أعطينا لأنفسنا الحق دون وجه حق أن نمارس على أنفسنا و غيرنا أقذر انواع الديكتاتوريه و كبت الرأى فلا نجد مصري واحد فى مصر كلها إلا و يتلفظ بنفس الكلمات " دا شعب غبي ما بيفهمش و قدامه 100 سنه على ما يتعلم اى حاجه " لا اعلم على اى اساس قد اصدرنا مثل هذا الإتهام ! وعلى اى افراد إذا كان المتحدثون من ضمن هؤلاء الافراد ! على اى اساس نرى أنفسنا أفضل و أعلى مرتبته دون الأخرين !
ولماذا أصلا هذا التميز فالظروف و المواقف واحده وكلنا بشر نمتلك العقل و كل مننا يمتلك رأي يميزة عن الأخرين فلماذا لا نحترم ما يميزنا و ما يميزهم ؟ لماذا نرى مواقفنا دائما هى الصحيحه و أى موقف مخالف هو الخاطئ ؟ لماذا نعتبر الديمقراطيه و حريه الرأى مجرد شعارات رنانه تنتهى فور بدء موقف تحتك و تتشابك به الآراء ؟ و لنكن أكثر ديمقراطيه لماذا نضع خطوطا حمراء عند مواضيع ودوائر خضراء عند مواضيع أخرى؟ لماذا لا نسمح لأنفسنا بالتفكير و النقاش و الجدال فى كل شئون الحياه دون استثناء اى موضوع منها ؟ لماذا لا نتبع الدول المتقدمه و نستفيد من تجاربهم فى إحترام أراء الآخرين ؟
إذا فكرنا بشكل أكثر منطقيه وأخرجنا أنفسنا من جميع الصور التى زج بنا الزمان بداخلها و رئيناها من على بعد ألالاف الأميال سنجد أن كل شيئ على وجه الآرض متناقض رغم انه صحيح , ولو لم يكن كذلك لما وجدنا الحياه متكامله من كل جانب , فلكل شيئ تضاده و كما تجد ايجابيات ستجد سلبيات فى نفس الشيئ و كل شيئ , و تجد الكل يتجمل و يتعالى ليظهر بصورة أفضل مما هو عليها , و اذا قررت إقناع نفسك بشيئ ما أيا كان ستنظر لإيجابياته و تتغاضى عن سلبياته بل و ستعتبرها ايجابيات غالباٌ اذا فليس صعبا ان تقنع نفسك باى شيء فى الحياه
فعلى سبيل المثال إذا قرأت فى مبادئ و أفكار و نظريات جميع الآيديولوجيات السياسيه بشكل محايد تماما بعيدا عن كل الخلافات ستجدها جميعا مناسب تماما لكل الدول و الشخصيات بل و رائع اذا تم تطبيقه بشكل سليم "كما قال الكتاب" , و اذا أمعنت النظر و أكملت قراءه و دراسه ما يشوب كل نظريه من مساوئ و عيوب تطبيق ستجدها جميعا فاشله تماما من الناحيه العمليه , و اذا قرأت فى تواريخ الشعوب ستجد أنه لا شيئ يدوم و معنى ذلك أن لا شيئ صحيح و إلا كان قد إستطاع الإستمرار و مواجهه ما يواجه من عقبات ,
إذا لا تحاول إقناعى أن العقل هو الذى يصل بالإنسان إلى أيديولوجيته المرجوة فالعقل مجرد أداه نوجهها حيثما أراد من حولنا من أشخاص و قراءات و ظروف محيطه تجعلك تميل لإحدى هذه الايديولوجيات متخيلا أنها الصحيحه دون غيرها و مدافعاٌ عنها ومحاولا تطبيقها بكل ما تملك من قوة.. إذا فالأمر كله سواء لا فرق بين ليبرالى و شيوعى و اسلامى و غيره فكل منهم لديه معتقد يعتقد أنه صحيح والباقى خاطئ مع ان ذلك غير صحيح فكلهم سواء كلهم صحيح و خاطئ فى اٌن واحد .. جميعهم بشر , حر , واعى , مثقف و يمتلك أراء و أفكار الواجب علينا إحترامها جميـــعا ,, فلا أحد معصوم من الخطأ .. لا أحد
و على نفس المنوال نجد المجوسي لا يعترف باليهودى , و اليهودى لا يعترف بالمسيحي , و المسيحي لايعترف بالمسلم , و المسلم لا يعترف بالبهائي, و حتى داخل كل دين تجد أطياف مختلفه لا تعترف ببعضها البعض , و جميعهم لا يعترفون بالالحاد و اللادينيه و يرونها غباءا , بل و المثير للشفقه أن الملحدين أيضا يرونهم أغبياء , و جميعهم يبيحون دم بعضهم البعض متناسين الإنسانيه و المنظومه الأخلاقيه التى جمعتهم قبل أى دين
و عندما تنظر عليهم من خارج هذه الدائره المليئه بالكراهيه و العداوة للاخر و المصادره لحقوق و حريات جميع الافراد لبعضهم ستجد الآمر لا يختلف كثيرا عن الآيديولوجيات , فكلهم صحيح و على حق و لا يمكن لأحد إثبات عكس ذلك فالمسلم يمتلك نظريته الدينيه التى تُحترم و لا يمكن إثبات عكسها و الملحد ايضاً يمتلك نظريته العلميه او الفلسفيه التى تُحترم و لا يمكن إثبات عكسها , فليس معنى أنه غير متفق معى فى فكرى أنه غبي ولا يجب إحترامه .. فسيأتى يوم تري فيه فئه واحده فقط من كل هؤلاء أنها الصحيحه و حينها سيضحك الجميع على انفسهم و خيبه أمالهم , فلتكن متشائما و تتخيل أن هذا اليوم لم تجد فيه أن معتقداتك أنت هى الصحيحه و ان هناك معتقد أخر هو الصحيح , تخيل أن يوم قيامتك الذى تنتظرة و تسعى له وجدت ان عبده الشمس هم المحقون و كان الواجب أن نصبح جميعا عبده للشمس ماذا سيكون الموقف حينها ؟؟ ليس معنى انى لم إقرأ او أعلم أو أقهم إلا عن معتقد واحد أنه الصحيح و غير قابل للتفكير و التحليل و النقد ولابد أن يؤخذ كاملا .. و ايضا ليس معنى أن يختلف أحدهم معى فى معتقداته انه على خطأ و أنا فقط من أملك الصواب .. فجميعنا على صواب و جميعنا نحمل اسبابا منطقيه لهذا الصواب
المختصر
حديثي هما عن كل شيئ بالحياه .. إذا وُضعنا جميعا أمام قاضى عادل و شرح كلاٌ مننا وجهه نظره فى معتقداته الدينيه و الاجتماعيه و السياسيه و غيرها .. لن نجد من القاضى إلا حكم واحد .. "بـــــراءه الجميـــــــــع و صحه معتقداتهم " .. و ستكون حيثيات هذا الحكم أن الجميع يمتلك أفكارا و معتقدات بناءا على خبرته و تجاربه هو الشخصيه فقط مهما طالت او تنوعت هذه التجارب و مهما اختلفت هذه المعتقدات كلها صحيح من وجهه نظر حاملها و هذا هو المهم فى الآمر "ان تكون الفكره صحيحه فى وجهه نظر حاملها بغض النظر عن صحتها فعلا او عدمه "
و صدق القائل
نهـايــه إِقـدامِ العِقــول عِـقـــال وأخِرُ سعىِ العالميــــن ضلالُ
لم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل و قال
و عليه
وجب علينا احترام جميع الافكار و المعتقدات حتى و لو إختلفت مع معتقداتنا .. ومن يعتقد أنه على صواب تام فإنما هو يوهم نفسه و الناس انه يمتلك الحق ليرضي بذلك غرور بنى البشر ليس إلا ,,
انتظر تعليقك الذى تخلف معى فيه دون أن نخسر إنسانياتنا و المنظومه الاخلاقيه التى تجمعنا
هناك تعليقان (2):
يا بنتي لو كل واحد يفكر زيك كدا كانت الدنيا اتحلت :)
كشخص مختلف منذ الميلاد، أتفق مع كل ما قلتيه، الاختلاف يمنح للحياة معنى، وقبول الاختلاف هو قبول الحياة بكل ألوانها وأطيافها.
إرسال تعليق