الثلاثاء، 3 يوليو 2012

هيئة الامر بالمعروف ، والنهى عن المنكر !!


إثر وفاة أحد الشباب على يد أحد أعضاء "هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" فى مصر أثيرت الكثير من الشائعات حول مدى كونها هيئة سلفية حقيقية أم أنها أحد وسائل أمن الدولة فى قمع المواطن المصري وإثبات فشل الرئيس الجديد ووو...
وبغض النظر عن رفضى لتدخل اى شخص حتى لو كان أقرب الأقربين  فى حياه الفرد وتصرفاته  وخاصة إذا وصل هذا التدخل إلى السب والضرب ، بل و القتل!! إلا أنى أرفض أيضاً أن تلصق أفاعيل هؤلاء الجهلاء إلى أمن الدولة وأرفض أيضاً تبرؤ الجماعات الإسلامية من هذه الهيئه .. رغم علمى بإحتمال عدم إنتماء أفراد الجماعة لأحد الجبهات السلفية السياسية إلا أن ذلك لا ينفي كونها جماعة تتبع المنطق السلفي .

و لكن لنكن أكثر صراحة ووضوحاً مع انفسنا دعونا نفكر قليلاً .. ونرصد الظواهر التى ظهرت فى المجتمع المصري طوال العام والنصف الماضى ، بداً من ظهور هذا الكم الهائل من "الدقون" فى الشوارع المصريه إلى إرتفاع صوت السلفين و وصول توكيلات الشيخ حازم أبو إسماعيل إلى 150 ألف توكيل وهو عدد هائل مقارنهً بزملائه فى الترشح ..
لنكن أكثر واقعية ..

الواقع المصري يعترف بأنه فى عهد الغير مأسوف عليه "حسنى مبارك" لم يكن يجرأ أى شخص فى إطلاق لحيته والمرور بها فى الشارع و خاصة إذا كان يعمل بوظيفة حكومية فما بالكم بإطلاق هيئة مثل الأمر بالمعروف!! .. إلا أن ذلك لم يمنع الطاقة الدفينه داخل المصريين الذين يرون فى الإلتزام بالطريقة السلفية العدائية هو خلاصهم من واقع أخلاقى متدنى "فى نظرهم" ..
وبالتالى .. وبعد ثورة يناير بدأت الفئران والخفافيش الليلية تخرج من كهوفها وتعلن تواجدها وبقوة رغماً عن النظام السابق كما هو حال الكثير من الحركات السياسية .. وهنا ظهرت جماعة الأمر بالمعروف فى مصر أسوة بمثيلتها بالمملكة العربية السعودية و إيماناً من القائمين عليها بأهمية تواجد هذه الجماعة ووجوب تنفيذ أمر الله "فى نظرهم" ..
أما عن فكرة كونها جماعة بيد أمن الدولة فرغم كونه أمر وارد إلا أنه مستبعد فى هذه المرحله .. كنا نستطيع تصديق ذلك فى الماضى قبل الثورة ، أما الآن فـ أمن الدولة يتعامل مع المواطنون بطرق أكثر ذكاءاً و حكمة من هذه الطرق الساذجة جداً ..

ولنكن أكثر واقعيه .. ليس الواقع فقط ما يثبت أن هذه الجماعة أحد فروع السلف الطالح .. إنما ماضى الجماعات الإسلامية فى مصر أيضاً شاهد على جرائمهم .. حتى وإن لم تكن جماعات منظمه إلا أنها موجودة بالفعل ..

فالجماعات الإسلامية تاريخها طويل جدا .. إذ بدء منذ أوائل التسعينات .. فقد تم قتل كل هؤلاء على يدهم ..
قتلوا فرح فودة91 * طعنوا نجيب محفوظ بالسكينة* اطلقو النار على عبد الناصر فى منشية البكري* قتلو السادات * حاولو اغيتال مبارك فى اديس بابا * إغتيال أحمد ماهر 45 * إغتيال القاضى أحمد الخذندار 48 * إغتيال محمود فهمى النقراشى 12/48 * محاولة إغتيال إبراهيم عبد الهادى رئيس الوزراء وإغتيال حامد جودة رئيس مجلس النواب * إغتيال الشيخ الذهبي 77 * إغتالو الدكتور رفعت المحجوب 90 * قتلو سائح بريطانى قرب ديروط 92 * قتلو أمريكيان وفرنسي وإيطالى فى هجوم فندق سميراميس 93 * قتلو الطفلة شيماء 93 * قتلت الجاماعات الإسلاميه 62 سائح بالأسلحة النارية والسكاكين فيما عرف بمذبحة الأقصر وحتشبسوت

ومارسو كل هذا من أعمال العنف ..
سرقوا محلات دهب الاقباط واحل اموالهم ونساءهم* نسفوا سينما ميامى 46 * نسفوا سينما مترو والكزموز وميتربول 47 * جرائم الاوكار فى شبرا و وكر الجيزة * دمروا حارة اليهود مرتين 6,9/48 ونسفوا محلات عدس وبنزيون * نسفو شركة الإعلانات الشرقية * هجموا على مديرية أمن أسيوط وقتلو أكثر من 118 ضابط وجندى 1981 * أقيمت الدعوة إلى قتل كل الطائفة التى تمتنع عن إقامة شرع اللة 84  * قامو بتفجيرات مقهى وادى النيل 93 * الهجوم على منتجع سياحى وقتل سائحين ألمانين 94 * هجومين فى جنوب مصر على السياح وقتل سائح بريطانى 94 * هجوم بالجيزة وقتل سائح يابانى 96

ولم تهدأ مصر إلا حينما إشتدت عليهم قبضة مبارك وأعوانه ، و بعدما أقيمت مبادره وقت العنف عام 1997

واليوم ...

إذا لم نفهم ونستوعب ونضع الحدود اللازمة لعدم إنتشار هذه الظواهر المبدئية لنشاط تكفيري جديد فى مصر لن نسلم منهم أبداً و سيزدادون عبر الوقت ..


هناك تعليق واحد:

أحمد أحمد صالح يقول...

بالأمس في مدونتي كنت طرحت مجوعة أسئلة بهذا الشأن..
ربما وجهة نظرك سليمة بخصوص ارتباط هذه الجماعة بأمن الدولة أو عدم ارتباطها،رأيك أنه ليس من عمل أمن الدولة فما سبق يدل على ذلك، وان كنتي أيضا لم تبعدي فكرة تورط أمن الدولة..أنا أيضا لا استطيع أجزم و ان كان من الممكن تخمين أنه عمل مشترك،بمعنى أن هؤلاء سلف و أنهم جماعة سلفية و ليسوا تبع أمن الدولة أو صناعتهم، و لكن تم دعمهم بشكل ما من أمن الدولة..هذا مجرد تخمين..و الله أعلم
..
أعتقد أنها معضلة كبيرة ما نواجهه الأن، فالدين ليس حكرا على أحد ليدعي أنه هو من يفهمه و يجب على الجميع أن يتبع منهجه،و يستخدم كل الوسائل لذلك كما رأينا من قبل و كما سنرى.هو فعلا شئ خطير جدا ، لأنهم تقريبا لا يفقهون شيئا عن الاسلام،..ربما لن تعاني القرى-مثل قريتنا- مثلا من هؤلاء مثلما قد تعاني المدن،قريتنا معقل للأخوان و لا يوجد بها سلف تقريبا،اتى اليها سلفي ذات مرة و خطب خطبة-و كانت قبل انتخابات مجلس الشعب-و اسمعته ما يليق به بعدها و وسط كل الناس و في قلب المسجد قلت له ما معناه لو شفتك هنا هأديك بالجزمة.و اسف على اللفظ !!و من يومها ما شفتوش و لا شفت حد من عينته..و ان كنت لا اقيم في البيت مدة طويلة فلا أعلم ما يحدث في غيابي !
و لكن و الحق يقال أجد بعض الاخوان متفتحون مثل امام المسجد عندنا فانا احترمه جدا و احترم كلامه لأنه يتكلم بموضوعيه و لم يصنع دعايا للإخوان على المنبر و هذا ما جعلني أبقى على احترامه..الموضوع خطير و يحتاج لوقفة من الأن ليتم السيطرة عليه قبل تفاقمه.يحتاج وقفة من الجميع..و اتمنى ان يعي الجميع خطورة ذلك و يتحرك و يعمل من مكانه و في منطقته..
..ربما تعليقي لم يغطي الموضوع بأكمله..و لكن هذا هو ما جاد به الفكر !!..تحياتي

Translate

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...