الثلاثاء، 3 يونيو 2014

فلنتمرد على التمرد


  ذات يوم سقطت بعض مقتطفات من كتاباتها المتمرده بين يدى التى لم تعرف التمرد إلا قليلاً –حينها- فكانت بمثابة حافز قوى ودافع اكبر للتمرد فقد رأيت فى كتاباتها قوة أفتقدها وإختلاف مبهر لم أراه فى غيرها ، رأيت فى كتاباتها كل النبل والفكر الفلسفي الباحث عن حق المرأه والإنسانية ، الباحث حول فكره الإله و العدل والمساواه وغيرها ،،
وظللت أحلم بهذا اليوم الذى أرى فيه نفسي جزءاً منها –من كينونتها-  تمنيت لو ألاقيها يوماً لأعبر عن إعجابي بعبقريتها ، بعبقريه كتاباتها وفلسفتها فى الحياه ،تمنيت لو كنت إبنتها أو تتلمذت بين يديها ..
   حلمت وتمنيت حتى أُتيحت لى فرصة اللقاء.. إنه إجتماع عام تطلقه كبداية لمبادرتها الحقوقيه النسويه الـ.. والـ.. ، لم أكتفي النظرات عن بعد فإقتربت منها وقدمت لها وردات ثلاث حصلت عليها عن طريق الصدفه يومها ومددت يداى لآعرفها بنفسي وأقدم ورداتى ، قبلتها بمنتهى الود وسألتنى الإنضام للجان مبادرتها فأعلنت قبولى على الفور –فهذا ما أريده بالتحديد-  وتعرفت سريعاً بمسؤلي النشاط –البرجوازيون المملون المغرورن المتغطرسون .. - وبالطبع لم أتقبلهم كما أعتقد أنهم لم يتقبلونى من النظرة الآولى فكما يقول المثل المصري (القلوب عند بعضها) لكنى لم أهتم فهى خطوة للوصول لما أريد وأتعرف بها على مثلى الآعلى ، وبدأت أستمع إليهم ..
  وكانت البداية .. النشاط ذو الآولوية لأهم لجنه بالمبادرة -التى تحمى حقوق النساء والعاملات والمقهورات- هى .. جذب المستثمرين وجمع أموال تدعم المبادره ، وفى الحقيقة إستمعت بإنصات ولم أهتم حيث كنت أبحث عن نشاط أو عمل نستطع من خلاله مساعده المقهورات (كما هو مُعلن عنه) ومن ثم البحث عن ممول لهذا النشاط المحدد المعالم .. ولكنى لم أجد أى ملامح لآى نشاط ، حتى تلك الأنشطه التى تفكر بها اللجان الأخرى لم تنفذ حتى الآن ... وفى الحقيقة لم أبالى أيضاً فغرضى أكبر من اللجان والأنشطة والإتحاد بالكامل ، غرضى هو التعلم والتدرُب على يدها وإنتهى اليوم ولازالت الفكره تدور برأسي ..
  ظللت أتابع أنشطه المبادره المعنيه وتحركاته ، لم تتنوع أو تُنفذ أنشطه من الأساس كما ظننت وإنما إنحصرت فى بعض الإجتماعات التى لا تعنى أى قيمه ولا تقدم أى حل لآى مشكله من تلك المشكلات التى إجتمع من أجلها هؤلاء الاعضاء ، وفى ألطف المناسبات أُقيمت بعض المناقشات حول كتب وأفلام قصيره لا أعرف ما نفعها أو مدى خدمتها لقضيه من المفترض أنها قضيتهم! وقد كنت أنتظر أن تُجمع مشكلات النساء (إن كانت حقوق المرأه قضيتهم) أو مشكلات الأفراد عامه ( إن كانت حقوق الإنسان قضييتهم) ومن ثم البحث عن سبل علاجها والبدء الفورى بذلك.. لكنى أيضاً لم أبالى وإعتبرت أن المشكله ليست فى شخصيه أعجبت بها وإنما فى أفراد متطوعون لا يعرفون سبيلا لتحقيق هدفها الاسمي .. وظللت أابحث عن سبيل للقائها ..
  وقد حدث .. بعد شهور من لقائنا الآول أرسلت دعوة محدوده لأعضاء مبادرتها  للإجتماع فى منزلها (المتواضع بنظرها) وبالطبع سعيت لهذه الزياره ودخلت منزلها للمرة الآولى – أخيراً تحقق ما كنت أتمناه- إنى ألقاها مع أشخاص لم يتعدى عددهم السته فقد ظننتها اللحظه السانحه للحديث عن كل ما يدور بعقلي ، كان يشغلنى ليلتها أنها تسكن فى أحد العمائر التى تطل على النيل فكيف لها أن تتحدث عن حقوق الفقيرات أو الممتهنات لكنى لم أفكر كثيراً فقد كانت الرغبه فى لقائها أكثر من اى شيئ قد أفكر به ..
جاء الصباح ليعلن موعدى المنتظر ، بحثت عن عنوانها البعيد ومشيت كثيراً لآقترب منها وأخذت أفكر فى الكم الهائل من الكتب التى كتبتها –متى وكيف ولمن تكتبها- كيف إستطاعت الموائمه بين حياتها العادية كإنسانه عامله و بين كونها كابته مرموقه ، كيف تركت عملها لتتفرغ للكتابه ، أكانت تعتمد مادياً على أبويها التى تمردت عليهم أم زوجها الذى طلبت منه الطلاق بعد -حين تعدى على حقوقها كما تدعى-  لم أبالى أيضاً لكل ذلك فأخذت ألتمس كلماتى المحدوده داخل مصعدها وأنتظر وصوله للدور السادس والعشرون ، خرجت منه لأطل على شباك صغير يعلن فقر كبير توغل داخل الوطن فتلك البيوت المرقعه التى تبدو صغيرة للغاية تشكو الفقر والضيق والوهن لآبعد حد كما تُعلن تلك العمائر المرتفعه قوتها ونفوذها وإطلالها على الكورنيش ..
  طرقت الباب لتستقبلنى إحدى المتطوعات ، دخلت آمد يدي بالسلام لصاحبه المنزل إلا أن الرد كان مختلفاً بارداً -ليس كما كان مع الورود- جلست لأستمع إليها وهى تتحدث عن نفسها ونفس ذات الفكره –التمويل والمموليين- لكن الحديث كان له أبعاداً مختلفه عن حديثهم..
   إنها اليوم تتحدث عن نفسها وإختيارها للسكن فى "شبرا" رغم إنها كانت تستطيع السكن فى أفضل الفيلات وأرقى الأماكن أو حتى الإستقرار بفيلتها الخاصة كما هو حال (هيكل الكاتب المعروف) ، وبعد أن أعلنت الحرب على هيكل إنقلبت الكفه إلى (ميرفت التلاوى) حيث تراها قد تركت حقوق المرأه وإهتمت بالسياسه على حساب قضيتها الرئيسيه ، فلم يسلم منها أحد حتى حركه تمرد التى رأتها قد سرقت فكره تمردها وأنه لا حق للحركة فى ذلك حيث لم يعد لتمردها قيمه بعد إستهلاك الكلمه ! .. وفى الحقيقه رغم إنتقادى لهيكل فى إنعزاله رغم كتابته عن الناس و إنتقادى لميرفت التلاوى فى بعض مواقفها السياسيه وإنتقادى لحركه تمرد فى أغلب قراراتها بعد 3/7/2013 إلا أن إنتقادى لا أعتقد أنه بهذه السطحيه التى تتحدث بها الكاتبه الحقوقيه المثقفه المعنيه بحقوق المرأه!!
  وبعد أن وضعت نفسها موضع المُحقه الوحيده فى العالم التى لاترفع شعارات فقط بل تنفذها أخبرتنا بعد سؤال أحدهم أنها قد أنهت أخر رواياتها وسيتم نشرها الشهر القادم وأنها فى سفرها المفاجئ الأخير قد إستمتعت كثيراً بالتنزه بين الجبال والمرتفعات اللبنانيه لدرجه جعلتها تبدأ رواية جديده ، وعادت لتصب غضبها على دور النشر التى تقوم بسرقتها ولا تُقدم إليها جنيهاً واحدا من توزيعات الآرباح اللامتناهيه –سواء كات دور نشر مصريه أو عربيه- فالجميع يستغلونها وهى الفقيره الوحيده!!
  لكنها -وبكل ثقه - أعلنت إمكانيتها جلب عشره ألالاف دولار بسهوله من أكثر من ممول خارج مصر، فهؤلاء الممولون يفضلون المبادرات والأنشطه التى تقل عن هذا المبلغ البسيط!، فيمكن مثلا أن تقوم بنشر مجله إلكترونيه حين تحصل على هذا المبلغ ، وعرضت على المتطوعين الكتابه بتلك المجله المزمع البدء بها أو التفكير بأى نشاط لا يتعدى المبلغ وكأن تلك المجلات الإلكترونيه التى يدشنها الشباب كل يوم قد تكلفت عشره ألاف دولار!!
  لكنها للحق قد إعترضت حين علمت أن المؤتمر النسائى العربي المزمع عقده بصعيد مصر والهادف لعرض قضايا المرأه المصريه ستتعدى تكلفته النصف مليون جنيه ، فهى لا تريد لآى نشاط أن يتعدى المائه ألف وإلا لن تستطع تمويله ..

فى الحقيقه لا أعرف كيف نتحدث عن المساواه والعدل والحقوق المنتهكه ونحن فى الأصل أحد منتهكى تلك الحقوق .. فنحن من ننفق على كل ما يمكن أن يُحقق تلك العداله المنشوده برأسماليه إنتهازيه ونسرق بذلك جزء من حقوقهم كى نعطيهم جزءاً أخر ربما لا يحتاجونه ، والآصح أنهم سيحصلون عليه وحدهم إن لم نسرقهم من البدايه
كيف نكتب عنهم ؟ أنكتب بناء على خبراتنا السابقه ام حاضرهم الحقيقي ، أم بناء على ما يدور برأسنا نحن وما نهابه! لا أعرف كيف يتملكنا الغرور لدرجه تجعلنا لا نرى سوانا


قررت أتمرد على التمرد .. كلمه كتبتها إحدى الصديقات التى تعاملت مباشره مع الكاتبه العزيزة ، إلا أننى لم أفهم معناها إلا بعد زيارتها والاقتراب منها لدقائق لم تتعدى المائه .. فقد قررت أنا الأخرى التمرد على التمرد
مايو 2013

ليست هناك تعليقات:

Translate

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...