه .. هل لا يوجد مدنيين في مصر يستطيعون قيادة محافظات مصر في هذه المرحلة ؟ هل خلت مصر من الكفاءات التي لا توجد إلا في وزارتي الداخلية والدفاع ؟ لماذا لا نستعين بمحافظين مدنيين تكنوقراط أصحاب خبرات كأن نأتي بخبير سياحي ليتولي محافظتي الأقصر وأسوان وخبير زراعي يتولي محافظة قنا وغيرها من المحافظات الزراعية وخبير تخطيط عمراني للقاهرة وهكذا كل محافظة حسب مشكلتها أو حسب احتياجها او حسب ما تمتاز به .
رابعا : توالي المحاكمات العسكرية للمدنيين المتتالية ... هل تخلصنا من نظام قمعي فاسد لنقع في براثن حكم عسكري؟
خامسا : أداء حكومة شرف المتخبط والذي لم ينجح في إعادة هيبة الدولة او سيادة القانون او عودة الأمن مرة أخري بل بالعكس تواجهنا كل يوم أحداث تعمل علي إثارة الفتن والفوضى والقلاقل في أماكن عدة من الجمهورية وتركت كل السياسات الدولية المتعارف عليها واتبعت سياسة جديدة خاصة بها وهي سياسة الطبطبة التي تزيد من نزيف الوطن.
سادسا : ما حدث مؤخرا مع أسر الشهداء وتركهم فريسة للبلطجية الذين هم احد أهم مخلفات النظام السابق ووزارة الداخلية وهم يطالبون بحق أبناءهم ودمائهم التي سالت من اجل أن يستنشق الوطن نسائم الحرية والقصاص لهم ... ان كنا لم نتعقب إلي الآن القناصة الذين رمتهم بالنيران في التحرير ... أن كنا لم نكشف حتى الآن خيوط موقعة الجمل ومن كان وراءها بالكامل ... نأتي اليوم ونستنكر عليهم حقهم في المطالبة بقصاص عادل لابناءهم بل ويتركون فريسة للبلطجة .. في عرف من هذا أيها السادة؟
سابعا :هل هناك من يعمل علي تحويل ميدان التحرير من رمز للحضارة والثورة الذي ينحني إمامه العالم كله لأكبر وأسرع ثورة في التاريخ الحديث للعالم الأمر الذي جعل الأسبان يتظاهرون مؤخرا علي الطريقة المصرية .. هل هناك مخطط ما من جهة ما لتحويله إلي ساحة صراع ونزال وحرق خيام وتدمير وأخرها ما حدث بالميدان يوم 3 يوليو حتى نبتعد عن القضية والمطالب الأصلية وننشغل بإطفاء الصراعات .
ثامنا : انفراد المجلس العسكري بصياغة القوانين بعيدا عن اي حوار مجتمعي او حزبي مع مختلف فئات الشعب وباقي القوي الوطنية وتأخير إصدار قانون الانتخابات التي بقي عليها فترة وجيزة علاوة علي الاستفتاء الكوميدي علي صفحة المجلس العسكري الاليكترونية علي شعبية المرشحين لرئاسة الجمهورية !! وهي في كل الأحوال سبق انتخابات بدون خط نهاية لان شكل الدولة ونظامها لم يتحدد بعد إذا كانت رئاسية ام برلمانية أم شبه رئاسية وهل الانتخابات بالنظام الفردي ام بالقائمة النسبية وهي أشياء يحددها الدستور الذي وضعوه أخر المطاف وهم بذلك يكونوا قد وضعوا العربة أمام الحصان!! في تجربة لم يسبق تكرارها في العالم !!
لكل الأسئلة التي لازالت حائرة والملاحظات السابقة تبقي دعوة النزول للميدان مجددا ضرورة حتمية وليست ترفا ثورياً حتى تتحقق باقي مطالب الثورة العادلة ويستشعر المصريون بتغيير حقيقي ملموس علي أرض الواقع.
نفلت التدوينه دى بدل ما اكتب واحده بمضمونها لانها عبرت عن اكتر من اللى فى دماغى .. شكراٌ
مينا كرم سعيد4 \ 7\2011