الأحد، 14 يوليو 2013

أصدقائي اللاروحانيين .. أحترمكم، ولكن..

* بمناسبه اسبوع التدوين عن الروحانيات والذى تدعمه حوليات تدوينيه وبمناسبه تدوينه لآحد الاصدقاء وبمناسبه تغيرات كثيرة قد طرأت على أصدقائي
وبمناسبة رمضان وهوجة نقد الآديان "الاسلام بمعنى أدق" لآنه الدين الرسمى للبلاد ، خاصة بعد تولى المتأسلمين الحكم.. أحببت التعليق على هذا الكم من النقد المفعم بالتعصب دون بديل ،وأوجه رساله لآصدقائي االذين أصبحو متطرفين بشكل أخر ، فهم فى قمة السُخف بدعم من بعضهم لبعض وأصبحت أرى تطرفهم المعاكس خطراً عليهم قبل غيرهم ..
فى الحقيقة أنا أحترم عقلك      الذى أوصلك لآن تكن لادينيا- لاأدرى – ملحد .. أياً ما كنت ، فهو إختيارك الحر تماما وأنا ادعمه وبقوة .. ولــكن،،
1- أنت تستخدم نفس التشدد والتجمد والتعصب الذى تنتقده فى الأديان والمتدينين .. فلنتقد تلك الصفات دون استخدامها رجاءاً ، فلست وحدك على حق ، يوماً ما كنت إسلامياً متعصباً واليوم أنت لاديني متعصب ، ولا أحد يعلم غداً كيف ستكون..
2- فكرة وجود الدين فى المجتمعات المتخلفة لابد منها لملئ الروح "الفارغة" فى الشخص الخالى من أى إمكانيات يستطيع ملئ روحه بها  ، فهو يبحث عن دين، حب، مشاعر، إطمئنان .. إلخ
فالإنسان إذا حيا دون مشاعر تملآ روحه الفارغه يُصبح بلا معنى او قيمة فى نظر نفسه ، فإذا حاولت أن تحرم شخصاً من كينونته بكلماتك المُشككه فى عقيدته يتحول إلى شخص شرس أكثر تخلفاً وربما أكثر تطرفاً فى الإتجاه المعاكس .. لذا فنقدك الشرس على المؤمن لمجرد إيمانه ليس له من مبرر
3- أنت لا تضع بديلاً لملئ تلك الروح وتنتقد هذا الملئ لكونه معادياً للإنسانية ! ، في حين أنك تستطيع إستغلاله فى نشر إنسانيتك وسلوكك ، فالآديان قامت فى الآساس نتيجة فساد المجتمعات لتنشر مفاهيم وقيم الأخلاق (وبعيداً عن تشويه  الآديان جميعاً فيما بعد) إلا ان ما يؤمن به الغابية العظمى من المتدينين (مايعتقدونه) هو ما تتفق عليه الإنسانيه وهو ما يجب أن تستغله ، فالمجتمع بالآساس بلا أخلاق وفى حاجه إلى قواعد يأخذ منها غايته لتنظم حياته وقد وُجِدت فى الدين .. فبالنهايه الجميع يري ان توجهه هو الاصلح ، فلتستغل هذا الصلاح وحاول ان تملئ تلك الارواح الفارغه بما تراه بدلا من النقد الهدام
4- عادة ما يعمل المتدين على ملئ روحه بالشحن المباشر بعسكك أنت يامن تملؤها مستخدماً عقلك كوسيط (إن كان الآمر كذلك ولم يكن صدمة فى شيوخك وقادتك فى الدين) وبالتالى فـ أياً ما كان الإسلوب الذى تملآ به روحك "الفارغه دائماً غالباً" فهو حقك الكامل .. وبالتالى ليس من حقك أن تنتقد حاجه إنسانية متمثلة فى ملئ الروح بهذا الشكل المهين.. مثال ، رفض عمل الجمعيات الخيريه بحجه التكافل لاينفي الكم الهائل من الدعم النفسي والروحى الذى تضفييه على متطوعيها
5- أن تُطالب بعلمانية دولتك ليس مرادفاً لآن تُصبح ناقداً لدينها أو ممثليه أو معتبراً إياهمم "جميعاً" إرهابيين مهما كانت رؤيتهم حقيره فى وجهه نظرك (بغض النظر عن مصوبي السلاح لوجوهنا فهم ليسو موضوعنا الآن) وإنما يعنى الحريه الكامله وإعمال العقل دون قيود ، ان لا تصبح هناك قدسيه للاديان لايعنى محو روحانياتها بقدر مايعنى احترام الجميع على قدم المساواه .. وأعتقد أنه ما تؤمن به مع الجميع إلا من يخالفوك!!

 قبل النهاية ..
فكرة الشك فى الدين وتطوراته بعد تولى المتأسلمين الحكم هى نتيجة لكونك لم تكن واقفاً على أرض روحانية من البداية وتشدد سابق  وتمسكك بطرق ومشايخ ومدارس متناقضه فيما بينها وبعضها وفيما بينها وبين الاديان الاخرى وليس بروح الأديان .. لا تنسي ذلك .

#المختصر
 - قليلاً من الإعتدال مطلوب .. على الآقل فى تقبل الآخر الذى كنت فى قطيعه ذات يوم ، فالكراهيه لما كننا لا تعنى أن نتطرف فيما بعد والمؤمن بالعلمانية والديمقراطيه والسلام لا يُفرِق بين متدين ولاديني
- الدين روحانيات يحتاجها الانسان كالحب .. وإذا لم تتقبله تستطيع استغلال افضل ما فيه، فالارتكاز على الغيبيات والحاجه للسلام النفسي حاجه لن تنتهى من قلوب البشر
- العقل ليس للنقد والرفض فقط .. فالبدائل مطلوبة فى كل الآحوال ، والبحث لا ينتهى ، والمسارات التقليدية يمكن تعديلها لتناسب عقولنا
- الجهل مسئولية العالِم بقدر ماهى مسئولية الجاهل ، والمعرفة الحقه ليست كلمات نسمعها أو نقرأها بقدر ماهى بحث حقيقي فعًال يضع فروض وبراهين ونتائج..
- صراع الخير والشر ، الصالح والطالح ، الذكى والغبي .. إلخ هى صراعات تحمل وجهات نظر وهى أمور نسبيه كالآخلاق .. ليست مثاليه بقدر ماهو فشل للطرفين فى رؤية الموقف وفشل للمتنوريين فى إثبات وجهه نظرهم وجعل الظلاميين قله كماهو الحال فى الدول التى تحترم شعوبها

فى النهايه
* حديثي عن المؤمن بأى دين من ال14 ديناً (الاديان الرسميه فى العالم) أو حتى الغير رسمية
*حديثي عن من إتخذو من الإلحاد واللادينية تجربة بعد الثورة وبعد تولى المتأسلمين .. أما هؤلاء الذين إختارو من اللادينية طريقاً بناء على عقل ومنطق وماديه وفيزياء وإلــخ ، فهؤلاء فى غنى عن هذه الرسالة لآنهم لاينتقدون بقدر ما يضعون أسباب و رؤي وتفاصيل عديده تفسر أرائهم لكل قارئ وباحث، ويضعون أرائهم تلك فى كتب يقرأها العالم ويدرسها البعض فى رحله طويلة للبحث وليس كلمات أو مواقع ومدونات .. وإذا إنتقدو يكن فى إطار إحترام جميع الآراء والأعمار والثقافات ومستوى التعليم .. إلخ ، لذلك لا نستطيع أن نختلف معهم
*حديثي ليس دفاعا عن أحد أو شيئ بقدر كونه دفاعاً عن حرية المعتقد والرأى والتعبير وعدم الاستقواء ببعضنا البعض دفاعا عن مالاندريه أو نشعر به "غالبا"
*حديثي لا يعنى أى شيئ يمس أفكارى الشخصية .. إنها فقط بضعه كلمات محايده موجهه لبعض الاصدقاء ليحترم كلاً مننا أفكار الآخر ولنتذكر جميعاً أننا لسنا وحدنا فى هذا الكون
أصدقائي اللاروحانين .. أحترمكم طالما لم تتعدو على الحقوق التى تطالبو بها .



#رسائل موجهه # كلام فاضى

هناك تعليقان (2):

أحمد أحمد صالح يقول...

..
تعليقي لا ادري إن كان سيأتي داخل السياق أم خارجه، لأنني هذه الفترة خامل فكريا، ولكن دعينا نقول أن الدين في العادة له وجه عقلي ووجه روحي، البعض يرى الوجه الروحي حماقة ولا يجد أمامه لتبرير ذلك سوى نقد الوجه العقلي وتوجيه التهم إليه ليصل إلى إنتصار يرضيه.
المجتمعات جميعها- المتخلفة أو المتحضرة- في حاجة إلى الدين، إلى الروحانية، ولكن – من وجهة نظري- مع فارق بسيط، فالغربيون مثلا قد وجدوا ان الحياة برغم إتساعها قد ضاقت عليهم، لأن الروح تسكن في حيز مادي ضيق لا في ملكوت ربها الواسع الرحب. وجدوا الحزن والإكتئاب رغم كل ما حولهم من وسائل الترفية والمتعة، وهنا لم يجدوا من سبيل لخلاصهم إلا الرجوع لروحانية غادروها مسبقا ساخرين، أو البحث عن أخرى هي طوق نجاة لهم. وهنا تجدي إنتشار لمراكز – وليست كنائس أو مؤسسات دينية مثلا- تقوم بإعطاء كورسات في الروحانية spirituality لتساعد الأفراد على السعادة happiness والرفاهية prosperity .
أما في المجتمع المتخلف يجد الفرد في الدين وفي الروحانية ملاذا من متعاب الحياة وقسوتها عليه، يجد في الدين والروحانية الأمل بأن الأخرة- هذا على الأقل يريحه- ستكون أفضل من الدنيا، فالفكرة أن المجتمعات المتحضرة تستخدم الروحانية لتستمتع بالحياة أما نحن فنستخدم الروحانية لنستمتع بالموت!
وهنا ستجدي أن حركات اللاروحانية في مجتماعتنا لا ولن تتساوى مع فكرة اللاروحانية في المجتمعات الغربية مثلا، بل إنها تتساوى بحركة الرجوع للروحانية هناك، فكلتاهما حركة هروب، مع الفارق أن إحداهما الى الروح والأخرى عنها!
إلى جانب أن حركة اللاروحية في مجتمعنا لابد لها أن تأخد القليل أو الكثير من أيدولوجية الدينية او الروحانية في المجتمع، مثل التزمت أو التشدد أو العصبية..إلخ. ولكن طبعا في إتجاه عكسي. اما في المجتمع المادي الذي لم يهمل أصحابه وضع كود اخلاقي يحكمه، تجدي أن حركة النزوع للروحانية هناك أيضا قد اخذت الكثير أو القليل من أسس هذا الكود الاخلاقي.
حتى النازح عندنا من المادية الى الروحية لا يفلت من فك التخلف في كثير من الأحيان، وأنظري إلى فضل شاكر على سبيل المثال، وإن كان هناك الألاف مثله، ممن يفجرون أنفسهم في العراق مثلا أو ممن يجاهدون في سوريا!
..
التدوينة رائعة يا مها، وعرضتي الأفكار فيها بشكل جيد، وتناولك لنقاط الموضوع جيد جدا، وأجذم بأنني إستفدت جدا من قراءتها، وبالطبع قرأتها عدة مرات.
.

نظرة تحليلية يقول...

نسبة المسلمين مثلا في البلاد النامية 13 % من نسبة مسلمين العالم و اكبر دولة مسلمة هي اندونيسيا و لم نجد انهم بتقدمهم توجهوا لان يكونوا غير روحانين..انا ارفض تماما فكرة ان الانسان يتبع معتقد لفقره او تخلفه اقتصاديا..يبحث الانسان في اي مكان على ملأ الفراغ الداخلى و الحصول على السلام الداخلي بحسب كلام علم النفس..ليس شرطا بالعبادات و لكن ببعض المماراسات مثل التأمل-الحب و غيرها و ان لم يجده يهرب من الواقع

Translate

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...