علمتنا اللغه العربية أن الجملة الفعلية لابد ان تتكون من هذه الثلاثية و
إلا لن تتعامل كجملة صحيحة ، ليست اللغة العربية فقط من علمتنا ذلك ..بل الحياة
أيضاً بواقعها العجيب أصرت على وجود هذه الثلاثية لفهم الامور رغم إنها عادةً لا
تكتمل إما بفعل فاعل أصر على إخفاء أحد أركان الجمله أو بفعل مفعول به أصر على عدم
فهم الجزء الناقص من الجمله
اليوم وفى وسط هذا الكم من التناقضات اللعينة كلنا مفعول بنا فى فعل لا
نعلمه ومن قبل فاعل أيضاً لا نعرفه برغم من أننا جميعاً وبلا إستثناء نرى فى
أنفسنا أننا الفاعل وأنه من حقنا فعل ما نراه صحيحاً وأن لنا حرية الإختيار , حريه
الإعتقاد , حريه العلاقات , ,, إلخ
فى المشهد السياسي : التضارب وحاله التشتت هو الفعل .. الفاعل
معلوم ولو أنهم يتجاهلونه ويدعون أنهم "فلول" تلك الكلمه التى كرهتها
لأنها لا تعبر عن احد محدد .. أما المفعول به فهم المواطنين الموضوعين تحت مقصله
العسكر والإخوان .
لن أتحدث عن أؤلئك الذين إختارو لأنفسهم أن يكونو مفعولاً بهم تحت أى نظام
.. إنما سأتحدث هؤلاء المواطنون المهمومون بهموم الوطن وما أكثرهم بعد الثورة
الرائعه .. هؤلاء المواطنين الذين يساندون أحد المرشحين للرئاسه و يرون فيه خلاصهم
من التيارات الأخرى خلاصهم من التشتت من الفقر من الألم من الخوف وقله الأمن ..
الخ ..أو أولئك الذين يجادلون ويناقشون وما هم بفاعلون وغيرهم .. هؤلاء المواطنين
الذين يرون موضعهم فى الجمله موضع الفاعل وما هم بفاعلون
فى الواقع ليصح الحديث .. لابد من وضع تعريف للفعل و
الفاعل و المفعول فى واقع الحياة المأسوى
الفعل .. هو ما يحدث وعادهً ما يكون خارج عن
إرادتنا .. فـ فعل ولادتك كان خارجاً عن إرادتك كان بإراده "الله"
الأقوى منك , تربيتك خارجه عن إرادتك
لتكون بيد أهلك "الأقوى منك ، دراستك ولو قيل أنها بناءا على رغبتك فما هى
إلا رغبه المجتمع و إمكانياته فمجتمع العلماء لاينجب جاهلون أبداً فأيضاً هى إراده
الأقوى , سلوكك ولو قيل أن السلوك أمر إرادى بحت فما هو بذلك فالسلوك يترتب بناءً
على سلوك عام للمجتمع ايضاً سواء سلوك مجتمع فى السر او فى العلن سواء ترتب على
سلوك المجتمع السئ سلوكك الحسن أو العكس فى النهايه هى مجرد نتيجة لقوة تسيطر عليك
.. وفى السياسة فالفعل هو فعل صانع القرار و هذا ايضاً بغير إراده صانع القرار بل
بإراده الأقوى فالأقوى فصاحب المصنع يتأثر قراره بقرار الحكومه التى تتأثر بقرار
رئيس الدوله الذى يتأثر بقرارات عالميه .. إلخ
إذن فالفعل هو ذلك الشيئ الذى يحدث دون إرادتنا رغم اننا مقتنعون بالعكس ..
يحدث فقط بإراده الأقوى فالأقوى فالأقوى ...
الفاعل .. هو من يقوم بعمل الفعل .. بمعنى أدق كل
من يقوم بالتأثير فى مجتمعه .. و فى الواقع كلاً مننا يري نفسه فاعل و فى الحقيقه
الفاعل فقط هو من لديه القوة و القدره على الفعل .. تلك القدره التى تمكنه من فعل
ما لايستطيع غيره فعله بل و تمكنه من السيطره على غيره .. لا أقصد القوة العضلية
أو المادية أو العقلية وحدها ، بل أقصد القوة المتكامله – تلك القوة التى تجمع بين
العقل الذكى المتطور والعضلات القويه والقلب الذى يتحكم بهذا العقل وهذه العضلات و
المال الذى يساعده على تحقيق قوته ووو – حينها فقط نسطتييع ان نطلق لقب فاعل .. و
الأمر لييس صعبا فتلك البلاد التى لاتمتلك شيئ بجانب حضارتنا (اقصد امريكا او
اسرائيل) استطاعت بقوتها المتكامله ان تتحكم فى باقى الشعوب فى حين ان ضعف الاخرين
هو ما جعل منهم مستعبديين .. تلك هى القوة المتكامله التى تصنع منك فاعلاً ..
