تم تخصيص يوم 20 يونيو للتدوين ضد التحرش الجنسي في مصر .. و فى الحقيقه رغم قرأتى لكثير من التدوينات التى تروى مأساه كل بنت مع التحرش لم أتجرأ و أكتب عن أحد المرات التى تعرض فيها للتحرش أنا أو أحد صديقاتى
لكن يومها اجتمعت بصديقاتى و تحدثنا عن فكره التدوين و عرض المشكله و موضوع التحرش عموماٌ ..و لأول مره أشعر أن الأمر مفزع فعلاٌ .. لست وحدى من تكره أن يمس جسدها او حتى يدها رجل حتى ولو كان خطيبها (كلهن تقريبا) ليس تعقيدا نفسيا أكثر من كونه خوفا من الأتى و عدم ثقه فى جنس الرجال ناتج عن ما رأوة فى حياتهم اليوميه و احتياج للشعور بان هذا الحب هو حب روحى حقيقي و ليس حب امتلاك الجسد..
بل وجدت أكثر من صديقه معقده نفسيا و لا يمكن لها الزواج بسبب محاولات تحرش و اغتصاب احيانا !! كنت أعلم و أشعر بما يشعرون لكن لم أتخيل أنه بهذا السوء ..
أحدى صديقاتى و التى حكت لنا عن محاولتين لإغتصابها مره فى طفولتها و اخرى فى مراهقتها و التى لم تخرج منهم بخسائر جسديه مثلما خرجت بخسائر نفسيه أفقدتها كل اصدقائها الشباب بل وافقدتها أكثر إنسان أحببته – ربما كان الامر سيصبح يسيرا بالنسبه لى إذا كان من أحبته هو الذى لم يتقبل ان يتزوج بنت تم التحرش بها وكنت سألصق دلك بالمجتمع كالعاده – لكن أن تكون البنت هى من ترفض الزواج وتتعالج عند طبيب نفسي بسبب خطأ ليس خطأها ؟؟!! لا اعتقد اننا أثناء سماعنا لقصتها كننا نشعر بكم الألم التى كانت تروى به أو كم المعاناه التى أفقدتها أصدقاء أوفياء لمجرد أنهم من صنف الرجال و حبيب مخلص لأخر يوم.. لكننا تذوقنا مراره الكلام عندما تذكرت كل واحده موقفا قد حدث معها
فـواحده منهن تذكرت كيف كان أحد أقاربها مره و أحد جيرنها مره يستغل فرصه خلوهما و يتحسس جسدها الطفولى الذى لا يعي معنى تلك اللمسات الدنيئه و أنها مع كل يوم تكبر فيه وتتذكر تلك اللمسات و تفهم معناها تتمنى ان تراه لتقتله و تثبت له انها الآن لم تعد ضعيفه كما مضى
واخرى تذكرت كل مره كانت تفكر فيها بموضوع هام وهى تركب وسيله مواصلات ليقطع تفكيرها العميق كائن حقير لا يفكر إلا فى نصفه السفلي الملئ بالقذاره
و واحده منهن حاولت ان تثبت لنا قوتنا وتشرح كيف تستخدم الدبوس و المبرد و كعب الجزمه و غيرها فى حمايه نفسها و المرات التى وصل فيها العراك مع متحرشها بأنهم سيذهبان لقسم الشرطه و أكدت انها فى كل مره تفعل ذلك يكون الخوف قد ملأ قلبها بل وجسدها بأكلمه و لكنها لا تستطيع أن تظهر هذا الخوف و حتى أنها لا تستطيع أن تأخذ حقها بالكامل و تذهب لقسم الشرطه لأنها تعرف أن الفضيحه المجتمعيه ستكون لها هى مهما حكم عليه
بعد ان حكت بعضهن كيف تحمى نفسها او تفضح المتحرش تحدث أكثرهن صمتا و قالت "ياريتنى كنت بعرف ارد و اخد حقى زيكم " فسكوتها الدائم كان يترك فرصه لمتحرشها بأن يكمل فى فعلته غير مبالى بهذه الأنثي الرقيقه التى لا تعرف حتى كيف تدافع عن نفسها و تخجل من أن تقول له أبتعد
لم تخجل أحدانا فى أن تقول انه بعد كل مره يتم التحرش بها فيها انها تكره جسدها وأنوثتها و نفسها و حياتها عموما و تتمنى لو كانت تستطيع ان تتخلص من هذا الصنف البشري عديم الفائده و تلقي به خارج حياتها
لا اعتقد ان الشباب إذا تعرضو للتحرش بهذا الشكل المستمر سيكونون افضل حالا مننا .. إذا لما يستغلون ضعف الانثي .. لما لا يرون قوتها ؟ .. لما لا يفكرون فيما يدور برأسها ؟ ..لما كل هذه الانانيه؟ إلى متى سيتركون أنفسهم لأهوائهم الخادعه؟ .. إلى متى سيتحكم بنا هذا الجهل المجتمعى المقزز؟؟ ما الفائده بأن يتبع الشاب البنت بنظره حتى تختفى فى نهايه الشارع؟ ما الاستفاده التى تعود عليه من ازهاق كرامه بنت رقيقه؟؟ انه حتى لا يعلم ما يدور بداخلها !
لا اعلم
لكنى أود أن أقول لكل متحرش حتى و لو كان تحرشه تحت عنوان المعاكسه بالكلمات .. أقول لكم
كفاكم ارجوووكم .. لقد دمرتم كثير من البنات دون ذنب و دون أن تدرو .. و لن يسامحوكم ابدا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق