ليس لشيئ سوى توثيق لنشاط
مؤثر فى حياتى الجامعية وهو العمل الطلابي وأيضاً توثيق لأحداث حدثت بالفعل .. كتبت
هذه التدوينة لأودع بها دراستى الجامعية .. و لكى أقرها بعد سنوات و أضحك كثيرااا على
بساطه أفكارنا و أذكر نفسي بما مضى .. :)
فى أول يوم لدخولى الجامعة إستقبلنى شباب أسرة
جديدة عرفت فيما بعد أنهم "بلطجية الجامعه" الذين يستعينون بهم عندما
يقرر شباب الإخوان المسلمين بعمل مظاهره أوما شابه .
لم
أشترك بهذه الأسرة لآنى وجدت أن "أسرة الزهره" هى الآكثر نشاطاً فى
الجامعة فإنضممت إليها شكلياً وحضرت أنشطتهم حتى بدأت أفهم أن نشاط الأسر بالجامعة
بأكملها لا يمثل شيئاً سوى مجرد شكل للنشاط كما علمت فيما بعد أن هذه الآسره من
ضمن الأسر التى تمثل "الحزب الوطنى بالجامعه" فهى تستحوذ على إتحاد
الطلاب منذ سنوات كثيرة ولايمكن أن تفوز أسرة غيرها بمقاعد الإتحاد ولا تجرؤ أسرة
أخرى بعمل نشاط يؤدى لوقف نشاطها وكل من يريد الإنضمام لإتحاد الطلاب عليه أن ينضم
لهذه الأسرة .. إلخ ، كان نفوذ اسرة الزهره نتيجه تواصل "خريجي الأسرة "
مع بعض الفاسدين من إداره الجامعة ممن يوفرون لهم المنح ومعسكرات إعداد القاده
وغيره ولا أعرف المقابل حتى الآن لكنى اتصور أنها علاقات شخصية مبنية على الحشيش
المتبادل ..
فقررت الإنضمام لفريق الجواله حيث أحببت
أنشتطهم ورأيتهم يمثلون الجامعة فى عدد من المسابقات بإستمرار كما يقومون بعمل
أنشطه خيريه وأحياناً ثقافية ولكن ،، وبعد أن إنضممت إليهم وجدت أن القيادات
السابقه فى الجوالة "الخريجين كما يسمونهم " هم من يحركون النشاط –كما
هو الحال فى أغلب الأسر- ليس لآنهم الأفضل ولكن لأنهم على إتصال دائم بمسئولى
النشاط فى الجامعة ، ففى حاله وجود اى نشاط تريد إدارة الجامعة المشاركة فيه يتم
الإتصال بالخريجين ليصدرو "أوامرهم" بالمشاركة وفى حالة رفض أحد الأنشطة
تجد أيضاً القرار من الخريجين ، كما أن الترقيات والصعود لرتبه أكبرداخل الجواله
"قائد وغيره" لا يتم سوى فى حاله رضى الخريجين عن الطالب المشارك وهكذا
.. وبالتالى لا يوجد أى إمكانية لنشاط حقيقى ومفيد داخل فريق الجوالة ولا إمكانية
لإخراج طاقات الشباب الحقيقية أو الموافقة على نشاط جديد ولو كان مفيداً للطالب
والجامعة ..
فبحثت عن هوايتى و إنضممت لفريق المسرح بالكلية
، فى البداية رأيته نشاط جميل لانى أحبه وأهتم به وإنتظرت كثيراً حتى أخذ فرصتى فيه
لكن بدأت أفهم أن فكره "الخريجين" تتكرر وأيضاً فكرة الأفضلية للأسبقية
وللأكبر سنناً وليست للأفضل فى الآداء – هذه الأسبقية هى التى تستحوذ على كل شيئ
بما فيه المنح لحضور المجموعات الدراسية التى تنظمها الكلية للطلاب الممثلين
للنشاط .. إلخ وتركت فريق المسرح بعد عده
أشهر من اللا مشاركة معهم (إنضممت فيما بعد لفريق مسرح حر أخذت فرصتى كامله فيه
وتعلمت منه الكثير وأقدر لهم ذلك لأنى لولاهم لما عرفت المعنى الحقيقي للمسرح ) .
بالنسبة للجنه العلمية لم تكن تهتم بالجانب
العلمى أو الإبتكار أو أصحاب المواهب العلمية الحقيقيه و للحق كانت تقوم بتنظيم
دورة تدريبيه واحده كل ترم دراسى ، فأخذت دورة تدريبية فى الصيانة كانت جيدة
بالنسبة لى ، لكنها طبعاً لا تمثل شيئاً بالنسبة لشخص مهتم بالعلوم ويفهم الفيزياء
أو لديه إختراع ويود المساعده فيه ..
وهنا إنتهت علاقتى بالأنشطة الطلابية الرسمية داخل
الجامعه وإنضممت لرابطة طلاب مصر وكانت بداية عملى السياسى داخل الجامعة ، وحينها
تعرضت هذه المجموعة للإضطهاد أكثر من مرة ، فمثلاً كان من ضمن أنشطتنا تكوين فريق
مسرح يجول الجامعة ويعرض مسرحياته بعيداً عن نشاط المسرح الأساسى ولكن بدأ رفض هذا
النشاط (البروفات) من قبل الأمن وأصبح من الصعب أن نجد مكاناً لعمل البروفات
والأصعب عدم إستيعاب الطلاب لفكرة المسرحية السياسية داخل الجامعة وبالتالى لم
يستمر النشاط ، أما المجلة التى تم توزيعها فلم تجد قبولاً (عام2009) لكونها
سياسية ، وبالتالى فشل نشاط الرابطة و أصبح نشاطها فقط خارج الجامعة كأصدقاء وليس
كعمل سياسي منظم ..
لم أيأس وبدأت بالعمل مع طلاب 6 إبريل والطلاب
الإشتراكيين فى حملة جمع التوقيعات على السبع مطالب لـ د.محمد البرادعى لم يكن
العمل منظماً بالشكل الكافى لكنه كان إثباتاً لتواجد نشاط سياسي داخل الجامعه ،
وكانت صدمتى فى يوم كنت فية بالجامعة أجمع التوقيعات مع زملائى حين وجدت إتصال
والدتى المنهارة تخبرنى بإقتحام 10 أفراد أمن بزيهم الرسمى وأسلحتهم يبحثون عنى ويفتشون
غرفتى ويأخذون بعضاً من كتبى وأوراقى .. إلخ وبرغم من كونه تهديد صريح وليس محاولة
للقبض علىٌ إلا أنه تسبب لى بمشكلات عده مع زملاء الجامعة الغير مهتمين بالسياسة ،
غير أن مجموعة العمل داخل الجامعة قد تفككت بعد عمل "معرض" سياسى يُعرض
فيه صور ورسومات وكتابات تدعم القضية السياسية والذى على إثره تم منع عدد من
الطلاب من دخول الإمتحانات ورسوبهم هذا العام . وهنا إنتهت قضية البرادعى بغير
سلام للطلاب جميعاً تقريباً ، وعن نفسى ودون منعى من دخول الإمتحان رسبت هذا العام
!
وبعد فترة الإمتحانات
قامت ثورة يناير وبعدها بأيام شاركت فى مجموعة تطالب بحقوق الطلاب وتحولت بعد وعود
زائفة من المسئولين إلى مجموعة لتنظيف الجامعة ليس إلا!!
وهنا بدأ دورى فى تنظيم
الدعوات المطالبة بعمل تظاهرت وإعتصامات داخل الجامعة ، جمعت الطلاب الداعين لهذه
الدعوات فى مجموعه واحد تحت إسم "طلاب لإصلاح الجامعة" وبدأنا فى جمع
مطالب الطلاب بكل الكليات والإتحاد مع بعض أعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة
ورفعنا مطالبنا فى تظاهرة عظيمة فى أول يوم دراسى فى حين كان طلاب الإخوان يقيمون
حفلاً لنجاح الثورة وتكريم الشهداء ، فى اليوم التالى إنضم طلاب الإخوان والإشتراكيين
الثورين وطلاب الكليات الأخرى حتى قامت إدارة الجامعة بالموافقة على كثير من
المطالب عدا إقالة رئيس الجامعة والذى لم نراه طوال أيام التظاهر..