المفعول به .. بما أن الفاعل هو من يمتلك القوة
المتكامله الفعل هو ما يحدث فإن المفعول به هو من يحدث فى هذا الفعل .. فهو على
نقيض الفاعل لديه ضعف متكامل اما بإرادته أو رغما عنه , بإرادته لأنه إستسلم كما
إستسلمنا لمئات السنين وكما يستسلم الكثيرون اليوم على الساحه السياسيه ويرون ان
مصيرهم لن يتغير فى ظل اى نظام حكومى ، أو رغما عنه لانه لم يستسلم واخذ يحاول
ويحفر فى المياه الضحله ليبني مكاناً لنفسه لكنه تناسي انه لامكان للضعفاء ،,
فى مصر يمكننى ان اضع أمثله لا تعد للمفعول بهم فأنا
وأنت منهم وإلا لما كنت قد كتبت هذه الكلمات الفارغه و جلست أنت لتضيع وقتك
بقرائتها..
لكن إن ذكرت الفاعلين فسأجد ان من يمكن ان نطلق عليهم
لقب فاعل محدودون ويمكن تقسيمهم الى
فاعل قوى علميا : كـ زويل ومجدى يعقوب استطاع بقوته العلميه
فتح حياه جديده لنفسه و لمجتمعه من الباحثين
فاعل قوى دينياً : كـ حسنين يعقوب وعمرو خالد .. هذا الفاعل
الذى يلعب على نقطه ضعف الكثيرين .. إعتمد على أكثر قوة معترف بها فى مجتمعنا
ليصبح فاعلاً حتى ولو لم يكن فاعلاً حقيقياً لكنه أصبح فاعل ذو تأثير فى مجتمعه
فاعل قوى مادياً : ككل من يقطنون السجون اليوم ورغم ذلك
يتحكمون بشكل او بأخر بمصيرنا على الاقل بمصيرنا المادى بسحب اموالهم من السوق
المصري ليسقط عليينا
فاعل قوى سياسياً : إستطاع ان يبنى نفسه خلال سبعون عاماً
(مثال الإخوان) ولم يتأثر بالتهديدات والاعتقالات وجميعنا نعلم انه ليس بسبب قوتهم
السياسيه بل بسبب قوتهم الدينيه و الماديه تلك القوتان التى إستطاعتا أن تكمل
القوه السياسيه خلال السبعين عاماً , فى حين أن (مثال الشيوعين) لم يستطيعو البقاء
بقوه الإخوان رغم انهم سبقوهم فى مصر بثلاثين عاما وذلك ليس لضعفهم السياسي ابدا
وليس بسبب الإعتقالات و التهديدات ايضا إنما بسبب إفتقارهم لقوه ثانيه تساندهم فهم
غير معتمدين على قوة دينيه أو ماديه ولكنهم إعتمدو على قوى غير معترف بها فى مصر و
لذلك لم يستطيعو البقاء
إذا فالفاعل لابد من ان يكون قويا – إذا أراد
أن يعيش فى الواقع - وليكون قويا لابد من ان يعتمد على أكثر من قوة لتحمل احدهما
الاخرى عند سقوطها
وهنا أود ان اتوقف وقفه صغيرة مع نفسي
وليقفها كل من حولى لكن بصدق و أمانه
هل نرى أننا نقف موقف الفاعل أم المفعول به ؟
كم نملك من القوة ؟ كم قوة بديله نستطيع الاعتماد عليها ؟ إلى متى سنظل ضعاف ؟ كيف
يمكننا الخروج من هذا الضعف ؟ على أى قوى من المفترض أن نعتمد ؟ وكيف سنحصل عليها
؟
أسئله كثيره من المفترض الإجابه علييها ..
أعد نفسي بالإجابه عليها .. ليت مدونتى كانت ذات زائرون كثييرون لأتمكن من معرفه
إجاباتهم .. لعلنا نستفيد ،،