يختلف الكثير من المتمسكين بدينهم ايا كان هذا الدين مع فكره العلمانيه لمجرد الاختلاف و يرفضونها رفض اراه اعمى دون التفكير فيه وذلك بعد ان قامو بتقسيم الافراد لقسمين و اصبحت العلمانيه فى نظرنا منافيه للعقائد الدينيه و الديانه الاسلاميه خصوصا ... وصارت العقائد تعتمد على الكتب المقدسه فقط ويري المتمسكون بها انهم سيجدون حلول كل مشاكلهم داخل هذه الكتب ... واصبح من المفترض ان يختار كلا مننا احد الطريقين ليري فيهما حلا لمشكلاته (طريق الدين والتمسك بكتاب واحد او العلمانيه والتسمك بالتطور )
وطبقا لقانون الاستغلال الامثل للمشكلات من اجل توسيعها وزياده الازمات بين الدول تجد اولئك من يصطادون فى الماء العكر يقسمون البلاد على اساس الحضارات الدينيه فــمثلا يطلقون على المجتمعات الاوروبيه الحضاره المسيحيه رغم ان عدد المتمسكين بدينهم المسيحي هناك لا يتعدى ال 20% وهناك الكثير من المحاولات لجذب البريطانيون الى الكنائس
فالقول بان هذه الحضاره او تلك هى حضاره اسلاميه او مسيحيه او بوذيه و غيرها ما هو الا لعب بمشاعر الافراد و يحمل الكثير من الاهداف السياسيه كما نرى انه تم وضع دوله اسرائيل على الاجنده الدوليه عندما تم الاعتراف بإمكان قيام دوله عبريه على الاساس الديني
نعم الدين ركن اساسى فى تكوين الهويه ولكنه ليس كل شيئ
وطبقا لقانون الاستغلال الامثل للمشكلات ايضا تجد حتى المثقفين لا يضعون فرقا بين ان العلمانيه ليست دينيه و بين انها تعنى اللادينيه ؛ ليست دينيه معناه انها لا تهتم بالموضوعات الدينيه ولكل مننا اعتقاده فلا تجد نص فى دستور الدوله يقيدها بدين محدد او تربيه دينيه محدده مفروضه فى المدارس مثلا وذلك باستثناء الدين المستغل لاغراض سياسيه (فالدين المسيس هو المرفوض فى العلمانيه)
اما كونها لا دينيه فمعناه انها انتقلت من مرحله المعايشه مع الدين وتجنبه الى رفض الاديان تماما و جعل اللادينيه دينا للدوله
اذا فالعلمانيه لا تعنى العداء مع اى دين وانما تعنى وضع الاديان جانبا وعدم خلطها بما يشوبها
ولا اعتقد ان ذلك يتنافى مع كون احدنا مسلم او مسيحي او يحمل اى ديانه و ملتزم بدينه ان يكون علمانى فلا شرط يوجب ان يكون العلمانى لاديني ابدااا
اتذكر اننى ذات يوم قابلت الرائعه عبله الكحلاوى وقالت لى جمله لن انساها وكان مضمونها ان الله سيحاسبنا وسيدخلنا الجنه باعمالنا سواء ان كننا مسلمين مسيحين يهود اوحتى ممن نعبد الشمس والقمر وما سوى الله - فالله ادرى بما فى نفوس البشر ... فقط باعمالنا
اذا فالعقيده الافضل هى التى تمكننا من الاقتراب لله و تجعلنا افضل وتسعي بنا الى الكمال وتجعلنا اكثر انسانيه وذلك لا يتنافى ابدا مع العلمانيه
وذلك ايضا لا يبيح المحظورات من ربي و خمر وميسر و غيرها مما يثيره من يصطادون فى الماء العكر ليجعلوها فكره مستوطنه بـأدمغتنا ... أعلم جيدا ان الصورة التى رسمتها تركيا باجبار الفتايات على خلع الحجاب عند دخول الجامعات ونشرتها الفضائيات اساءت كثيرا للعلمانيه وزاد رفض المسلمين لها وخصوصا انه كما قلت مسبقا ان العلمانيه تعنى حريه الدين وليس الاجبار على اللادين ... لكننى لا ارى فيها سوى سوء تطبيق خاطئ للعلمانيه كما يساء استخدام الدين فى كثير من الاحوال كمثال الوقوف عند تفسير محدد لايه من ايات الكتب المقدسه بما لا يناسب العصر الحالى
اذا لا ارى معنى لوجود دين للدوله
ولكن هل معنى القول بأنه ليس للدولة دين أن يقال عن هذه الدولة إنها كافرة؟ بالطبع لا... لأن معنى هذا الجواب أن الدولة ليس من اختصاصها فرض معتقد معين। ومن هنا لا يحق للدولة أيضاً أن تقحم معتقداً ما فى مجال التعليم تحت مسمى «التربية الدينية» على نحو ما هو وارد فى المادة ١٩ من الدستور التى تنص على أن التربية الدينية مادة أساسية فى مناهج التعليم العام।
والسؤال إذن:ما المقصود بالتربية الدينية؟هل هى التربية الدينية على النحو الوارد فى المادة الثانية التى تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع فتكون الغاية من هذه التربية تدريب الطلاب على التفكير بالمطلق وليس التفكير بالنسبى ومن ثم تنتفى الديمقراطية من بدايتها وهى العلمانية؟ أم هل تكون هذه التربية مزيجاً من الإسلام والمسيحية على الرغم من التعارض القائم بينهما؟ أم هل تكون هذه التربية تربيتين منفصلتين ومن ثم تكون النتيجة انفصال الطلاب المسلمين عن الطلاب المسيحيين فى مجال التعليم والذى سيمتد بالضرورة إلى المجالات الأخرى؟ كما نرى ذلك الان فى كل مكان وتكون النتيجة مشروعية تكوين أحزاب دينية تدخلنا فى تناقض مع المادة الخامسة التى تنص على أنه «لا يجوز مباشرة أى نشاط سياسى أو قيام أحزاب سياسية على أى مرجعية أو أساس دينى ومنها يتم تشجيع اسرائيل على قيامها بدولتها القائمه على اساس ديني
اتمنى ان يأتى اليوم الذى ارى فيه دوله علمانيه بدون تجاوزات او تعدى على الاديان
و قبل ذلك اتمنى فهم العلمانيه بشكل لا يخدش بساطه و قوه المعتقدات الدينيه