ولكن إداره الجامعة وافقت
على إنشاء عدد كبير من الأسر مما أضاف زخماً ولو شكلياً للجامعة .
وفى يوم إنتخابات إتحاد
الطلاب كان موعد إثبات الوعود ، إجتمع طلاب الأسر الجديده والممثلين للثورة فى
مجموعة ضد طلاب الأسر القديمة "الإتحاد السابق" والإثنين ضد طلاب الإخوان
المسلمين ، فبغض النظر عن كون الإتحاد السابق هو الأكثر شهرة بين الطلاب نتيجه
أنشطتهم الكثيرة مقارنة بأنشطة الأسر الأخرى أو أنها أسر جديدة أقل شهرة ، وبغض
النظر عن مصادر أموالهم الغير معلومة فطلاب الإخوان مصادرهم من الجماعة أما
الإتحاد السابق فتمويلهم معتمد على "الخريجين"!! ، بدأ طلاب الإتحاد
السابق بممارسة نفس الممارسات من تزوير وغيره بدءاً من طريقة جمع الطلاب للإنتخاب
و إستخدامهم لزميلاتنا الغير محجبات والمعاقات لإغراء الطلاب على الإنتخاب وحتى
وجودهم داخل اللجان "وهو ممنوع" ليطلبون من الطلاب أن يقومون بكتابة إسم
مختلف "على إنه الصحيح" مما يبطل الصوت عند الفرز .. إلــــــخ
وعند إعتراضنا "طلاب
الثورة" وصعودنا لعميد الكلية مطالبين بوقف التجاوزات لم نجد رد سوى أن اليوم
من أكثر الأيام إقبالاً من الطلاب على الإنتخابات ولا يستطيع ان يوقف الإنتخابات
وأن التجاوزات محدودة للغاية .. إلخ
وبالفعل فى كليه التجارة نجح
طلاب الإتحاد السابق بالتعاون مع طلاب الإخوان فى الفوز بمقاعد الإتحاد بالكامل
دون مشركة أياً من طلاب الثورة وكان رئيس إتحاد طلاب الجامعة من الإتحاد السابق
ونائب الرئيس هى طالبة من الإخوان .
ومن جهه أخرى ظل طلاب
الإخوان يلقون بسمومهم حتى إستطاعو تفريق طلاب لإصلاح الجامعة بحجج عديدة .. كما
كان دور طلاب الأسر القديمة فى هدم مقرات كل الأسر الجديدة ومنها أسر جماعة
الإخوان ، والذين لم تستمر تظاهراتهم كثيراً بعد أن فازو بمقاعد إتحاد الطلاب بعد
سنوات عده وبعد أن بدأت الدعوة لإنتخابات مجلس الشعب ..
هنا فقط إنفصلت علاقتى
بالعمل الطلابي داخل الجامعة تماماً ولم تعد لدى طاقة للعمل وسط هذه الأجواء
الفاسدة سواء من إدارة الجامعة ، او طلاب الإخوان وطلاب الإشتراكين الثوريون الذين
تضامنو معهم مرات عديده ، أو الطلاب المستقلين الغير متعاونين ..
والآن مازالت الجامعة بلا
دور سياسى واضح رغم تواجد طلاب الإخوان والإشتراكيين الثوريين وطلاب الأسر الجديدة
"المستقلين" و وصول بعضهم فى العام التالى إلى مقاعد إتحاد الطلاب إلا
أنهم لازالو لا يمثلون سوى أنفسهم وغير معبريين عن أغلبية الطلاب وغير معبرين عن
صوت قوى وفاعل للجامعة كما كنت أتمنى أن أرى ..
والآن وبعد أن أتممت
دراستى الجامعية ليس فى وسعى سوى أن أتمنى أن يكون لطلاب الجامعة دوراً حقيقياً
ومؤثرا يوماً من الأيام كما كان فى السبعينيات .
حملة التدوين اليومي 11