الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

ما بين العلمانيه و العقيده

يختلف الكثير من المتمسكين بدينهم ايا كان هذا الدين مع فكره العلمانيه لمجرد الاختلاف و يرفضونها رفض اراه اعمى دون التفكير فيه وذلك بعد ان قامو بتقسيم الافراد لقسمين و اصبحت العلمانيه فى نظرنا منافيه للعقائد الدينيه و الديانه الاسلاميه خصوصا ... وصارت العقائد تعتمد على الكتب المقدسه فقط ويري المتمسكون بها انهم سيجدون حلول كل مشاكلهم داخل هذه الكتب ... واصبح من المفترض ان يختار كلا مننا احد الطريقين ليري فيهما حلا لمشكلاته (طريق الدين والتمسك بكتاب واحد او العلمانيه والتسمك بالتطور )

وطبقا لقانون الاستغلال الامثل للمشكلات من اجل توسيعها وزياده الازمات بين الدول تجد اولئك من يصطادون فى الماء العكر يقسمون البلاد على اساس الحضارات الدينيه فــمثلا يطلقون على المجتمعات الاوروبيه الحضاره المسيحيه رغم ان عدد المتمسكين بدينهم المسيحي هناك لا يتعدى ال 20% وهناك الكثير من المحاولات لجذب البريطانيون الى الكنائس
فالقول بان هذه الحضاره او تلك هى حضاره اسلاميه او مسيحيه او بوذيه و غيرها ما هو الا لعب بمشاعر الافراد و يحمل الكثير من الاهداف السياسيه كما نرى انه تم وضع دوله اسرائيل على الاجنده الدوليه عندما تم الاعتراف بإمكان قيام دوله عبريه على الاساس الديني
نعم الدين ركن اساسى فى تكوين الهويه ولكنه ليس كل شيئ

وطبقا لقانون الاستغلال الامثل للمشكلات ايضا تجد حتى المثقفين لا يضعون فرقا بين ان العلمانيه ليست دينيه و بين انها تعنى اللادينيه ؛ ليست دينيه معناه انها لا تهتم بالموضوعات الدينيه ولكل مننا اعتقاده فلا تجد نص فى دستور الدوله يقيدها بدين محدد او تربيه دينيه محدده مفروضه فى المدارس مثلا وذلك باستثناء الدين المستغل لاغراض سياسيه (فالدين المسيس هو المرفوض فى العلمانيه)
اما كونها لا دينيه فمعناه انها انتقلت من مرحله المعايشه مع الدين وتجنبه الى رفض الاديان تماما و جعل اللادينيه دينا للدوله
اذا فالعلمانيه لا تعنى العداء مع اى دين وانما تعنى وضع الاديان جانبا وعدم خلطها بما يشوبها
ولا اعتقد ان ذلك يتنافى مع كون احدنا مسلم او مسيحي او يحمل اى ديانه و ملتزم بدينه ان يكون علمانى فلا شرط يوجب ان يكون العلمانى لاديني ابدااا

اتذكر اننى ذات يوم قابلت الرائعه عبله الكحلاوى وقالت لى جمله لن انساها وكان مضمونها ان الله سيحاسبنا وسيدخلنا الجنه باعمالنا سواء ان كننا مسلمين مسيحين يهود اوحتى ممن نعبد الشمس والقمر وما سوى الله - فالله ادرى بما فى نفوس البشر ... فقط باعمالنا
اذا فالعقيده الافضل هى التى تمكننا من الاقتراب لله و تجعلنا افضل وتسعي بنا الى الكمال وتجعلنا اكثر انسانيه وذلك لا يتنافى ابدا مع العلمانيه

وذلك ايضا لا يبيح المحظورات من ربي و خمر وميسر و غيرها مما يثيره من يصطادون فى الماء العكر ليجعلوها فكره مستوطنه بـأدمغتنا ... أعلم جيدا ان الصورة التى رسمتها تركيا باجبار الفتايات على خلع الحجاب عند دخول الجامعات ونشرتها الفضائيات اساءت كثيرا للعلمانيه وزاد رفض المسلمين لها وخصوصا انه كما قلت مسبقا ان العلمانيه تعنى حريه الدين وليس الاجبار على اللادين ... لكننى لا ارى فيها سوى سوء تطبيق خاطئ للعلمانيه كما يساء استخدام الدين فى كثير من الاحوال كمثال الوقوف عند تفسير محدد لايه من ايات الكتب المقدسه بما لا يناسب العصر الحالى

اذا لا ارى معنى لوجود دين للدوله
ولكن هل معنى القول بأنه ليس للدولة دين أن يقال عن هذه الدولة إنها كافرة؟ بالطبع لا... لأن معنى هذا الجواب أن الدولة ليس من اختصاصها فرض معتقد معين। ومن هنا لا يحق للدولة أيضاً أن تقحم معتقداً ما فى مجال التعليم تحت مسمى «التربية الدينية» على نحو ما هو وارد فى المادة ١٩ من الدستور التى تنص على أن التربية الدينية مادة أساسية فى مناهج التعليم العام।
والسؤال إذن:ما المقصود بالتربية الدينية؟هل هى التربية الدينية على النحو الوارد فى المادة الثانية التى تنص على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع فتكون الغاية من هذه التربية تدريب الطلاب على التفكير بالمطلق وليس التفكير بالنسبى ومن ثم تنتفى الديمقراطية من بدايتها وهى العلمانية؟ أم هل تكون هذه التربية مزيجاً من الإسلام والمسيحية على الرغم من التعارض القائم بينهما؟ أم هل تكون هذه التربية تربيتين منفصلتين ومن ثم تكون النتيجة انفصال الطلاب المسلمين عن الطلاب المسيحيين فى مجال التعليم والذى سيمتد بالضرورة إلى المجالات الأخرى؟ كما نرى ذلك الان فى كل مكان وتكون النتيجة مشروعية تكوين أحزاب دينية تدخلنا فى تناقض مع المادة الخامسة التى تنص على أنه «لا يجوز مباشرة أى نشاط سياسى أو قيام أحزاب سياسية على أى مرجعية أو أساس دينى ومنها يتم تشجيع اسرائيل على قيامها بدولتها القائمه على اساس ديني


اتمنى ان يأتى اليوم الذى ارى فيه دوله علمانيه بدون تجاوزات او تعدى على الاديان
و قبل ذلك اتمنى فهم العلمانيه بشكل لا يخدش بساطه و قوه المعتقدات الدينيه




هناك 4 تعليقات:

محمد مختار يقول...

الكلام معقول وده رأيي انا كمان بس انسي انك تفهمي حد

غير معرف يقول...

السلام عليكم هوا اولا مفيش علاقه بين العدقيه و العلامنيه
ثانيا ايه الديل على ان كل الناس هتدخل الجنه حتى لو كانو بيعبدو اى حاجه
ثالثا العلامنيه لما اطبقت فى تونس كانت النتيجه زى الزفت لان فعلا هيا عكس الدين الاسلامى
رابعا ان الدين يتشال من الدستور هتؤدى الى كاؤثه حقيقه من الخوف من التكرار تجربه تونس
خامسا احنا كمسلمين على اتباع كتابناو هوا بينص على ان غيرنا لا يعتبر مؤمن ايمان كامل و سليم و الديل من الكتاب عشان مش ابقا بجيب كلام مرسل و كمان ده المنهج بتاعى
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ}‏‏ ... اظن الايه حصرت غيرنا كلهم على ما اظن و لو حبه فى ادله اخره متفرقه على الموضوع دهخ و للاسف لو انكرتيها يبقا خروج من الدين لان ده كلام الكتاب نفسه
خامسا انا كل تجارب العلامنيه الشوفتها كان فيها اجبار على ترك الدين
سادسا العقيدة السليمه بتترك الحريه الكمله لغير اهل دينها فى دينهم
لو فى حاجه ممكن نتناقش فيها بجد عايز افهم حاجات

غير معرف يقول...

أستاذه مهى .. المقال ده بيعكس حاجة واحده

إن مازال ينقصك بعض الأساسيات والأصول فى فقه الدين الإسلامى .. والنقص الشديد فى الإطلاع على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتاريخ الإسلامى

وده للأسف احد الثمرات المرّه لـ"الغاء التربية الدينية" فى التعليم كما تطالبن .. لانها حاليا تعتبر فعلا ملغية تماما .. وتسببت فى ان الشباب حتى الآن لا يفقه شئ فى اصول دينه ولا فى تاريخه ومجرد بيقلد الناس اللى بتصلى وبتصوم ... وبيوصل الحال اننا نكتب مقالات زى دى فيها كلام "بدون قصد وبحسن نيّه" قد يُخرج المرء من الملّه أصلا ..

يعنى انا اكثر جزء استوقفنى .. جملة
"إن الله سيحاسبنا وسيدخلنا الجنه باعمالنا سواء ان كننا مسلمين مسيحين يهود اوحتى ممن نعبد الشمس والقمر وما سوى الله - فالله ادرى بما فى نفوس البشر"

ودى ببساطة اول مدخل للإلحاد والعياذ بالله
يعنى سبحان الملك .. ابقى انا بعبد شمس وقمر وبقره .. وأهين بذلك المولى سبحانه وتعالى .. وفى الآخر سنحاسب بعملنا !!! طب معلش ايه أقبح من العمل ده ؟! بالذات بعد معرفتك بالدين ومعرفتك بالله

انا مش عايز ارد دلوقتى ردود علمية تفصيلية على كلام حضرتك .. انا اتفهم وجهه نظرك ورأيك .. بس ساعات الآراء الشخصية قد تكون مدخل للتشكيك فى العقيده .. ولذلك انا فقط انصحك .. زى ما بتثقفى نفسك فى السياسة والعلوم والقراءة وغيرها ... فقط جربى اقرى عن دينك "الإسلام" عشان تعرفى برضه انه بيكفل حرية العقيده بنفس مفهومك "للعلمانية" ... "لا إكره فى الدين قد تبيّن الرشد من الغىّ" ..

شكراً لسعه صدرك .. عمرو

Maha El-Khadrawy يقول...

اولا شكرا لاهتمامك بالرد .. و مع انى واثقه ان المناقشه ستؤدى الى لا شيئ لان كل واحد مقتنع برأيه و متشبث به بس مفيش مشكله من النقاش

اولا مفيش علاقه بين العلمانيه و العقيده .. كلامك يثبت كلامى ان كل واحد متشبث برأى مش بيفكر يفهم الاخر رغم ان كل منهم عنده دلائل و قناعات

ثانيا ايه الدليل على ان كل الناس هتدخل الجنه .. و ايه الدليل انك يا مسلم يا مؤمن هتدخل الجنه ؟ كلها اعتقادات .. انت تعتقد و تؤمن بكتابك المقدس( القرأن) و المسيحي و اليهودى و البوذى و عبده الشيطان وكل مؤمن باى شيئ لديه كتاب قرأه و اقتنع تماما ان هذا هو الدين الذى يريده الله والذى سيوصله للجنه .. تخيل ان يوم القيامه تجد الله يخبرك بان الاسلام ليس هو الدين الكامل .. والتخيل هنا ليس خروج من الدين ولكن انت مؤمن بان الله سيخبر كل من يحمل اى دين اخر بانه ليس الدين الكامل رغم ثقتهم بهذا الدين فى الدنيا .. وبما ان الله هو العادل فمن غير العدل ان يحاسب انسان على خطأ اخطأه بدون علم كافى .. فمن غير المقنع ان تترك حياتك و تتفرغ لتقرأ وتفهم كل الاديان و المعتقدات لتختار من بينها ما تقتنع به وما سيدخلك الجنه .. وبما انك تثق فى عدل الله فلا بد ان نثق فى انه سيحاسبنا بأعمالنا الدنيويه بجانب اعمالنا المتصله بالله كالصلاه و الصوم الخ

ثالثا لان فعلا هيا عكس الدين الاسلامى .. العلمانيه ليست عكس اى دين طالماتم تنفيذها بشكلها الغير موجه باهداف اخرى .. فالدوله العلمانيه الحقيقيه لا تجبر مواطنيها على اعتناق اديان او ابعادهم عنها ولكنها تحترم جميع الاديان و تساوى بينها ..واذا لم تجد ذلك فاعلم انه تقصير من القائمين على نشر الدين وليس عيب فى الدوله العلمانيه

رابعا ان الدين يتشال من الدستور هتؤدى الى كاؤثه .. لو اتشال من الدستور من هتفرق كتير و ممكن تقرا التدوينه دى http://afkar7ora.blogspot.com/2011/02/blog-post_6057.html

خامسا احنا كمسلمين على اتباع كتابناو هوا بينص على ان غيرنا لا يعتبر مؤمن ايمان كامل و سليم .. يعنى انت بتقصي اى بنى ادم غير مسلم من رحمه ربنا؟؟؟ لما يكون عدد معتنقى الديانه الهندوسيه اكبر من عدد معتنقى الثلاث ديانات السماويه و هما عندهم ايمان كامل بدينهم ويمكن 99% منهم لا يعرفو شيئ عن الاسلام معناه ان ربنا معندوش عدل او رحمه اواواوا؟؟؟
واذا كان الموضوع اقصاء للانسانيه ولاى انسان غير مسلم يبقي عنده حق بن لادن فى كل اعماله الارهابيه ونروح نسانده بقي

خامسا انا كل تجارب العلامنيه الشوفتها كان فيها اجبار على ترك الدين .. لان التجارب اللى شوفتها كانت غير متكامله .. انت لو طبقت الظلم بمفهومه كامل هتقوم دوله متكامله رائعه و لو طبقت العدل بمفهومه الكامل بردو هتقوم دوله متكامله رائعه

سادسا العقيدة السليمه بتترك الحريه الكمله لغير اهل دينها فى دينهم .. ودا اللى بتطبقه العلمانيه الحقيقيه وليست العلمانيه الموجهه لاهداف اخرى و ليس الاسلام عندما نفهم انه يقصي الانسانيه من العدل و الرحمه و المساواه

مازال ينقصك بعض الأساسيات والأصول فى فقه الدين الإسلامى .. والنقص الشديد فى الإطلاع على سيرة الرسول ... انا درست سنتين فى معهد اعداد الدعاه و ليا قراءات كتير وإلا مكنتش هتكلم فى موضوع زى دا ..فبلاش تقلل من قراءات حد ما تعرفهوش :)

ده للأسف احد الثمرات المرّه لـ"الغاء التربية الدينية" فى التعليم كما تطالبن .. إلغاء التربيه الدينيه ليس معناه إلغاء الدين ولكن معناه تخصيص اماكن لدراسه علوم الدين كالأزهر الشريف .. وليس التفرقه فى تربيه الطلبه الموجودين داخل دوله واحده مما يؤثر عليهم مستقبلا .. وانت اكيد بتشوف المسيحين بيكونو فى مجموعات لوحدهم فى اى مكان ازاى .. دا احد ثمار التربيه الدينيه اللى هى مش تربيه اصلا زى ما بتقول

وبيوصل الحال اننا نكتب مقالات زى دى فيها كلام "بدون قصد وبحسن نيّه" قد يُخرج المرء من الملّه أصلا .. ودى ببساطة اول مدخل للإلحاد والعياذ بالله ... هههههههههه لا على فكره فى اسباب كتيييييير تانيه ممكن تخرجنى من المله وتوصل للالحاد بعضها علمى و بعضها فى الفقه و العقيده اللى بتتكلم عنهم و بعضها فى اسلوب حياه البشر فى كل مكان ع الارض مش بس المسلمين ... الخ

هسألك سؤال..كان فى ملايين بتصلى الجمعه ومعاهم اعداد بتلعب وغير مهتمه بالصلاه .. و وقت تنحى الرئيس كان فى ملايين بتغنى و ترقص واعداد بتقول الله اكبر وتصلى صلاة الشكر .. تفتكر نقيس قوة المسلمين بعدد المصلين فى صلاه الجمعه ولا بعدد المكبرين وقت الفرحه و الرقص؟؟

Translate

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...