احد نتائج الثورة العظيمه التى لم تؤتى ثمارها حتى الان هى تعديل الدستور
و بعد ان اقرت المؤسسه العسكريه الموقره جدااااا تكوين لجنه لتعديل الدستور من افضل الشخصيات المعروفه ..ثم قررت ان يكون التعديل سرى و لجنه تعديل الدستور لجنه سريه لا يعلم احد عنها شيئا .. ومن ثم كشفت عن شخصياتهاو عن عده مواد تم تعديلها و اضافتها تخص الرئاسه و مجلسي الشعب و الشورى فقط
واثناء القيام بهذه التعديلات و ربما قبلها بكثير قرر جموع الشعب اهمال اللجنه و اهمال عدد المواد و تعديلاتها و قررو ترك كل المواد و التحدث عن الماده الثانيه و التى تنص على ان : الاسلام دين الدوله , واللغه العربيه لغتها الرسميه , ومبادئ الشريعه الاسلاميه المصدر الاساسي للتشريع
ما الفائده من هذه الماده
1- الاسلام دين الدوله .. هل الدوله لها دين؟ ام معنى ذلك ان من يدينون بدين غيره لا يسمح لهم المعيشه بالدوله؟ ام انه حين لا نذكر انها دوله اسلاميه فمعناه اننا كفرة ؟ بالطبع لا
ولكن هذه الماده تفسر وجود اتفاقيات ومنظمات مثل منظمات العمل الاسلامى وغيرها .. و تفسر تدخل الدين فى السياسه و السياسه فى الدين
وتتعارض تماما مع الماده الاولى و التى تفيد بان مصر دوله ديمقراطيه تقوم على اساس المواطنه وان الشعب المصرى جزء من الامه العربيه .. ومع الماده الخامسه التى ترفض تكوين حزب سياسي على اساس ديني
2- ومبادئ الشريعه الاسلاميه المصدر الرئيسي للتشريع ..
اولا .. ما هى مبادئ الشريعه الاسلاميه ؟ ومن الذى أقر ان هذه هى مبادئه ؟ القرأن .. صحيح ؟ و من الذى فسر و طور تفسير القرأن ليتماشى مع العصر الحالى ؟ أليسو بشر مثلنا؟ فإذا كان الاعتراض على ان القوانين هى من صنع بشر فإن تفسير القرآن هو من صنع البشر ايضآ
ثانيا .. كونها المصدر الرئيسي للتشريع فمعناه انها ليست المصدر الوحيد .. اذا فمن الممكن ان تكون الشريعه المسيحيه و اليهوديه و البوذيه و المهلبيه احد مصادر التشريع و التى لا نعلم عنها شيئا .. ومعنى ذلك انه يسمح بدخول العادات و الاعراف القبليه فى سن القوانين وغيرها .. فكون الشريعه الاسلاميه المصدر الرئيسي للتشريع ليس معناه اننا نحكم بقوانين الاسلام فى الجاهليه
ثالثا .. ما هى احكام الشريعه الاسلاميه فى تنظيم العلاقات الدوليه - الانترنت - الاسلحه النوويه --- الخ وما العمل عند عدم وجود مثل هذه القوانين في الشريعه .. أنفضل ان يكون دستورنا غير متكامل؟؟
رابعا .. كيف يمكن ان تكون الشريعه المصدر الوحيد للتشريع و فى بلادك يوجد مواطنين لهم ديانه مختلفه .. و فى حاله وجودك كـمسلم فى بلد مسيحي او بوذى لا يتم تطبيق شريعتهم عليك .. بل يتم تطبيق قانون الدوله .. و ماذا يكون حكم التشريع الاسلامى فى قضايا المسيحين كـالطلاق بينهم و الذى يتعارض فيه احكام المحكمه التى تعمل بالشريعه الاسلاميه مع أحكام دينهم!!
اذا ما الفائده من وجود هذه الماده ؟؟
لم يكن لهذه الماده وجود حى اضيفت عام 1971 على يد السادات الذى كان يعمل على تقويه التيار الاسلامى فى البلاد ليكون بمثابه القاضى على الحركات السياسيه الموجوده فى البلاد ورغم ذلك كان القوانين تحترم و لم يؤثر وجود هذه الماده اوإلغائها
هل إلغاء الماده الثانيه سيؤثر فى إسلامك ؟؟ .. هل إلغاء الماده الثانيه سيعمل على انتشار الفساد و الرزيله؟؟
بالطبع لا .. إلا اذا كنت فى الاصل غير مؤمن بدينك ..و لكن معناه ان الدوله ليس من اختصاصها فرض معتقد معين ومن هنا لا يحق للدوله ان تقحم معتقدا ما فى مجال التعليم تحت مسمى التربيه الدينيه على حسب ما ورد بالماده 91 والتى تنص على ان التربيه الدينيه ماده اساسيه فى مناهج التعليم العام .. و التى تتسبب فى تعليم الطلاب التفكير بالمطلق و ليس التفكير بالنسبي و تتسبب فى تربيه الاطفال تربيتين منفصلتين (الاسلاميه ومسيحيه ) ليحدث ما نراه الآن من تفريق بين الطلاب فى المدارس و الجامعات ومن ثم المجتمع بأكمله
هل إلغائها سيفسد القانون ؟ بالطبع لا لأن الدستور و القانون قائمين على مبادئ الحق و العدل و المساواه .. الخ و هو ما لا يختلف عليها أى دين ولكن تحترمه جميع الاديان و الاطياف و الجنسيات .. وهو ما سيكون الحاكم بالمرصاد لكل الافعال المحرمه فى الاسلام للمسلم و غير المسلم
ولكـــــــن...
-وجود هذه الماده يعطى الفرصه للجماعات الاسلاميه بأشكالها المشروعه و الغير مشروعه و الوطنيه والإرهابيه بأن تتحكم فى البلاد .. وتحكمها بالبلاد معناه انتشار المستغلين للدين لتحقيق اهدافهم الدنيئه كـالإرهاب و من السهل بأن تتحول مصر لإيران ثانيه
-وجود هذه الماده يهدر حقوق الاقباط المصريين و يضعهم فى متاهات بين قانون البلاد و قانون دينهم
اذا
لا معنى لوجود هذه الماده أو إلغاها
لا معنى للحديث عنها الآن و جميعنا نعلم ان نصف الدستور من المفترض تعديله وليست المشكله فى ماده واحده و لم تكن هذه الماده مطروحه للنقاش او التعديل من الاساس
لا معنى لقيام الاقباط بتنظيم مظاهرات لتعديل الماده الثانيه ولامعنى لتنظيم المسلمين مظاهرات لبقائها
مشكلاتنا ومطالبنا تستدعى الوحده الوطنيه و ليست التفرقه بسبب لغه او دين .. فلنترك الخلاف جانبا و نبحث عن مطالبنا الحقيقيه
الموقف اليساري : لماذا أنا ضد المادة الثانية من الدستور المصري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق