سعدت كثيرا عندما علمت بيوم 20 يونيو يوما للتدوين ضد التحرش الجنسي
لم تكن سعادتى نابعه من شيئ سوى أنه سيكون يوما لتسليط الضوء حول مشكله سخيفه تعانى منها جميع البنات دون إستثناء ودون ان تستطيع ان تفتح فمها بالحديث حتى مع نفسها .. فإذا خافت و صمتت ولم تعلق على ما يحدث بها فإنها تجيز لمتحرشها بأن يفعل بها ما يشاء و إن تجرأت و علا صوتها و أحرجت المتحرش فإنها تجيز لكل من حولها بالنظر إليها على إنها المذنبه سواء بشكلها الخارجى وملابسها أو لأنها إستخدمت ألفاظ لا تجوز لأنثي بالشارع و بالتالى تقع الفتاه فى مأزق .. فهل تتحمل إهانتها أم تتحمل نظرات وكلمات الناس الغبيه!!
فـ التحرش هو الشئ الثابت الوحيد في طريقنا اليومي خارج المنزل (إن لم يكن داخله ) لكن يختلف نوعه ودرجة عنفه بدءاٌ من التحرش بالنظرات و وصولا لـ لمس مناطق لا تلمسها الانثي بنفسها كثيرا
لا أحد يتخيل كم الإهانه التى تشعر بها الفتاه عندما يتم التحرش بها .. فالمتحرش بذلك يجردها من كل معانى الجمال و الكمال و القوة و الأنوثه والثقافه ووو و يشعرها و كأنها قطعه خرده لا فائده لها سوى أن تلبي بعض الرغبات الحيوانيه و خاصه لأنه لا يدرى شيئا عن هذه الفتاه و مدى ثقافتها او حياتها الخاصه و يضعها فى كف واحد مع اى فتاه "سافله" و الأكثر إستفزازاٌ حينما يكون المتحرش هو شخص لا يحمل من مقومات العلم و الادب شيئا مثل تباع الميكروباص أو بائع الخرده والروبابيكيا الذى لا يستحم سوى مره كل عام !!
لا يوجد سبب يبرر لفتاه محترمه مثفقه ناجحه .. الخ ما يفعله بها المتحرش .. فإذا كانت الحجه أنه رجل و لديه شهوة و..و.. فالمرأه أيضا تستطيع أن تتحرش و لديها شهوتها و..و.. .. لكنها لا تفعل ذلك ليس لأخلاقها أو دينها و تربيتها و لكن لأن مثل هذه الافعال لا تحدث الا من "شخص ناقص" ناقص معنويا و ماديا و نفسيا و جسديا وعمليا وعلميا ودينيا و بالطبع أخلاقيا ..
وإذا وجد مبرر للشباب فإنه لا مبرر لرجل تعدى الخمسين من العمر عندما يتحرش بالنساء ويفعل ما لا يفعله الشاب
ولا يوجد مبرر عندما يتعدى الآمر كونه تحرش بـ "مزة سافله " ليكون تحرشاٌ بمرأه محجبه أو منتقبه أو برجل صناعيه !!و فى أغلب الاوقات يكون اللوم على الفتاه ومظهرها و ملابسها دون النظر للمتحرش ومعاقبته
التحرش غالبا لا يسبب ألم أو أذى جسدى أكثر ما يسبب ألم و أذى معنوى و جرح فى أعماق الأنثي يدوم لسنوات كثيره دون علاج .. فـ كم من نظرة تيببت فى ألم عميق فى نفس صاحبتها .. و كم من طفله تتذكر حتى اليوم أول مره تم التحرش بها أمام مدرستها و رغم انها لم تتأذى أو حتى تفهم ما حدث إلا أنها لم تكف عن البكاء لساعات
لن يكون الحل أبدا بعزل النساء فى عربه مترو للسيدات و اتوبيس و مدرسه و شارع خاص للسيدات .. ولا فى وسائل حمايه المرأه لنفسها بوسائل قد تبدو بسيطه كالدبوس و القصافه وكعب الجزمه وغيرها .. ولا الحل فى مجموعه تدوينات لا يقرأها سوى نوع معين من الشباب ..
فالمشكله تكمن فى عقولنا وقلوبنا و إرادتنا .. تكمن فى الجهل والطمع وانعدام الهدف والفراغ الذهني والنشأه و البيئه و التربيه .. البيئه التى لابد وان تتغير .. لابد و أن تحترم الأنثي و تري مفاتنها العقليه و العلميه و النفسيه و ليست فقط الجسديه
فـ المرأه لها طبيعه خاصه .. فهى أنثي جميله رقيقه تحمل كل المشاعر الرائعه و تتحمل ألآلآم لا يتحملها الرجل .. فـ رجاء حافظو عليها
وأخيرا و ليس أخراٌ .. أتمنى أن أرى تطبيقا لنص الماده 206 فى القنون المصري و التى تنص على
مادة (206 مكرر):
يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز سنتين وبغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تزيد علي 2000 جنيه أو بإحدي هاتين العقوبتين كل من تعرض لشخص بالقول أو بالفعل أو بالإشارة علي وجه يخدش حياءه في طريق عام أو مكان مطروق.
ويسري حكم الفقرة السابقة إذا كان خدش الحياء قد وقع عن طريق التليفون أو أي وسيلة من وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية
متعلق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق