كل البشر تقريبا يمتلكون أفكاراٌ و أموالاٌ و أحلاماٌ لكن قليلون منهم من يمتلكون المعرفه السليمه والموهبه الحقيقيه لتثقل تلك الافكار .. و قليل ممن يمتلكون الموهبه و المعرفه يجدون الفرصه لتحقيق أحلامهم .. و محدودون من يمتلكون العزيمه و الاراده الحقيقيه لتحقيقها .. و محددون جدا من يتمسكون بهذه الآفكار أمام كل ما يروه من مصاعب .. هؤلاء هم العظماء
منهم هذا العظيم الذى وهب نفسه و حياته لعماره الارض وتوفير افضل المساكن بأفضل جوده و أسعار تناسب الفقراء .. هذا العظيم الذى لم يستطيع تنفيذ أفكاره و أحلامه في بلده و قوبلت مشاريعه بالرفض أو الغرق المتعمد وغيرها .. ولم يعنى بمشروعاته إلا فى أواخر حياته فلم يترجم كتابه "عماره الفقراء" للغه العربيه إلا بعد وفاته! .. هذا الكتاب الذى وضع كمناهج دراسيه بكليات الهندسه بجامعات كثيره حول العالم و تلك الآفكار التى قدرتها كل دول العالم و عملو على تطبيقها و نفذو عده مشاريع له و إستطاعو تكريم صاحبها و منحوة أفضل الجوائز فى أكثر من بلد اجنبي .. هذا الفنان الذى لا يعرفه سوى المعماريون الموهوبين و المقدرين للفن المعمارى و مؤمنين بأهميه وجود مسكن جميل شكلا و مضمونا و بأقل تكلفهء
إنه .. " حسن فتحى "
لقد رأى "حسن فتحى " المنزل جزء من بيئته المحيطه ولابد و أن تصبح هذه البيئه ذات نسيج واحد متكامل حتى لا ترفض بعضها بعضا .. فإمتنع تماماٌ عن استخدام الحديد و الاسمنت و المسلحات فى أبنيته .. و عندما تعهد ببناء القري الريفيه فى مصر رأى ان المنزل يجب ان ينمو من الارض فكان مشروعاته مبنيه من الطوب النى و محاطه بأسوار من مواد الطبيعه
هذه هى الحياه التى نفتقدها فى ظل حاضرنا المحاصر بين جدران المسلحات و زحمه الشوراع و عوادم السيارات و سرعه الزمن و التوتر المستمر .... إلـــخ
نحن نفقتد الطبيعه الخضراء فنسبه تملك الفرد من المساحات الخضراء فى مصر هى متر و نصف .. فى حين أن نسبه التملك المفروضه فى كل دول العالم هى 120 متر مربع من المساحات الخضراء .. نفتقد الطبيعه الاجتماعيه ففى قري حسن فتحى ستجد ان البشر يتعاملون بطبيعتهم و فطرتهم المناسبه للمكان دون تكلف أو إضافات مهما تم إضافه عوامل اجتماعيه و ثقافيه عليها مثل الموسيقي و التكنولوجيا و غيرها .. ففى هذه المدينه الفاضله تستطيع ان تستمتع بالهواء النقي و الحياه الهادئه المحتفظه برونق الحاضر و تطورةنفتقد البناء للتعمير لا للاستثمار ففى الوقت الذى كان فيه حسن فتحى لا يأخذ مقابلاٌ لمجهوداته الجباره إستغل الكثيرون إسمه و أفكاره ليتاجرون بهانحن نفتقد الكثير مما أفسده علينا الزمن ولن نجده إلا فى معمار حسن فتحى
إذا لما نتمسك بمشاريع ضخمه كمشروع توشكي و نسامح على كل ما فيه من سرقات و غيره .. و نترك مشروع للتعمير الغير مكلف مثل مشاريع حسن فتحى؟؟!! مشروع سيسمح ببناء وحدات سكنيه صحيه و غير مكلفه تماماٌ .. هل سنجد يوما من ينفذ مثل هذا المشروع على أراضينا المصريه من أجل الفقراء لا من أجل الحصول على المال و إستغلالها فى السياحه فقط؟؟ أم كل فكره مصريه صميمه يكون حق تنفيذها ملكا للغرب؟؟
كم نحن فى حاجه الآن الى عماره الفقراء .. بل مدينه الفقراء .. ولما لا تكون مدن الفقراء .. مدن دون إستغلال رجال الآعمال .. مدن هدفها تعمير الصحراء مثلا .. هدفها توفير مسكن جمالى و انسانى للفقراء باقل التكاليف و من ماده البيئه .. مدن تكون نموذج للطلبه و هواة الفن و المعمار .. أتمنى أن أرى و أسكن فى أحد هذه المنازل قبل وفاتى .. إلى أن يحدث ذلك سأعمل جاهده لزياره أول منزل بناه حسن فتحى فى مدينه طوخ و أستمتع برؤيته و بالطبيعه الرائعه حوله و سأبحث للحصول على النسخه العربيه من كتابه " عماره الفقراء"
هناك تعليقان (2):
زمار الحى لا يطرب
وعلماء الامة افكارهم يتلقفها الخارج بالترحاب وفى اوطانهم مطاردون
tayeeeh.blogspot.com
بالفعل نحن نحتاج إلى العمارة والتخطيط التي تناسب الأرض والإنسان الذي يعيش على الأرض
رحم الله حسن فتحي شيخ المعماريين
إرسال تعليق